السعودية: تقلص أسعار الملابس الشتوية نتيجة انخفاض موجات البرد

تجار: موسم البيع العام الحالي يتراجع 40% .. والبضائع الصينية تكتسح الأسواق

TT

يواجه تجار الملابس الشتوية في السعودية حاليا مصاعب في تسويق الملبوسات الشتوية مع انخفاض موجات البرد واستمرار درجات الحرارة في معدلات متوسطة منذ انطلاقه الموسم الشتوي في السعودية، حيث أدى إلى تراجع عوائد النشاط، حيث كشفت مصادر عاملة في السوق بأن التجار قاموا قبيل دخول موسم الشتاء بالاستعداد المبكر عبر تعبئة المخازن وتوفير كميات ضخمة من الملبوسات المختلفة.

وكشفت المصادر العاملة في السوق بأن هناك أجواء من الخوف بين التجار والموردين من تكدس البضائع نتيجة حجم الاستعداد الكبير الذي بدأته المحال شمل جولات قام بها بعض التجار والمستوردين وبعض المتاجر الخاصة للتهيؤ لموسم برد هذا العام نتج عنها استيراد الكثير من أنواع وأشكال الملابس الشتوية، رافضين الإفصاح عن أية أرقام متوقعة في هذا الشأن.

وأوضح تجار في السوق السعودية بأن الموسم انخفض هذا العام بواقع 40 في المائة مقابل حركة البيع لموسم شتاء العام الماضي الذي استهلكت فيه الكثير من أنواع الملابس وسجل السوق خلالها نقصا في المخزون، بعكس ما هو قائم حاليا في سوق الملبوسات السعودية حاليا.

وقال ضيف الله الذياب تاجر متخصص في الملابس الرجالية المختلفة بأن استعداده كان قويا لهذا العام إلا أن استمرار درجات الحرارة في مستويات متوسطة يضاف لها انعدام موجات البرد القارصة والأمطار على معظم مناطق السعودية الرئيسية، ألقت بظلالها على سوق الملبوسات فأدى إلى تقلص حركة المبيعات المتوقعة مشيرا إلى ان ذلك يسبب إشكالية لدى التجار خاصة أن الملابس الشتوية ذات خصوصية ويصعب التعامل معها لتسويقها دون وجود أجواء برد قوية.

وأبان الذياب في حديث لـ«الشرق الأوسط» أنه لمس عدم إقبال على شراء «الجاكيت»،«البلوفرات»، «البناطيل» «الفانيلات» مقابل حركة العام الماضي برغم وجود أشكال وفيرة من الموديلات الجديدة، مضيفا أن مكمن التخوف من التجار يتمثل في أن موسم الشتاء صغير ولا يتجاوز 4 شهور في الحدود القصوى مما ضغط على الأسعار ولم تسجل أي ارتفاع يذكر.

وأوضح الذياب بأن التجار استعانوا بجميع المنتجات ضمن استعداداتهم لموسم برد هذا العام إذ تم استيراد كميات كبيرة من جميع الوجهات كتايلند وهونج كونج وبعض الدول الأوربية، مشيرا إلى أن المنتجات الصينية هي التي تمثل النصيب الأوفر من معروضات المتاجر وسط مميزات الجودة والمنافسة السعرية القوية جدا.

وفي ذات الاتجاه، كشف عادل السهلي صاحب سلسلة مراكز عادل للملابس الرجالية بأن النشاط وقع في مطب الاستعداد المبالغ فيه من قبل المحلات والتجار لموسم هذا العام مع تجربة العام الماضي التي نتج عنها اختفاء الكثير من بعض الملابس من الأسواق، مفيدا بأن ذلك دعا إلى تقلص الأسعار وميولها إلى التراجع في بعض المحال مع التوجه الكبير لتبني فلسفة ضرورة تسويق البضائع وعدم بقائها حيث ان موسم الشتاء قصير.

وزاد السهلي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن من بين المشكلات التي تعترض الملابس الشتوية وتزيد من مخاوف التجار من تكدس كميات كبيرة من الملبوسات الشتوية، تتمثل في الألوان وتعددها إذ تنحصر الأذواق في بعض الألوان دون بعض مما يصعب من عملية التحكم في تسويق بعض المنتجات، مفيدا أن الوقت المتبقي قد يحمل بعض الأمل خاصة في حال وجود مناسبة موجة برد شديدة أو مناسبات زيجات خلال إجازة الربيع. وأوضح السهلي بأن المستهلكين السعوديين تقبلوا المنتجات الصينية التي تغزو السوق السعودية في كافة المجالات من أبرزها الملابس مع تزايد نسبة جودة المنتج وكذلك القدرة السعرية المنافسة.