الأسهم السعودية تعيش أسبوعاً حذراً مع إكمال المرحلة الثالثة من التجزئة

مستثمرون لـ الشرق الاوسط : مشكلة السوق نفسية وأخطاء نظام تداول يجب أن لا تتكرر

TT

تستهل سوق الأسهم السعودية تعاملاتها اليوم وسط حذر من قبل المتعاملين من عمليات البيع والمضاربات المحمومة والتي تقود إلى هبوط المؤشر. في الوقت الذي يقود فيه البعض آمال عريضة بعودة السوق لمجراها الطبيعي عقب الهزة القوية التي حدثت الأسبوع الماضي وبالتحديد خلال تعاملات يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين بعد أن فقدت السوق جميع المكاسب التي كانت قد حققتها بعد أحداث مارس (آذار) الماضي.

ويؤكد مراقبون أن اندفاع المستثمرين وعدم استفادتهم من دراسة أسباب التصحيح الأخير ساهم في تعميق جراح السوق وبالتالي أصبحت الثقة معدومة لدى البعض في الوقت الذي شهدت فيه سلوكيات المتعاملين إقبالا منقطع النظير نحو أسهم الشركات الخاسرة في حين يشدد المراقبون بان هذا الأسلوب غير مبني على أسس استثمارية صحيحة.

كما يؤكد المراقبون أن الفهم الخاطئ لقرار مجلس الوزراء بتجزئة الأسهم وقرار هيئة السوق المالية إعادة نسبة التذبذب إلى 10 في المائة بالإضافة إلى إتباع الشائعات أدى إلى اندفاع عدد من المستثمرين نحو أسهم تدار من قبل مضاربين محترفين بغية جذب صغار المتعاملين إليها من خلال تذبذب واسع النطاق ومن ثم الخروج منها بأكبر الأرباح وعلى الجانب الآخر يضطر صغار المتعاملين بالتخلي عن هذه الأسهم حتى لا تتفاقم الخسائر. وفي جميع الأحوال يتوقع أن يحرص المستثمرون على إعادة ترتيب المحافظ من جديد ومن ثم محاولة سلك الطرق الآمنة خلال الاستثمار في الأسهم القوية ذات العوائد حتى تتضح الرؤيا لاسيما ان جل شركات السوق أعلنت أرباح جيدة جدا. حيث من الممكن أن تعطي إشارة الانطلاق للمتعاملين في الوقت الذي تتزايد فيه التحذيرات من عمليات البيوع الجماعية وركب موجة المضاربات مجددا خصوصا وان السوق يعيش الآن مرحلة حساسة. وتأتي تداولات اليوم في الوقت الذي استكملت فيه المرحلة الثالثة من التجزئة في كل من قطاعات: الصناعة والأسمنت والكهرباء، وبذلك تكون إدارة تداول قد أنهت تجزئة أسهم عدد 78 شركة من الشركات المدرجة في السوق، ولم يتبق سوى شركة ينساب والتي ستتم تجزئة أسهمها حسب الخطة المعدة سابقاً في نهاية الأسبوع المقبل.

إلى ذلك أبدى متعاملون لـ«الشرق الأوسط» تخوفهم من عمليات تكرار الأخطاء التي حدثت في نظام تداول الأسبوع الماضي لان الوضع لا يسمح على حد وصفهم على الرغم من تأكيد مدير عام تداول لـ«الشرق الأوسط» في وقت ماضي إن مكامن الخطأ عرفت وسيتم تلافيها حتى الانتهاء من التجزئة. ويأتي تخوف المتعاملين من منطلق أن أي خطأ سيقع فيه النظام سيلحق بالغ الأثر بالمحافظ الاستثمارية نظرا لان الأسهم المجزأة هذا الأسبوع ذات ثقل كبير جدا في المؤشر كأسهم «سابك» و«الكهرباء» وأسهم قطاع الاسمنت

* السيف: مصير السوق سيتحدد خلال تداولات هذا الأسبوع

* في هذه الأثناء يتوقع المستثمر وليد السيف أن تشهد تداولات الأسبوع الجاري عمليات مضاربة ذات رتم سريع وتذبذبا عاليا بنسب متفاوتة خصوصا ان الحقيقة غائبة عن المستثمرين بعد الارتفاع الذي شهده المؤشر يوم الأربعاء الماضي بمعنى هل هو ارتداد حقيقي لتجاوز القمة السابقة أم هو مجرد ردة فعل طبيعية لتراجع عنيف.

وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» بان كل الاحتمالات واردة مشيرا إلى أن مصير السوق السعودية سيتحدد خلال هذا الأسبوع فإما ارتداد حقيقي أو عودة المؤشر مجددا للانخفاض وهو أمر مستبعد بطبيعة الحال نظرا لتوافر المعطيات القوية التي من سيتكئ عليها المؤشر صعودا.

وأشار السيف إلى أن طرح شركتي «ورق» و«عجلان وإخوانه» في وقت واحد وبعلاوة إصدار مبالغ فيها ـ حسب وصفه ـ يدل على عشوائية هذا الطرح وقد يهدد السوق نظرا لما تحتاج الفترة المقبلة من سيولة تدعم موقف الأسعار.

* الصدعان: مشكلة السوق الرئيسية «نفسية»

* وقال احد المستثمرين بان ما تعاني منه السوق لا يعدو كونه مشكلة نفسية ليس سببها الملف الإيراني ولا المضاربين الكبار الذين يوجهون الأسعار كما يريدون بدليل دخول صفقات بقيم قوية في نهاية التداولات.

وشدد احمد الصدعان أن عدم تدخل أطراف أخرى لتصحيح الأوضاع المأساوية التي يعيشها المستثمرون في مثل هذا الوقت سيخلق حفرة عميقة تبتلع أموال المضاربين المحترفين ناهيك عن المبتدئين الذين لا يملكون لا حول ولا قوة.

وعن الشركات التي تعتزم طرح أسهمها للاكتتاب قال إنه مما لاشك فيه أن هذه الشركات ستعطي السوق عمقا أكثر، إلا أنها ستسحب قدرا كبيرا من السيولة وكل الخوف من التأثيرات الجانبية التي من الممكن أن تلحقها تلك الاكتتابات على أسعار الشركات في وقت تحتاج فيه السوق إلى الاستقرار أكثر من أي وقت مضى «فالسيوله سيتقلص تركيزها من شركات محدودة إلى شركات أكثر».

* النفيعي: السوق يحتاج إلى قليل من الثقة

* في هذه الأثناء أبدى خبير الأسهم السعودية محمد بن ربيع النفيعي بأنه متفائل بوضع السوق خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن كل ما ينقص السوق هو قليل من الثقة حتى تعود المياه لمجاريها. وشدد في حديث لـ«الشرق الأوسط» بان على المتعاملين التريث قبل اتخاذ أي قرار استثماري خصوصا عمليات البيع العشوائية التي ولدت سياسة القطيع والتي كلفت المحافظ الكثير.

وقال انه من المفترض أن يتجه المستثمرين الآن نحو الشركات الآمنة بعيد عن أسهم المضاربة التي ألحقت الضرر البالغ بهم في الفترة الماضية لاسيما ان أسعارها بنيت على عمليات مضاربة صرفة مبالغ فيها بشكل كبير جدا.

* الحموة: المؤشر سيتأرجح

* من جانبه يقول المستشار عبد العزيز الحموة بان مؤشر الأسعار سيتأرجح خلال تداولات الأسبوع الجاري بحيث لا يكون هناك ارتفاع قوي وفي المقابل لا يكون هناك نزول قوي خصوصا أن هيئة سوق المال اقتربت من نهاية التجزئة.

وأبدى الحموة تخوفه على المتعلقين في أسهم ما يعرف بـ«الخشاش» نظرا لان تجزئة الأسهم القيادية سيجعلها في متناول الجميع بحيث يمتنع كثير من المتداولين عن المضاربة في هذه الأسهم بحثا عن مناخ آمن.

وشدد على أن سوق الأسهم السعودية لا تعاني حاليا من نقص السيولة حيث أن كبار المضاربين إضافة إلى الصناديق الحكومية التي تعلب دورا مهما في السوق تملك كميات كبيرة جدا من السيولة والتي من الممكن أن تضخ في أي وقت.

وعن تأثير الملف الإيراني على سوق الأسهم السعودية أكد الحموة أن التأثيرات التي قد تلحقها هذه التبعات محدودة جدا وسيكون تأثيرها واضحا على أسهم البنوك التي تملك جهات أجنبية حصة لا بأس بها في تلك البنوك.