أعلن أمس في الرياض تعيين مجموعة شركات الخريف للبنك السعودي الهولندي مستشاراً مالياً، ومديراً للاكتتاب ولعملية طرح أسهم المجموعة للتداول في سوق الأسهم السعودية، حيث تخطط المجموعة طرح 30 في المائة على الأقل من رأسمالها للاكتتاب العام بنهاية العام الحالي أو يناير (كانون الثاني) المقبل، وفي حين لم يحدد حجم رأسمال الشركة أو عدد الأسهم التي ستطرح فإن إيراداتها تجاوزت خلال العام الماضي المليار ريال (233 مليون دولار) حيث قام كل من عبد الرحمن الخريف، رئيس مجلس إدارة المجموعة وخيل يان فان در تل، العضو المنتدب بالبنك السعودي الهولندي، بحضور عدد من كبار مسؤولي الطرفين بإبرام الاتفاقية وستستمر الاستشارة المالية لمدة تسعة أشهر.
وتستثمر مجموعة الخريف منذ تأسيسها قبل 50 عاما في تقنيات ضخ النفط والمياه، وتصنيع قطع غيار الخدمات البترولية والصناعية ومحطات تحلية المياه، بالإضافة إلى تصنيع وتسويق نظم المعدات الزراعية والصناعية والبحرية. كما أن المجموعة تقوم بتسويق نظم معدات الطباعة وتصنيع الورق، وتقدم خدمات مالية وتجارية أخرى. وتمتلك المجموعة عمليات في جميع أنحاء السعودية ومعظم الدول العربية وشرق أوروبا وغربها بالإضافة إلى تواجدها في الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ودول وسط آسيا. ويعمل لدى المجموعة حوالي 4000 موظف. وتمتلك عدة وكالات تجارية وهي الموزع الرئيسي لعدة شركات بينها جون ديير، وسترن بمبس، سنتريلفت، يو اس موتورز، زودياك، فولفو بينتا، كاسترول، ياماها.
وفي تعليق قال عبد الرحمن الخريف «إن هذا القرار بالتحول إلى شركة مساهمة سيدعم موقع المجموعة في السوق، وسيفتح أبواب أسواق رأس المال أمام المجموعة لتمكينها من النمو وتحقيق إستراتيجيتها المستقبلية». فيما أكد على ثقته باستعداد المجموعة للطرح العام وأن ذلك سيؤثر مستقبلاً على مكانة المجموعة والاتزان الملموس والوضع التنافسي للمجموعة. وأضاف: «لدينا السجل التاريخي الممتاز والحافل بالعديد من الإنجازات والمشاريع مما يعكس جودة الخدمة الممتازة التي نقدمها».
وقال «إن سوق رأس المال في السعودية يتميز بإشراف فعّال، ومتطلبات الإفصاح تدفع نحو التزام الشركات بالشفافية والتي تؤمن للمستثمرين المعاملة العادلة في توفر المعلومات، كذلك البيئة التنظيمية لأسواق المال في السعودية تحفز الشركات الجديرة بالثقة والمدارة باحتراف دون غيرها لدراسة قرار الطرح العام، والذي بدوره يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني والمستثمرين».
ومن جانبه توقع العضو المنتدب بالبنك السعودي الهولندي أن تعزز الاتفاقية التزام البنك نحو توفير خدمات شاملة تخص أسواق رأس المال لعملائه؛ وأن يكون لاعباً أساسياً في الأسواق المالية في السعودية، وأنه يفخر بكونه بنكاً استثمارياً يساعد في نمو الشركات العائلية من تمويلها إلى طرحها في سوق الأسهم عن طريق تقديم خدمة الزيارة الواحدة لعملائه وسرعة إيجاد الحلول المالية لهم». وفي تعليق له قال عبد الإله آل الشيخ، مدير عام مصرفية الشركات بالسعودي الهولندي «يتم تنظيم عملية الطرح العام بالسعودية بعناية، وذلك مقارنة بأسواق المنطقة، حيث أن الشركات التي تفي بالمتطلبات المالية والمعايير التنظيمية الصارمة وحدها التي يسمح لها بإدراج أسهمها في السوق المالية»، قائلا إن البنك السعودي الهولندي نعمل فقط مع الشركات التي لديها الرؤية الاستراتيجية، والكفاءة المالية والتشغيلية التي تؤهلها لتصبح شركة مساهمة عامة. واصفا مجموعة الخريف بأنها ذات أساس وحضور قوي في السوق الخليجي وقد شيدت علامة تجارية قوية وأن الارتباط بمجموعة الخريف بدأ منذ سنوات عديدة.
وقال مارك هانسن، مدير الاستشارات المالية بالبنك السعودي الهولندي إن تهيئة أي شركة ترغب في التحول لمساهمة عامة يستغرق ما بين 6 و9 أشهر للعمل على دراسة الوضع القانوني والمالي للشركة وتهيئتها للاكتتاب العام فيما قال إن «قرار المجموعة بتعيين البنك السعودي الهولندي مديراً للاكتتاب لعملية طرح أسهم المجموعة للاكتتاب العام يعكس الدرجة الممتازة لعلاقاتنا مع المجموعة، وكذلك ثقة القائمين عليها في قدراتنا وكفاءتنا». «نعتقد بصفتنا أحد البنوك الاستثمارية السعودية بأن البنك السعودي الهولندي سيحصل على سمعة أفضل من ناحية الجودة الملموسة بعد القيام بطرح مجموعة الخريف للتداول بين المستثمرين المهتمين».
ومن جانبه، قال عبد الرحمن الخريف، رئيس مجلس إدارة المجموعة، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، ان أرباحها للعام الماضي بلغت 100 مليون ريال، موضحا أن الشركة توجه 70 في المائة من استثماراتها للنشاط الصناعي، فيما توجه حصة 25 في المائة للاستثمار في القطاع الزراعي، ما يعني إدراج الشركة في القطاع الصناعي في سوق الأسهم. فيما قال ان الشركة تلتزم منذ سنوات طويلة بالقواعد المصرفية الإسلامية عند التقدم للحصول على قروض.
وقال ان مجموعة الخريف تتبع لها حاليا 10 شركات، وانها تخطط لإطلاق شركة قابضة تحمل اسم مجموعة الخريف القابضة، وسيتم قريبا تحديد الشركات التي ستنضوي تحت مظلتها.
وحول أداء الشركة التشغيلي والمالي خلال العام الماضي، قال محمد الخريف، نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الصناعية، ان الشركة حققت خلال العام الماضي عدة إنجازات، بينها اكتمال مصنع تابع لها يعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الاوسط لتصنيع قطع غيار لمصانع البتروكيماويات ومحطات ضخ البترول ومحطات التحلية وقد حصل المصنع فعليا على طلبيه من شركة أرامكو السعودية، فيما قال ان الشركة أيضا نجحت خلال العام الماضي بتوقيع عقود في أميركا في مجال تبطين الأنابيب، فيما شهد العام المالي الماضي نموا بنسبة 40 في المائة لبعض نشاطات الشركة، خصوصا في مجال الزيوت والطباعة والورق.
وقال محمد الخريف ان المجموعة تنشط في عدة دول بينها السودان الذي فازت فيه بعقدين، أحدهما لضخ النفط مع شركة نفط السودان، والآخر لتنفيذ مشاريع زراعية متكاملة.
وقال ان الشركة أيضا تعمل في العراق مع برنامج المساعدات لتنفيذ مشروع لإعادة تأهيل الميكنة الزراعية يغطي غالبية محافظات العراق، وهو عقد ينتهي تنفيذه في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.