مؤسسة التقاعد تشتري حصة بنسبة 5.6% من أسهم «المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق»

فيصل بن سلمان: دخول «التقاعد» توسيع لقاعدة المستثمرين المحترفين في المجموعة > الخراشي: المؤسسة تملكت الحصة ثقة بمستقبل صناعة النشر

TT

دخلت المؤسسة العامة للتقاعد شريكا مؤسسا في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، بنسبة 5.62 في المائة من أسهم المجموعة قبل طرحها للاكتتاب، على أن تكون هذه النسبة 4 في المائة بعد الاكتتاب، وهي حصة موازية كالتي ستمتلكها المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بعد الطرح أيضا.

وأعاد محمد الخراشي محافظ مؤسسة التقاعد، قرار الاستثمار في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، إلى ثقة المؤسسة بالوضع المالي للمجموعة، فضلا عن ثقتها بمستقبل صناعة النشر في السعودية والعالم العربي، حيث تعد من الأسواق الناشئة في العالم العربي. وأضاف الخراشي أن تنوع النشاط الاستثماري للمجموعة في إطار صناعة النشر، يمنحها فرصا استثمارية واعدة، وهو أمر يتماشى مع أهداف مؤسسة التقاعد التي تتحين الفرص الاستثمارية بما يعزز عوائدها السنوية.

من جهته، ثمّن الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، خطوة مؤسسة التقاعد بتملك حصة في المجموعة، واصفا المؤسسة بأنها إضافة للمستثمرين المحترفين في المجموعة، حيث تعد رائدة في مشاريعها الاستثمارية المستقرة طويلة المدى.

ويؤكد مراقبون أن مؤسسة التقاعد باتت تركز في الأعوام الأخيرة على استثمارات مدروسة تضمن حدا من العوائد دون إغفال المخاطر، وهذا يعزز من كونها ترعى مصالح عدد كبير من المواطنين يتزايد عاما بعد عام. ويضيف المراقبون أن استثمارات «التقاعد» في سوق الأسهم تحديدا تخضع لعدة معايير، تستند في المقام الأول إلى التقديرات المستقبلية للشركة محل الاستثمار، وهو ما طبقته المؤسسة في قرار استثمارها في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.

وورد في تقرير حكومي أن المؤسسة العامة للتقاعد تستثمر 73 في المائة من إجمالي أصولها في سوق الأسهم السعودية، أي ما يزيد على 26 مليار ريال. وارتفعت نسبة المتقاعدين في السعودية بنحو 7.6 في المائة خلال عام 2005، وتم صرف 150.4 مليار ريال للمتقاعدين طيلة السنوات الماضية، منها 17 مليار ريال العام الماضي فقط. وبحسب التقرير الصادر عن المؤسسة العامة للتقاعد أخيرا لعام 2005، فإن الاستثمارات الداخلية بلغت 73 في المائة، وحققت عوائد مجزية.

وأوضح أن المؤسسة العامة للتقاعد تقوم بإدارة مواردها وتنميتها وفقا لضوابط أقرها مجلس الإدارة، على أن تكون النسبة العظمى من الاستثمارات بالعملة المحلية.

وأضاف التقرير أن هذه الاستثمارات حققت عوائد كبيرة، ساعدت المؤسسة على تحمل أعباء نفقات وصرف المعاشات، حسبما تقضي به أنظمة التقاعد المدني والعسكري، وتتمتع هذه الاستثمارات بقدر كبير من الأمان والربحية. وتستثمر المؤسسة العامة للتقاعد الباقي من جملة أصولها باقتناص الفرص المناسبة للدخول في استثمارات أجنبية من خلال شراء الأسهم والسندات العالمية الممتازة عن طريق مؤسسة النقد العربي السعودي. وأفاد التقرير بأن عدد المتقاعدين في العام الماضي بلغ 353048 مواطنا مقارنة بـ 328200 متقاعد عام 2004، وشكل المتقاعدون الأحياء العدد الأكبر بنحو267027 مواطنا، وبلغ إجمالي المعاشات الشهرية المصروفة لهم 1.17 مليار ريال. أما بالنسبة للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، فقد سجلت نموا مرتفعا في صافي المبيعات بنهاية العام الماضي مقداره 113.6 مليون ريال بارتفاع نسبته 12 في المائة مقارنة بأعمال عام 2004، ليصل إجمالي المبيعات إلى 1.06 مليار ريال. وارتفع إجمالي الإيرادات إلى الربح من 28 في المائة إلى 38 في المائة، وزاد إجمالي الربح من 269 مليون ريال عام 2004 إلى 399.1 مليون ريال عام 2005 بنسبة نمو قدرها 48 في المائة. أما صافي الأرباح فقد بلغ 181.4 مليون ريال عام 2005 مسجلا بذلك أعلى نسبة نمو مقدارها 290 في المائة.

وستطرح المجموعة في الثامن من أبريل (نيسان) الجاري 24 مليون سهم للاكتتاب العام، بسعر 46 ريالا للسهم الواحد، وستدير الاكتتاب مجموعة سامبا المالية.

وكانت المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية قد دخلت شريكا مؤسسا أول من أمس في المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، بحصة 5.62 في المائة من أسهم المجموعة قبل طرحها للاكتتاب العام الأولي، وستكون هذه الحصة 4 في المائة بعد الاكتتاب العام.

ويعتبر سهم المجموعة أول سهم يعمل في قطاع الإعلام يدخل سوق المال ليس في السعودية فحسب، بل في العالم العربي أجمع. وبهذا يحسب لمؤسسي المجموعة وشركاتها ومجلس الإدارة، اتخاذ خطوة تاريخية وتسجيل سابقة في تاريخ صناعة النشر العربي. ويصدر عن المجموعة ما يزيد على 20 مطبوعة توزع في أكثر من 30 ألف منفذ، يتم الوصول إليها دوريا في معظم دول العالم. وتزيد المداخيل الإعلانية السنوية للمجموعة على 850 مليون ريال تشكل ما نسبته 32 في المائة من السوق الإعلانية المقروءة في العالم العربي، ويقرأ مطبوعاتها سبعة ملايين قارئ حول العالم، وتطبع 2.5 مليار صفحة سنويا.