محللون: أسعار النفط ستظل فوق 57 دولارا خلال 2006

تقرير أميركي: إنتاج العراق سيظل عرضة لعقبات على مدى سنوات مقبلة

TT

قال محللون لصناعة النفط في مسح أجرته «رويترز» أمس «ان المستهلكين سيضطرون لدفع أسعار للنفط في عام 2006 أعلى من الاسعار القياسية التي دفعوها في عام 2005». وأظهر المسح الذي شمل توقعات 30 محللا أن متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف في المعاملات الاجلة في 2006 سيبلغ 57.41 دولار للبرميل.

ويزيد هذا عن متوسط الاسعار في عام 2005 الذي بلغ 56.70 دولار للبرميل والذي كان أعلى متوسط على الاطلاق منذ بدء تداول الخام الأميركي الخفيف في العقود الاجلة في عام بورصة نيويورك التجارية عام 1983. وارتفع العقد اكثر من دولارين منذ بداية العام الحالي وسط مخاوف بشأن الاستقرار في المناطق الرئيسية المنتجة للنفط واقبال الصناديق الاستثمارية الكبيرة على الشراء. وبلغ الخام الأميركي الخفيف 63.55 دولار للبرميل اليوم الاربعاء.

وأظهرت توقعات طويلة الاجل أن المحللين يتوقعون هبوط الاسعار اكثر من 15 دولارا خلال السنوات الاربع المقبلة. وينتظر ان يصل متوسط أسعار النفط الأميركي الى 42.46 دولار للبرميل بحلول عام 2010 بينما تشير التوقعات الى ان متوسط سعر برنت سيبلغ 38.45 دولار للبرميل. وفي عام 2006 يتوقع المحللون وصول متوسط برنت الى 55.33 دولار للبرميل.

الى ذلك تنبأ محللو الحكومة الأميركية بأن تطوير الانتاج العراقي من النفط سيظل يواجه عقبات على مدى السنوات القادمة، رغم أن العراق يحتل باحتياطاته الهائلة المثبتة والتي تقدر بـ115 مليار برميل من النفط الخام يعد الثالث لأكبر بلد منتج في العالم بعد السعودية وكندا.

وذكرت وكالة الانباء الالمانية أمس ان إنتاج العراق من النفط سجل في ديسمبر (كانون الأول) 2005 كمية متواضعة بلغت 1.9 مليون برميل يوميا في المتوسط وذلك بحسب أحدث تقرير عن البلاد أعدته وكالة معلومات الطاقة الحكومية الأميركية.

ويقل هذا المعدل كثيرا عن الرقم المسجل في يناير (كانون الثاني) 2003 وقدره 2.3 مليون برميل يوميا وذلك قبل العملية العسكرية التي قادتها واشنطن لاطاحة نظام صدام حسين.

كما يقل الرقم المسجل في ديسمبر كثيرا أيضا عن مستوى الانتاج المسجل قبل الغزو العراقي للكويت واحتلاله لها لمدة 7 أشهر والذي قاد إلى حرب الخليج عام 1991 إذ اقترب حينئذ من 3.5 مليون برميل يوميا. وذكر تقرير وكالة معلومات الطاقة «يعتقد معظم المحللين أنه لن تكون هناك إضافات كبرى للقدرات الانتاجية العراقية على مدى العامين أو الثلاثة القادمين حيث ذكر نائب رئيس شركة شل أخيرا أنه من غير الواضح إقامة أي مزاد لبيع إنتاج حقول النفط العراقية قبل عام 2007. وبرغم إمكاناتها الجذابة للتنمية حيث تم تنمية 17 فقط من حقول النفط العراقية الـ80 فإن ثمة أسبابا تكمن خلف بطء العراق في تطوير صناعة النفط به بعد الحرب. وتعد حالة عدم الاستقرار السياسي والعنف وتخريب خطوط أنابيب البترول والبنية الاساسية بين العوامل الرئيسية في هذا الامر. ولكن حرب عام 2003 في حد ذاتها لم تسبب سوى أضرار طفيفة للبنية الاساسية النفطية لكن عمليات النهب والتخريب التي أعقبتها تعد مسؤولة عن 80 في المائة مما وقع من دمار.

ففي الفترة بين ابريل(نيسان) 2003 ويناير 2006 سجل 290 هجوما على مواقع البنية الاساسية للبترول والطاقة العراقية ومنها خط الانابيب القومي الذي يمتد بطول 4350 ميلا وشبكة الكهرباء التي تمتد بطول 11 ألف ميل وذلك بحسب معهد تحليل الأمن القومي ومقره واشنطن وهو منظمة مستقلة ترصد قضايا الطاقة والأمن.