قالت منظمة «أوبك» في أحدث تقرير لها عن سوق النفط امس إن الطلب على نفطها سيزيد في عام 2006 مع استمرار انتعاش الاقتصاد العالمي على الرغم من الارتفاع القياسي لاسعار الطاقة.
ورفعت «أوبك» التي تورد نحو ثلث النفط العالمي توقعاتها للطلب على نفطها في العام المقبل الى 28.7 مليون برميل يوميا، أي بواقع 134 ألف برميل في اليوم، عن توقعاتها السابقة. ويزيد ذلك عن السقف الرسمي لانتاج المنظمة في الوقت الراهن البالغ 28 مليون برميل يوميا.
وقالت المنظمة في تقريرها الشهري عن سوق النفط إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي بواقع 1.6 مليون برميل يوميا، أي بنسبة 1.9 في المائة، بحسب ما اوردته وكالة «رويترز». وقال التقرير ان «الاقتصاد العالمي يدخل عام 2006 في حال طيبة للغاية». وفي وقت سابق من الاسبوع الجاري اتفق وزراء «أوبك» على ابقاء سقف الانتاج الرسمي للمنظمة بدون تغيير على 28 مليون برميل يوميا في الوقت الراهن، لكنهم هيأوا السوق لخفض الانتاج في أوائل العام المقبل عندما ينتهي فصل الشتاء الذي يصل فيه الطلب الى ذروته. وتعقد «أوبك» اجتماعها المقبل في 31 يناير (كانون الثاني). وتوقعت أوبك أن يرتفع الطلب العالمي على النفط هذا العام بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، أي 1.5 بالمائة الى 83.3 مليون برميل يوميا، في تعديل بزيادة قدرها 40 الف برميل يوميا عن بيانات الشهر الماضي.
ومع استمرار انتعاش الاقتصاد في عام 2006 تتوقع «أوبك» ارتفاع استهلاك النفط في جميع المناطق الرئيسية فيزيد استهلاك دول منظمة التعاون التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 0.4 مليون برميل يوميا وتسجل الصين زيادة في الطلب ليرتفع استهلاكها الى أكثر من خمس الاستهلاك العالمي. ومن المنتظر أن يرتفع الطلب بمعدل أكبر من ارتفاع الانتاج من خارج «أوبك». ومن المتوقع أن يبلغ الانتاج من خارج «أوبك» في العام المقبل 51.6 مليون برميل يوميا بزيادة 1.4 مليون برميل يوميا عن عام 2005 وبدون تغيير يذكر عن توقعات الشهر الماضي.
وكانت وكالة الطاقة الدولية قد قالت اخيرا ان الطلب العالمي على النفط ينتظر ان ينمو بقوة خلال السنوات الخمس القادمة رغم الاسعار المرتفعة ما يشكل ضغطا على المنتجين مع زيادة استهلاك الدول النامية للنفط .
وتوقعت الوكالة نمو الطلب العالمي على النفط بما يتراوح بين 1.8 و2.0 مليون برميل يوميا كل عام حتى عام 2010. وقالت الوكالة في تقريرها الشهري عن اسواق النفط ان «العديد من المستهلكين غير الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مثل الصين في مرحلة نمو صناعي سريع ينطوي على استخدام مكثف للطاقة.. ينتظر ان يساهم هذا في انتعاش نسبي لنمو الطلب على النفط حتى اذا ظلت الاسعار مرتفعة». وقالت الوكالة «فيما سيكون النمو في الطلب متسارعا حتى عام 2010 فانه سيكون محدودا في طاقة الانتاج في عامي 2007 و2008 .
وتوقعت الوكالة ان يتركز نمو معروض المنتجين من خارج «اوبك» في جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق وفي البرازيل وانجولا. وقالت وكالة الطاقة الدولية انه حتى اذا حقق المنتجون من خارج «اوبك» الارقام المستهدفة فان الطلب على نفط «اوبك» يتوقع ان يرتفع الى 28.5 مليون برميل يوميا في العام القادم من 28.4 مليون برميل يوميا هذا العام. وهذه اول مرة تدرج الوكالة توقعات متوسطة الاجل في تقريرها الشهري.