اتهام وسائل الإعلام باختراق مجلس الشورى في السعودية يطغى على استدعاء وزير المالية والسحيمي

TT

تحولت امس مناقشات ومداخلات أعضاء مجلس الشورى في السعودية من ضرورة استدعاء الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية وجماز السحيمي رئيس مجلس إدارة هيئة سوق المال لتبرير انهيار سوق الأسهم السعودية، الى اتهام وسائل الإعلام باختراق مجلس الشورى في الوقت الذي عارض البعض بضرورة إعلام كافة المواطنين بما يدور في مجلس الشورى واعتماده على مبدأ الشفافية.

وأدى عدم حضور الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى السعودي جلسات المجلس أمس، إلى تأخر إجراءات استدعاء الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وحمد السياري محافظ مؤسسة النقد، والمهندس جماز السحيمي رئيس هيئة سوق المال لمناقشتهم امام المجلس حول إنهيار سوق الأسهم والتي تحتل المرتبة السادسة عشرة بين أسواق المال الكبرى على مستوى العالم.

وعلى رغم ذلك شهدت مداخلات أعضاء مجلس الشورى في جلسته أمس حول حالة السوق والتقارير الإعلامية التي كشفت توجه المجلس لاستدعاء وزير المالية، على اعتبار أن ذلك اختراق إعلامي لسرية مداولات المجلس، ليكون عوضا عن مناقشة ما تم اقتراحه من قبل غالبية أعضاء المجلس من استدعاء لكل من الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية وجماز السحيمي رئيس هيئة سوق المال في السعودية، لتبرير تداعيات الانهيار الحاد الذي تشهده سوق الأسهم.

وارتأى المجلس التباحث في مستهل جلسته حول ضرورة تأطير العمل الإعلامي في مجلس الشورى من عدمه، ليعتمد المهندس محمود بن طيبة نائب رئيس مجلس الشورى نتيجة لكثافة مداخلات الأعضاء في ذات الموضوع, مناقشة مسألة الانفتاح والانغلاق على وسائل الإعلام فيما يطرح داخل المجلس خلال إحدى الجلسات المقبلة. وأعرب الدكتور محمد بوحليقة عن اعتقاده بأن المجلس مخترق إعلاميا, متسائلا عن هوية العاملين على تسريب أخبار المجلس لوسائل الإعلام، ليعترض على ذلك الدكتور محمد آل زلفة وخاصة لمطالب بعض الأعضاء في الانغلاق الإعلامي، معتبرا أنه لا حرج في اطلاع الإعلاميين على ما يدور في أروقة المجلس وهو بمثابة الأمر الطبيعي ولا يعد اختراقا ـ حسب رأيه.

وانتقد آل زلفة التحيز الإعلامي في بعض الصحف المحلية في التركيز على أخبار بعض الأعضاء دون غيرهم، مطالبا بإعلام محايد وصريح يتفاعل مع المجتمع، إلى جانب ضرورة بث كافة جلسات المجلس على الهواء مباشرة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور آل زلفة أن مناقشات الأعضاء ومداخلاتهم التي دارت أثناء محضر الجلسة، كانت كافية للتأثير على رئيس مجلس الشورى الذي لو كان حاضرا لشرع على الفور في استكمال إجراءات استدعاء وزير المالية.

وحول مدى تفعيل اقتراح أعضاء المجلس استدعاء وزير المالية أكد آل زلفة انه لطالما أبدى رئيس المجلس تفاعلا مباشرا مع ما يحدث في الشارع السعودي، مفيدا انه في حال استمر تدهور سوق الأسهم فستكون قضية استدعاء وزير المالية والقائمين على قيادة اقتصاد البلاد أمرا بديهيا. وأشار آل زلفة إلى أن طلب رئيس المجلس استدعاء وزير المالية لن يرفض من قبل المقام السامي كما اعتاد عليه الأعضاء من تلبية لدعوات رئيس المجلس، ومن جهة أخرى رحب الدكتور عبد العزيز العريعر في مداخلته أثناء الجلسة بالاختراق الإعلامي للمجلس والذي استنكره البعض، مناديا بضرورة عدم عزل المجلس عن المجتمع حيث أن ما يدور بين جدرانه هي هموم المواطنين.