رئيس منتدى جدة الاقتصادي: تكتمنا على جدول الفعاليات بحثا عن مواكبة آخر المستجدات الاقتصادية والسياسية

العناني لـ الشرق الاوسط: 10 أفراد اعتذروا عن عدم الحضور فقط بينهم توماس فريدمان وبثينة شعبان ورئيس الكونغو

TT

أكد عمرو بن حسن العناني رئيس منتدى جدة الاقتصادي بأن جدول فعاليات المنتدى تم التكتم عليه بسرية حتى قبل المنتدى بيوم ليتم كشفه لوسائل الإعلام ضمن اهتمامهم البالغ بالتواكب حتى آخر لحظات انطلاق المنتدى بالمستجدات الاقتصادية والسياسية الجديدة المحيطة، وهو ما يؤكد نية المنتدى الرامية إلى المتابعة الدقيقة والتواصل مع التطورات المتسارعة عالميا، مفيدا بأن المنتدى، الذي تنطلق فعالياته لن يقوم بتحديد أفكار المناقشين أو كبتها بل سيتم فتح المناقشة في جميع الموضوعات على مصراعيها.

وشدد عمرو بن حسن العناني رئيس منتدى جدة الاقتصادي في حوار مع «الشرق الاوسط» في جدة على أن عدد المعتذرين عن فعاليات المنتدى قليل جدا ولا يتجاوز 10 شخصيات، في حين أكد معظم المدعوين من الشخصيات والمتحدثين الرسميين الحضور والمشاركة، مفيدا في ذات السياق بأن المتحدثين الدنماركيين والنرويجيين قدموا اعتذارهم عن عدم الحضور والمشاركة في فعاليات المنتدى لأسباب طارئة في حين لم يتم الضغط عليهم أو منعهم من المشاركة. > لا يزال يطغى اعتماد المنتدى على الرموز السياسية المعروفة عالميا والأسماء الدبلوماسية الشهيرة على النطاق الدولي، في حين هناك تقصير نسبي في التركيز على الأسماء الاقتصادية الشهيرة بالنظر إلى التركيز العام لاهتمام المنتدى وهو الاقتصاد؟

ـ لا بد أن تعلم بأن المنتدى ليس يستهدف أشخاصا بعينهم ما لم يشكلوا إضافة حقيقية للفعاليات، بل نحن لم ندعو السياسيين والاقتصاديين فقط، نبحث دائما عن إعلاميين وشخصيات مرموقة التي باستطاعتها إثراء المنتدى، ولا بد أن أوضح شيئا هنا وهو أن الشأن الاقتصادي الذي يعتني به المنتدى يشمل جميع المحاور وتشارك فيه جميع الأطراف، فعالم الفن مثلا جزء من الاقتصاد، بل إن هوليوود تمثل جزءا كبيرا من دخل أميركا، والسياسي كما تلمح، هو من بيده التأثير على الاقتصاد، أو يضع عراقيل تحبط التنمية الاقتصادية، وكل أطراف المجتمع هم يمثلون لب الاقتصاد والمحرك الأساسي له.

> هل ترون أن منتدى جدة الاقتصادي بات أحد المنتديات المهمة عالميا، حيث ان نتائج آخر منتدى تأخذ بعدا محليا، ألا تعتقدون ان ذلك ينقص من الدور الدولي المفروض لمثل هذا المنتدى؟

ـ نعم، منتدى جدة أصبح له شأن على الصعيد الدولي بدلالة قبول طلبات الاستضافة والموافقات المتزايد من الشخصيات البارزة عالميا، وكذلك الأصداء الكبيرة جراء فعاليات المنتدى وموضوعاته التي يطرحها، ولا تنسى بأن المنتدى ذو تركيز عالمي ولديه أبعاد يناقش فيها بعض الموضوعات المحلية لدينا باعتبارنا جزءا مهما، ولكن ما يطغى على منتدى جدة هو السمة العالمية في طرحه للموضوعات والتي تأخذ زوايا رؤية ذات مضامين دولية، لذلك يبرز في المنتدى الأجندة المحلية أولا، والإقليمية ثانيا، بعدها الصبغة العالمية، فهي في حقيقتها تراعي جميع الأبعاد.

> تدرسون التعاون مع بعض الجهات لتطوير المنتدى وزيادة آليات عمله، فهل هناك ملاحظات لا تشعرون براحة تجاهها، وماذا توصلتم إليه في هذا الخصوص؟

ـ نعم، ولكن دائما دراستنا تتم على أساس علمي أهم عناصره هو التجديد والتطور الحديث من حولنا على صعيد الموضوعات والأفكار والمحاور التي نعتزم مناقشتها، ولسنا نقف عند هذه النقطة فقط، بل ونتجاوزها إلى أبعد من ذلك وهو مراجعة مستوى الترتيبات والتنظيم والمواعيد، وكذلك نستقبل وعلى مدار العام جميع الملاحظات من أي طرف كان. ولكننا نبذل جهودا كبيرة في هذا الصعيد لنخرج بمنتدى مفيد ونافع، وهناك دور الإعلام الذي لا بد أن ينتقد بالوجهين الإيجابي والسلبي، وذلك لتحسين المنتدى في المستقبل.

> يأتي هذا المنتدى وسط تغيرات جوهرية للاقتصاد السعودي شهدت خلالها جملة من الطفرات الاستثمارية والمالية المختلفة في عهد الملك عبد الله، فهل ترون أن محاور المنتدى تمثل المعالجة الملحة للمرحلة الاقتصادية الحالية؟

ـ بالتأكيد نحاول تغطية أبرز المستجدات على الساحة الإقليمية والدولية المحلية، ولكن عند التدقيق ستجدنا قمنا بالتركيز على حدثين مهمين يمثلان تغيرا جوهريا على الساحة الاقتصادية السعودية، أولهما دخول السعودية لمنظمة التجارة العالمية، وهنا قمنا بإدراج جلسة يشارك فيها أسماء كبيرة دولية على مستوى منظمة التجارة العالمية ويديرها رئيس الفريق التفاوضي السعودي الدكتور فواز العلمي. في حين ستناقش جلسة أخرى موضوع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وهو حدث ضخم جدا، لذا قمنا بإحداث جلسة تقوم بالنظر في مدى الأبعاد التي تمثلها هذه المدينة على غرب البلاد، بل وعلى السعودية والإقليم والمنطقة كلها، يناقشها محافظ هيئة الاستثمار عمرو الدباغ، والرئيس التنفيذي لشركة «إعمار» محمد العبار، وعموما هذا يثبت للجميع أننا كنا حريصين جدا على مناقشة التطورات الجديدة وأن يكون المنتدى فيه روح العملية والشفافية والمتابعة الدقيقة وليست مجرد منتدى نظري فقط.

> اخترتم موضوع «احترام الهوية الفردية وتعزيز القيم المشتركة» كيف يمكن ربطها بالتطلع إلى آفاق جديدة في النمو الاقتصادي، وكيف أن احترام الهوية وتعزيز القيمة تمثل أفقا جديدا في نمو الاقتصاد؟

ـ نتيجة أن العالم تطغى عليه في الوقت الراهن العولمة، وأصبحت موضوعات التكتلات، والاتحادات، والعالمية، والالتحام سمة في مناطق هذا الكوكب الذي نسكنه، فالعولمة أصبحت كلمة رئيسة لدى الجميع، ونحن هنا نناقش كيف يمكن للفرد أو المؤسسة أن تصل إلى المنظور العالمي (العولمة) وفي ذات الوقت لا تتنازل عن هويتها، فيمكن استقطاب النظام الحضاري والتقدم وفي ذات الوقت عدم التنازل عن الهوية مدعومة بتعزيز القيم وهو الأمر الفعلي الذي سيقوم بفتح أفق اقتصادي جديد. لا بد من عرض القصص والوقائع التي حدثت لنستنتج منها العبر والفائدة، وبالمناسبة سنقوم بعرض تجارب أفريقية ناجحة وأخرى تعرضت لمعوقات، وهنا تكمن نقطة مهمة.. هل يمكن التقليل من تجارب دول فقيرة كأفريقيا، إنما الذكاء يتمثل هنا بستخلاص الفائدة والتعلم من التجربة بفعالية. > دائما ما تشكل التوصيات أهم محتوى المنتديات والمؤتمرات، فما هي الإجراءات التي تعملونها لضمان أكبر فائدة ممكنة من هذه التوصيات لتنعكس على الواقع المحلي الداخلي في السعودية؟

ـ لسنا مؤتمرا لا بد أن ينتج عنه توصيات، ولكن الهدف الرئيسي هو عرض جملة أفكار، تجارب، رؤى، خبرات، من مختلف أنحاء العالم، ومن شتى الظروف وهنا مكمن الفائدة حيث يتسنى لجميع المشاركين فرصة الاستفادة وجني المعرفة وتقييد الملاحظات كل بحسب حالته وظرفه ويتناسب مع بيئته، أكرر هنا بأن المنتدى ليس بالضرورة أن يخرج بتوصيات معينة ومقننة. > قضايا كالمقاطعة للبضائع الدنماركية أو الانكباب نحو سوق الأسهم، هل ستسمحون لها خلال نقاشات المنتدى المختلفة؟

ـ نعم وليس لدينا أي مشكلة، بل طلبنا من مديري الجلسات فتح المجال أمام المتحدثين والمداخلين بطرح جميع أفكارهم دون تحديد أو تكبيل لأرائهم، وعموما فإن ديناميكية اللقاءات والجلسة تفعل من دور المناقشة ومستوى تفاعلاتها.

> على ذكر المقاطعة، أعلنت عن انسحاب متحدثين دنماركيين ونرويجيين، هل كان لكم دور في قضية الاعتذار عن الحضور، وكيف تم ذلك وما هي الأسباب؟

ـ بالمناسبة أمر طبيعي أن نتلقى اعتذارات، ولكن لدينا النسبة قليلة جدا بل لا يتجاوز عدد المعتذرين إجمالا عن 10 اشخاص من بين الشخصيات المهمة كما هو الحال لتوماس فريدمان الكاتب العالمي الشهير، وبثينة شعبان وزيرة المغتربين في سورية، وكذلك رئيس الكونغو، نظرا لظروفهم الطارئة، في حين قدم عدد من المتحدثين الدنماركيين والنرويجيين اعتذاراتهم لظروف طارئة، ولم يكن لنا دور إطلاقا لا من جانب أمني أو غيره في تغيير أراء حضورهم فعاليات المنتدى.

> هل أنتم مقتنعون بتوقيت المنتدى (وهو بداية العام)، أو أن لديكم تصورات أخرى حيال عمليات التوقيت؟

ـ فيما يخص التوقيت دعني أقول لك بأننا نجد أن أفضل وقت ملائم هو في هذه الفترة من العام، وضع في اعتباراتك أننا هنا نعمد إلى عدم التعارض مع المنتديات العالمية الأخرى، نترقب وجود إجازات مدرسية، ننظر إلى أجواء المدينة، ونزعم بأن هذا التوقيت ملائم لمعظم الشخصيات المدعوة، كذلك تأتي في بداية العام وتحاول إعطاء نظرة مستقبلية، وإعادة ترتيب أوراق ومراجعة لما تم في العام المنصرم، وعموما حتى التوقيت يظل ضمن الدراسة المستمرة لوضع المنتدى إجمالا.