صعود الدولار عقب التصريحات المتفائلة لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي

انخفاض الأسهم الأوروبية متأثرة بقطاعي النفط والتعدين

TT

ارتفع الدولار أمس، بعد أن ابدى بن برنانكي، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) تفاؤلا بشأن الاقتصاد، رغم انه لم يقدم مؤشرات تذكر على مستقبل أسعار الفائدة.

وقال برنانكي، أمام جمع في نيويورك في ساعة متأخرة من أول أمس الاثنين، إنه من المرجح أن يظل النمو الأميركي قويا، نظرا لقوة الاستهلاك. وأضاف ردا على سؤال، «اعتقد بصفة عامة أن الانفاق الاستهلاكي يتماشى مع نمو الاستهلاك المستمر بصورة معقولة والكافي لابقاء الاقتصاد عند معدلات نمو الانتاج المتوقعة أو بالقرب منها». وأشار الى أنه حتى في الوقت الذي يحصل فيه الأميركيون على مزيد من القروض العقارية، فإن أصولهم آخذة في الارتفاع أيضا، ومن ثم فان الموازنات العامة تبدو أقوى بصفة عامة.

وقال يان لامبرجتس من روبابنك لوكالة رويترز للأنباء، إن هناك عنصر تفاؤل في كلمة برنانكي، لكنه لم يفصح كثيرا، وهذا ليس بمفاجأة اذا وضعنا في الاعتبار انه لم يعقد بعد أول اجتماع كرئيس لمجلس الاحتياطي. وتابع قائلا: لقد واصل الدولار انتعاشه أول من أمس. سيرفع مجلس الاحتياطي الاتحادي اسعار الفائدة مرة اخرى. وما زالت هناك زيادة في أسعار الفائدة تدعم الدولار.

وكان حجم التداول في اسيا اقل من المعتاد، نظرا لاغلاق اسواق طوكيو في عطلة عامة.

وفي بداية التعاملات الصباحية الأوروبية بلغ اليورو 1.2124 دولار، منخفضا من 1.2165 عند الاغلاق في نيويورك الليلة ما قبل الماضية، ومنخفضا بعض الشيء من أعلى مستوى في سبعة اسابيع، الذي سجله الاسبوع الماضي عند 1.2207 دولار.

ومقابل الفرنك السويسري ارتفع الدولار لاعلى مستوى خلال الجلسة عند 1.2966 فرنك من 1.2907 فرنك في نيويورك. وانخفض الجنيه الاسترليني قليلا الى 1.7528 دولار من 1.7564 دولار.

وقال برنانكي، ان من الصعب رصد اسباب انخفاض أسعار الفائدة طويلة الاجل، وانه لا يسع البنك المركزي الاعتماد عليها كموجه وحيد للسياسة.

ويبلغ سعر الفائدة الرئيسي لمجلس الاحتياطي الاتحادي 4.5 بالمائة، وفي حكم المؤكد زيادته بمقدار ربع نقطة مئوية في الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. لكن الشكوك تحيط الان بإمكانية رفع الفائدة الى خمسة في المائة في مايو (ايار)، عقب بيانات التضخم التي صدرت الاسبوع الماضي.

وبلغ سعر الدولار حوالي 116.67 ين ارتفاعا من 116.24 ين عند الاغلاق في نيويوريك أول من أمس.

وعلى صعيد البورصات العالمية، انخفضت الاسهم الاوروبية أمس مع تراجع أسهم شركات النفط والتعدين، ليطغى أثرها على مكاسب مؤسسات مثل بنك «ايه.بي.ان امرو» وشركة فولفو.

وانخفض مؤشر يوروفرست، الذي يضم اسهم 300 شركة كبرى 0.2 بالمائة ليصل الى 1368.12 نقطة، ليقل قليلا عن أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) 2001، الذي سجله يوم الاثنين.

وتأثرت السوق بأسهم النفط وانخفض سهم بي.بي 0.8 بالمائة ورويال داتش شل واحدا بالمائة، بينما يتجه الخام من جديد نحو 60 دولارا للبرميل.

وانخفضت اسهم شركات التعدين مع نزول اسعار النحاس وانخفض سهم ريو تينتو واحدا بالمائة وبي.اتش.بي بيليتون 0.9 بالمائة.

وعلى الجانب الآخر ارتفع سهم بنك ايه. بي. ان امرو الهولندي 1.9 بالمائة وسط تكهنات في السوق بانه قد يكون هدفا لعرض شراء من جانب بي. بي. في. ايه الاسباني.

كما ارتفع سهم شركة فولفو لانتاج الشاحنات 1.7 بالمائة، بعد ان اشترت حصة قدرها 13 بالمائة في نيسان ديزل موتور مقابل 1.5 مليار كرونة سويدية.

يأتي هذا في وقت استقرت اسعار الاسهم الأميركية من دون تغيير يذكر عند الفتح أمس، بعد انباء عن ان اسعار المنتجين الأميركيين انخفضت بوجه عام، لكن المؤشر الاساسي الذي يقيس التضخم ارتفع، ومن دون ان يقدم رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي بن برنانكي اي علامة تدل على قرب انتهاء زيادات اسعار الفائدة.

وارتفع مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 4.88 نقطة بنسبة 0.04 في المائة الى 11279.41 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 0.09 نقطة بنسبة 0.01 في المائة الى 1304.99 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 1.42 نقطة بنسبة 0.06 في المائة الى 2312.69 نقطة.

هذا وقد استمر مؤشر الاسهم الهندية في ختام تعاملات أمس ببورصة نيودلهي قريبا من أعلى مستوى له ومتجاوزا حاجز 11 ألف نقطة. جاء الارتفاع في أسعار الاسهم الهندية نتيجة إعلان الحكومة الهندية عن خطتها لتخفيف القيود على سعر صرف العملة المحلية بحلول 31 يوليو المقبل.

وقد استمر مؤشر سينسكس المكون من 30 سهما فوق مستوى 11 ألف نقطة منذ بدء التعاملات، نتيجة إقبال المستثمرين الاجانب على الاسهم المطروحة للتداول في أعقاب الاعلان عن تخفيف القيود على سوق الصرف.