خطط شركة نرويجية لإنتاج النفط في كردستان تجدد الجدل حول من يهيمن على موارد النفط العراقية

بعد التوصل إلى مرحلة استخراجه من أحد الحقول

TT

طرحت الخطط التي تعتزم شركة نرويجية للطاقة تنفيذها لانتاج النفط في كردستان العراق أوائل العام المقبل، أسئلة حول من يهيمن على موارد النفط الهائلة في العراق.

وقالت شركة «دي أن أو» المستقلة، التي تتخذ من أوسلو مقرا لها، ان بئرا جرى حفرها قرب زاخو، في المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد شمال العراق، أظهرت وجود نفط. وذكرت صحيفة التايمز البريطانية الصادرة أمس بأنه يجري التخطيط لاجراء اختبارات اضافية يمكن أن تؤدي، في حال نجاحها، الى انتاج أول البراميل من جانب شركة اجنبية تعمل في العراق.

وكان مسؤول نفطي عراقي قد اعلن السبت الماضي في اربيل، عن التوصل الى مرحلة استخراج النفط من احد الحقول، بعد ان بدأت عملية الحفر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، في زاخو المحاذية للحدود مع تركيا.

وقال معتصم اكرم، وكيل وزارة النفط العراقية، في مؤتمر صحافي مشترك مع سرباز هورامي، مسؤول المؤسسة العامة للنفط والغاز في اقليم كردستان، وماغني نورمان نائب رئيس مجموعة «دي ان او» النفطية النرويجية، «اعلن لكم نيابة عن وزير النفط بشرى اكتشاف اول حقل نفطي في زاخو (470 كلم شمال بغداد)».

وكانت الشركة النرويجية قد وقعت صفقة، قبل اقرار الدستور العراقي الجديد، في يونيو (حزيران) 2004 مع حكومة كردستان الاقليمية، وهي اتفاقية مشاركة في الانتاج تغطي منطقة تمتد على 250 ميلا شمال بغداد حتى الحدود التركية. واذ تدخل الشركة النرويجية في مأزق قانوني وسياسي محتمل، فإن مراهنتها قد أدت، حتى الآن، الى القيام بدراسات أولية جيدة لنتائج الحفر التي أظهرت خمسة مستويات من احتياطي النفط.

وأعلنت الشركة نتائج حفرها البئر الأولى في أربيل، بحضور ممثلي حكومة اقليم كردستان وممثلين عن وزارة النفط العراقية. وأشار مسؤولون عراقيون الى ان حقل طاوكي في زاخو يمكن أن يضم احتياطيات تبلغ حوالي 100 مليون برميل.

وقال هيلغي ايدي الرئيس التنفيذي للشركة، انه يتوقع حل الخلافات بين الحكومة الكردية وحكومة بغداد بطريقة هادئة، مشيرا الى «اننا نقوم بحوار جيد ونتلقى دعما من وزارة النفط في بغداد»، حسبما نقلت عنه صحيفة «التايمز».

وعقدت هذه الصفقة قبل الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي أثار التشوش لدى شركات الاستثمار النفطي، ذلك أنه يبقى غير واضح بشأن الملكية النهائية للموارد الطبيعية.

وقد قامت شركات نفط كبرى، بينها بريتش بتروليوم وشل واكسون موبيل وتوتال، ببعض المبادرات في العراق، ولكنها لا تمتلك عمليات على الأرض، ويعود السبب الرئيسي في ذلك الى المصاعب الأمنية، فضلا عن القلق بشأن الوضع القانوني لأي امتياز يتعلق باستكشاف النفط.

وكانت السلطات في كردستان العراق قد اعلنت آخر نوفمبر 2005 ان مجموعة نفطية نرويجية بدأت حفر بئر نفطية، واقيم وقتها احتفال في منطقة طاوكي (15 كلم شرق زاخو)، بحضور كبار المسؤولين في الحكومة الكردية بادارة اربيل.

وقد قررت الحكومة العراقية قبل عدة اشهر بناء اربع مصاف نفطية في اقليم كردستان، الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ 1991، اثنتين منهما في محافظة السليمانية (350 كلم شمال بغداد) واثنتين في اربيل (350 كلم شمال بغداد).