شد خبير استثمارات دولية انتباه حضور المئات في منتدى جدة الاقتصادي المنعقد حاليا، بتوقعات أدلى بها، مفادها تواصل ارتفاع أسعار النفط خلال السنوات القادمة لتصل إلى مستويات تفوق 80 دولارا للبرميل، وتحديدا خلال خمس سنوات مقبلة، مضيفا أن هذا الارتفاع يتبعه ارتفاع تدريجي قد يتجاوز حدودا ستبقى فيها أسعار النفط فوق مستوى 100 دولار للبرميل.
وأرجع الخبير الدولي تصوراته المستقبلية إلى عاملين غير سياسيين سيكون لهما دور في تحديد السعر، وسيسهمان في رفع مؤشر الاستهلاك؛ الأول هو ضعف استخدام الطاقة بكل محتوياتها حيث أشار إلى أن ما يتم استخدامه لا يتجاوز الربع فقط من الممكن الاستفادة منه، في حين كان العامل الثاني هو تنامي السريع في أعداد سكان العالم والذي بالضرورة يحتاجون إلى محرك رئيسي لحياتهم وإقتصادهم.
وقال بورخارد فارنهولت، المدير التنفيذي للاستثمارات الدولية في بنك «كريديت سويس» ضمن توقعاته بأن الطفرة الاقتصادية التي تشهدها المنطقة والسعودية على وجه الخصوص سوف تستمر لعدة سنوات، مما يعود بالفائدة للخليج بسبب ارتفاع أسعار النفط، لافتا إلى أن الطفرة الثانية تعتبر أكبر قيمة لأنها ظهرت وسط بنية تحتية متكاملة في الخليج.
وأبان فارنهولت خلال مخاطبته الجلسة المسائية الثالثة في منتدى جدة الاقتصادي السابع أن الأسواق الناشئة أصبحت سمة وظاهرة اقتصادية، منوهاً بأن العالم يشهد نمواً اقتصادياً متغيراً في ظل الازدياد المطرد في سكان العالم والذي يبلغ 6.5 مليار نسمة، وأن ثلاثة أرباع السكان يعيشون خارج نطاق الاقتصاد الأساسي، مشيراً إلى ضرورة الاستفادة من دروس التاريخ وما شهدته اقتصادات الدول من تغير ما بين الطفرة والانحدار وأثر انتقال الثروات، مشيراً إلى الطفرة في مجال التعليم العالمي، ومستشهداً بأن الصين ستصبح ثاني أكبر دولة تتحدث بالإنجليزية.
وأعتبر أن هذه العوامل مجتمعة أثرت في الاقتصاد العالمي وأنه من الصعب التحكم في ذلك وأن تعديلها يحتاج إلى وقت منوهاً إلى أن ثلاثة أرباع العالم لا يستخدمون قدراً كبيراً من الطاقة مؤكداً ضرورة التخلص من البيروقراطية وتدعيم التعليم لتعزيز قدرات الاقتصاد وأن الرؤية السعودية التي تم طرحها لعام 2020 توضح لما يمكن أن يكون أكثر احتمالاً لعقدين من الزمان.