ارتفاع الأسهم اليابانية.. وعطلة عيد الفصح تلقي بظلالها على البورصات الأوروبية والأميركية

محلل مالي: الارتدادات الحقيقية لهزات الأسواق العالمية ستظهر على المدى البعيد

TT

بدد الدولار أمس مكاسبه التي حققها في الجلسة السابقة وتراجع أمام اليورو، لكن الأسعار ظلت تتأرجح داخل نطاق محدود مع إحجام المستثمرين عن فتح مراكز قبيل عطلة عيد الفصح.

وارتفع سعر الدولار، أول من أمس، بعد أن أظهرت بيانات انخفاض العجز التجاري الأميركي بأكثر من المتوقع في فبراير (شباط) ليبلغ 65.7 مليار دولار، وهو ثالث أكبر عجز ترصده السجلات. وكان الاقتصاديون يتوقعون انخفاض العجز الى 67.5 مليار دولار.

لكن الدولار ارتفع في نهاية تعاملات أمس، ثلث نقطة مئوية فقط أمام اليورو. وقال المحللون ان عدم ارتفاعه بدرجة أكبر يعني انه من المرجح أن يظل يتأرجح داخل نطاق محدود حتى بعد صدور بيانات مبيعات التجزئة الأميركية.

وارتفع اليورو بنسبة 0.14 بالمائة أمام الدولار ليسجل 1.2120 دولار واستقر أمام الين عند مستوى 143.50 ين بانخفاض أكثر قليلا من ين واحد عن مستواه القياسي الذي سجله في وقت سابق هذا الاسبوع.

وجرى تداول الدولار بسعر 118.47 ين من دون تغير كبير أمس.

ورجح متعامل في بنك ياباني أن يقبل المستثمرون على البيع لجني الارباح بعد بيانات مبيعات التجزئة لتسوية المراكز قبل العطلة.

وكان أكثر العملات تحركا، الدولار النيوزيلندي الذي قفز أكثر من واحد بالمائة ليسجل أعلى مستوياته في ثلاثة اسابيع أمام الدولار الأميركي عند 0.6168 دولار أميركي، بعد أن جاءت بيانات مبيعات التجزئة في نيوزيلندا أقوى من المتوقع.

وكان الدولار النيوزيلندي قد انخفض بنسبة 13 بالمائة تقريبا عن أعلى مستوياته خلال العام بعد أن أشارت مجموعة من البيانات الاقتصادية الى أن البنك المركزي قد يضطر لخفض أسعار الفائدة مما يبدد الميزة التي تتمتع بها العملة.

على صعيد البورصات العالمية، أغلق مؤشر نيكي القياسي ببورصة طوكيو للاوراق المالية على ارتفاع بنسبة 0.21 في المائة أمس، منهيا هبوطا استمر ثلاثة أيام.

وارتفع سهم شركة طوكيو إلكترون المحدودة وسط أنباء عن زيادة طلبيات الانتاج، مما أحدث انتعاشة بين أسهم الشركات المرتبطة بإنتاج الرقائق. وقفز سهم الشركة 3.1 في المائة ليصل الى 8220 ينا ليصبح أكبر مساهم في الارتفاع الذي سجله مؤشر نيكي.

ومن بين أسهم الشركات المرتبطة بإنتاج الرقائق، زاد سهم أدفانتست 1.4 في المائة ليبلغ 14220 ينا، بعد أن نزل 7.8 في المائة في الجلسات الثلاث السابقة.

وصعد سهم مجموعة سوني بعد تقرير صحافي ذكر انها ربما تتخطى أرباح التشغيل المستهدفة للعام المالي الذي انتهى في مارس (اذار). وزاد السهم 1.7 في المائة ليصل الى 5520 ينا.

وبحلول الإغلاق، صعد مؤشر نيكي القياسي لأسهم الشركات اليابانية الكبرى 36.60 نقطة، مسجلا 17199.15 نقطة بعد أن فقد 400 نقطة في الجلسات الثلاث السابقة.

وارتفع مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 0.05 في المائة الى 1743.77 نقطة.

أما الأسهم الاوروبية فقد ارتفع مؤشرها الرئيسي أمس مع زيادة سهم كارفور اثر اعلان سلسلة المتاجر الشهيرة تحقيق مبيعات قوية وسط تعاملات محدودة قبل عطلة عيد الفصح.

وقفز سهم كارفور، ثاني أكبر سلسلة متاجر في العالم، أربعة في المائة بعد أن أعلنت السلسلة عن زيادة بنسبة 8.3 في المائة في مبيعات الربع الاول من العام.

وارتفع سهم اريكسون 1.7 في المائة، بعد أن أعلنت شركة سوني اريكسون للهواتف المحمولة والتي تملكها الشركة السويدية ومجموعة سوني اليابانية تحقيق أرباح عن الربع الاول من العام تجاوزت قبل خصم الضرائب توقعات السوق.

وزاد مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في اوروبا، بنسبة 0.3 في المائة ليسجل 1368.81 نقطة.

وكان المؤشر قد ارتفع بنسبة 7.5 في المائة في الربع الاول من العام ليقترب من أعلى مستوياته منذ خمس سنوات بفضل سلسلة من صفقات الشراء والاندماج، لكنه تراجع في الجلستين الاخيرتين وسط مخاوف بشأن تأثير ارتفاع أسعار النفط على نمو أرباح الشركات.

لكن سعر الخام الأميركي الخفيف هبط عن 69 دولارا للبرميل بعد ان أظهرت بيانات رسمية زيادة المعروض بالولايات المتحدة لأعلى مستوى منذ ما يقرب من ثماني سنوات.

وتراجعت أسهم شركات النفط مثل «بي.بي» قليلا، بينما نزل سهم دايملر كرايسلر للسيارات 2.6 في المائة بعد توزيع أرباح.

وأشار د. محمود يوسف، الخبير الاقتصادي العربي المقيم في لندن، الى ان الهزات التي تتعرض لها الأسواق بسبب ارتفاعها قد لا تظهر ارتداداتها الحقيقية إلا على المدى البعيد. وقال لـ «الشرق الأوسط» ان ارباح الشركات الأوروبية بشكل عام كانت كبيرة في الربع الأول، لكن «من الذي يضمن استمرارها خلال العام في ظل تذبذب الأسواق». وأغلقت عدد من الاسواق الاسكندنافية بمناسبة عيد الفصح. وانخفضت أسعار الأسهم الأميركية عند الفتح أمس، بعد أن ارتفع العائد على سندات قياسية لأعلى مستوى منذ أربع سنوات، مما أثار مخاوف من احتمال ارتفاع تكاليف الاقتراض بالنسبة للمؤسسات.

وهبط مؤشر داو جونز لأسهم الشركات الصناعية الكبرى بنسبة 0.13 في المائة ليصل الى 11115.72 نقطة بعد أن فتح على ارتفاع طفيف.

وتراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 0.37 نقطة تمثل 0.03 في المائة ليصل الى 1287.75 نقطة.

كما نزل مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا بمقدار 0.36 نقطة أي بنسبة 0.02 في المائة، مسجلا 2314.32 نقطة.

وفي أسواق المعادن، بلغ النحاس مستويات مرتفعة جديدة في أوروبا أمس وسط إقبال محموم على الشراء من صناديق الاستثمار ومخاوف بشأن الامدادات، فيما قال متعاملون ان الاسعار قد تختبر مستويات أكثر ارتفاعا قبيل عطلة نهاية الاسبوع وعيد الفصح.

وفي منتصف التعاملات ببورصة لندن للمعادن، ارتفع النحاس في عقود التسليم بعد ثلاثة أشهر دولارين الى 6105 دولارات للطن. ولامس النحاس مستوى قياسيا عند 6135 دولارا في التعاملات الالكترونية.

وارتفع المعدن الذي يستخدم في البناء وصناعة الإلكترونيات بنحو 40 في المائة هذا العام.

وتحدد سعر الذهب على 597.00 دولارا للاوقية (الاونصة) انخفاضا من 597.25 دولار في جلسة القطع المسائية أول من أمس. لكن «شهية» المستثمرين للمعدن النفيس قد تدفعه لتجاوز 850 دولارا للأونصة الذي بلغه عام 1980، وذلك حسب تقرير لمؤسسة «جي.أف.أم.أس» للاستشارات في مجال المعادن النفيسة، نشرته أمس صحيفة «الفايننشال تايمز».