ارتفاعات لافتة لأسهم بورصة بيروت مدفوعة بتدفق أموال المستثمرين الخليجيين

TT

سجلت الأسهم المتداولة في بورصة بيروت أمس قفزات إضافية بنسب لم تشهدها منذ فترة طويلة، في ظل طلب محموم من مصادر داخلية وخارجية، وتراجع ملحوظ في حجم العرض. واقترب سعر سهم سوليدير، الشركة اللبنانية لإعادة إعمار وسط بيروت التجاري، من حاجز 17 دولاراً، وهو أعلى سعر سجله منذ بدء تداوله في البورصة، ليقفل امس عند 16.55 دولار للفئة «أ» بارتفاع بنسبة 2.79 في المائة، وعند 16.49 دولار للفئة «ب» بارتفاع نسبته 2.61 في المائة، مع تداول نحو 918 ألف سهم بقيمة اجمالية بلغت نحو 15 مليون دولار.

وكان اللافت في تداولات امس الارتفاعات القياسية للأسهم المصرفية، حيث واصل سهم بنك لبنان والمهجر (ايصالات إيداع عمومية) ارتفاعه الى مستوى 65 دولاراً بزيادة نسبتها 10 في المائة. وارتفع سهم بنك بيبلوس بالنسبة ذاتها ليبلغ 2.31 دولار. فيما ارتفعت أسعار ايصالات الإيداع العمومية لبنك عوده بنسبة 7.5 في المائة، لتقفل عند مستوى 56.6 دولار. كما ارتفع سعر سهم شركة هولسيم (صناعية) 9.48 في المائة ليقفل على 1.5 دولار.

ومع تسجيل هذه الارتفاعات للأسهم القيادية في البورصة (سوليدير والمصارف) ارتفعت القيمة السوقية لإجمالي الأسهم المدرجة الى 4.329 مليار دولار، وهو مستوى قياسي جديد يزيد نحو 663 مليون دولار عن القيمة السوقية للبورصة في مطلع العام الحالي، أي ما نسبته 18 في المائة.

ورغم إن النسبة الإجمالية لارتفاع الأسهم والقيمة السوقية لا تقارن بالنسب غير المسبوقة التي تسجلها البورصات العربية، وبالأخص الخليجية هذا العام، فان المقاربة التحليلية تظهر ان انظار المستثمرين بدأت تتجه الى الأسهم اللبنانية، متجاوزة انعكاسات الأحداث الأمنية وتداعياتها السياسية. بما في ذلك الإرباك الحاصل بشأن الوضع الحكومي، وازدياد التشنجات السياسية في التعامل مع قضايا محلية وإقليمية من شأنها التأثير المباشر في مسار التطورات المحلية.

ويقول محللون ماليون «ان فوائض السيولة في المنطقة بدأت بالتدفق الى الأوراق المالية اللبنانية. ومن بشائرها إقبال مستثمرين خليجيين على شراء شرائح كبيرة من سندات دين حكومية مصدرة بالدولار الاميركي، وإقبال متزايد على الأسهم المدرجة في البورصة. وقد ترافق ذلك مع اقبال مستثمرين محليين على حيازة الأسهم ترقباً لارتفاعات في اسعارها. فيما يحجم الكثير من حاملي الأسهم عن عرضها بانتظار مستويات تحقق لهم عوائد افضل او تعويض كافٍ عن خسائر حمل الأسهم بأسعار مرتفعة، وبالأخص بالنسبة الى سعر سهم سوليدير وهي الشركة الأكبر في البورصة».

ويقع في نطاق التدفق الاستثماري الخليجي الى السوق اللبناني، عملية حيازة البنك اللبناني للتجارة من قبل المجلس الاعلى للاستثمار الخارجي القطري بسعر 236.3 مليون دولار التي تم انجازها قبل اسبوع من قبل البنك المركزي اللبناني بصفته المالك السابق كنسبة 97 في المائة من اسهم البنك.

ويقول خبير مالي «اعتبر البعض ان السعر مرتفع، لكن ما يجري في البورصة حالياً يؤكد ان السعر عادل، وان المستثمر حصل على صفقة رابحة، خصوصاً ان البنك يملك المقومات الأساسية لتسجيل نقلات نوعية فورية تضعه بين اكبر عشرة مصارف في لبنان. بعدما خضع لعملية اعادة هيكلة شاملة في عهدة رئيس مجلس الإدارة والمدير العام، شادي كرم، الذي سيستمر في منصبه بعد تجديد الثقة به من قبل المؤسسة القطرية».