الرئيس التنفيذي لـ «سبكيم» السعودية: نرجح طرح 45 مليون سهم للاكتتاب في مايو

أحمد العوهلي لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع نمو الأرباح 10% العام الحالي .. وندرس رفع رأس المال بنهاية العام

TT

قال أحمد عبدالعزيز العوهلي، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات «سبكيم» ان الشركة تعمل حاليا مع هيئة سوق المال لإنهاء نشرة الاكتتاب التي ستضع التفاصيل الخاصة بطرح 45 مليون سهم تمثل 30 في المائة من رأسمال الشركة البالغ 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار)، متوقعا أن تقر هذه النشرة خلال الأيام القليلة المقبلة تمهيدا للاتفاق مع الهيئة على تفاصيل الطرح خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة بما في ذلك تحديد علاوة الإصدار الذي سيضاف لسعر سهم الشركة البالغ 10 ريالات (2.6 دولار).

وكشف العوهلي في حوار لـ«الشرق الأوسط» في الرياض أن شركته رفعت أرباحها للربع الأول من العام الحالي بواقع 10 في المائة مقارنة بذات الفترة من العام الماضي لتبلغ الأرباح «25.8 مليون دولار» متوقعا أن يواصل أداء الشركة للعام مستوى نمو بواقع 10 في المائة نتيجة لاستمرار أسعار البتروكيماويات عند مستواها المرتفع المحقق للعام الماضي.

> ما هي الخطوات التي يتم العمل عليها لطرح حصة 30 في المائة من رأسمال الشركة للاكتتاب العام في سوق الأسهم السعودية؟

ـ سيتم طرح 45 مليون سهم تمثل 30 في المائة من رأسمال الشركة البالغ 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) وتبلغ القيمة الاسمية للسهم 10 ريالات زائد علاوة إصدار لم تحدد حتى الآن وسيتم التوصل لقرار بشأنها خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.

نحن الآن في المراحل الأخيرة لإنهاء نشرة الإصدار مع هيئة سوق المال ويتوقع أن ننتهي منها خلال الأيام القليلة المقبلة. تم تعيين مدير الاكتتاب ومتعهد التغطية وهو البنك الأهلي التجاري وستعمل معه عدة بنوك أخرى كبنوك مستلمة. ونتوقع الانتهاء وأخذ موافقة هيئة سوق المال خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة، ونأمل أن يكون طرح الأسهم في شهر مايو المقبل. إن الطرح سيكون لحصة من شركة سبكيم وملكية سبكيم في هذه المشاريع لن يتأثر بالطرح أبدا.

> هل يعني ذلك المحافظة على مستوى الانتاج أو تتوقعون تراجعا في الأسعار؟

ـ نتوقع أن يكون معدل ربح العام الحالي عند 10 في المائة وهي أفضل بقليل من الربع الأول، خصوصا إذا علمت أن أرباح الأول تضمنت إيراد استثمارات ولكن ستعوض إيرادات الشركة من مشروع «والبيوتنديول» خلال الأرباح الثلاثة المقبلة الحصة التي مثلتها أرباح الاستثمارات في الربع الأول. هذا وكان انتاج هذا المشروع قد انطلق تجاريا في منتصف مارس ما يعني أن إيرادات المبيعات لم تكن تدخل في حسابات الشركة للربع الأول وخصصت لتغطية تكلفة المشروع.

> ما هي تفاصيل إيرادات الاستثمار خلال الربع الأول، وهل شملت الاستثمار في سوق الأسهم السعودية؟

ـ لا يقصد بها الاستثمار في سوق الأسهم. لقد مثلت إيرادات الاستثمارات 1.5 في المائة من إجمالي الأرباح في الربع الأول من العام الحالي وهي انصبت في سندات حكومية وودائع شرعية. وتمت من خلال استثمار جزء من رأسمال الموجود في الشركة الذي تم الحصول عليه للمشاريع المقبلة.

لقد بلغت مبيعات الربع الأول بلغت 202 مليون ريال «53.8 مليون دولار» ما يعني أن هامش ربح الشركة بلغ على 45 في المائة.

> ألا ترون أن هامش الربح هذا عال بشكل كبير؟

ـ في الوقت الحاضر تسجل الأسواق أسعارا جيدة، وهي تساعد على تحقيق هذا العائد، أحيانا يكون هامش الربح عند مستوى 10 في المائة، وكما نرى أن أسعار المنتجات البتروكيماوية واصلت مستواها الجيد الذي تحقق في العام الماضي.

> كم بلغ حجم صادرات الشركة حتى الآن؟

ـ قامت شركة سبكيم حتى الآن بتصدير حوالي 1.2 مليون طن من مادة الميثانول، ووصلت هذه المنتجات للأسواق العالمية بشكل عام. وتم تسويق المنتج عبر الشركاء فمثلا يقوم الشركاء اليابانيون بتسويق ما بين 80-85 في المائة من انتاج مادة الميثانول في الأسواق العالمية في أوربا فيما قامت سبكيم بتسويق حوالي 10-15 في المائة في أسواق الشرق الاوسط مثل تركيا ودول الخليج والدول العربية الأخرى.

> هل تتوقعون تأثيرا لانضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية لتقوية حضوركم في بعض الأسواق العالمية؟

ـ أن التغير الذي سيحدثه انضمام السعودية لمنظمة التجارة العالمية على صناعة البتروكيماويات وعلى نفاذ منتجات شركة سبكيم للأسواق الأوربية والعالمية الأخرى يتمثل في تعزيز الربحية وليس النفاذ لهذه الأسواق حيث تتمتع منتجات الشركة بنفاذ جيد للأسواق الأوربية والآسيوية، وكما هو معروف فأن أوربا مثلا تفرض مابين 4-5 في المائة كتعرفة جمركية على بعض المنتجات ويتوقع لهذه الرسوم أن تزال تدريجيا مع حصول السعودية العضوية الكاملة في منظمة التجارة العالمية.

> ماذا بالنسبة لمشاريع المرحلة الثانية؟

ـ بالنسبة لمشاريع المرحلة الثانية فستكون مشاريع ضخمة جدا وهي الأولى من نوعها في منطقة الشرق الاوسط وتضم مجمع الاسيتيل وهو يضم ثلاثة مصانع بتكلفة تصل إلى 5 مليارات ريال «1.3 مليار دولار» لانتاج منتجات حيوية وتفتح مجالا كبيرا للصناعات التحويلية في السعودية حيث أن كثيرا من المنتجات النهائية تستورد للسوق السعودي نتيجة لعدم توافر هذه المنتجات الأساسية، فمثلا سيفتح انتاج حامض الخل وحامض الاسيتيك خلات الفينيل بابا كبيرا للصناعات التحويلية والنهائية في السعودية مثل صناعة الأصباغ والأخشاب البلاستيكية واللدائن المضافة والأحبار.

> كيف تستفيد مشاريع الشركة للمرحلة الثانية من انتاج مشروعي المرحلة الأولى؟

ـ تستخدم مشاريع المرحلة الثانية المواد الخام منتجات مشاريع المرحلة الأولى بالإضافة إلى الغاز الطبيعي من ارامكو السعودية والتي ضمنت توفير الغاز الطبيعي لمشاريع الاسيتيل منذ عامين تقريبا. ومن المعروف أنه يتم إيصال الغاز الطبيعي «غاز الميثين» عبر الشبكة الموجودة في المصنع في الجبيل الصناعية.

إن مشروع أول أكسيد الكربون يعتبر أول مشاريع مجمع الاسيتيل وسيعتمد على الغاز الطبيعي الذي تقدمه أرامكو السعودية، ثم مشروع حامض الاسيتيك وسيعتمد على غاز أول أكسيد الكربون الميثانول الذي ينتجه مصنع الشركة الحالي، وثالثا مشروع خلات الفينيل. أما بالنسبة للشركاء في مشروعات الشركة، فتبلغ حصة شركة سبكيم في شركة الميثانول 65 في المائة ويدخل في ملكية الشركة شركاء يابانيون، وفي مشروع والبيوتنديول 54 في المائة وهي شراكة بين سبكيم مع شركة هانسمان الأميركية، وديفي الانجليزي وشركاء سعوديين بالإضافة إلى المؤسسة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية. ولدينا شركة الغاز المتحدة التي تنتج أول أكسيد الكربون وتمتلك شركة سبكيم نسبة 75 في المائة من المشروع فيما تمتلك الشركة الوطنية للطاقة وهي شركة سعودية أيضا تمتلك نسبة 25 في المائة. بالنسبة لمشروع حامض الخل وخلات الفينيل فهي شراكة مع شركة هيلم الألمانية وتاليس الفرنسية فتمتلك سبكيم نسبة 80 في المائة.

> ما هي معايير اختيار الشركاء؟

ـ يعتمد أي مشروع كان على أركان عدة بينها توافر المادة الخام، و اختيار التقنيات المناسبة واختيار الشركاء والمسوقين. وجاء اختيار الشريك الألماني مثلا كخيار استراتيجي بسبب خبرتهم في التسويق لهذه المنتجات في أسواق العالم، وهي شركة قوية ونتوقع نمو عملنا معهم في المستقبل.

> نود لو تطلعونا على تفاصيل تنفيذ مشروعات المرحلة الثانية سواء من حيث الإنشاء والتمويل؟

ـ لقد أبرمت جميع اتفاقيات ترخيص التقنيات واتفاقيات المشاركة والتسويق لهذه المشاريع الثلاثة، وتم توقيع عقود التصاميم والإنشاءات بالكامل، وحصلنا على قروض لتمويل المشاريع من صندوق التنمية الصناعية بواقع 1.1 مليار ريال «293 مليون دولار»، ويجري التفاوض حاليا مع صندوق الاستثمارات العامة بواقع 1.5 مليار ريال «400 مليون دولار» ضمن السقف المسموح والذي يصل إلى 30 في المائة من تكلفة المشاريع، كما يجري التفاوض مع بنوك محلية للحصول على تمويل يصل إلى 150-180 مليون ريال «48 مليون دولار».

وتمثل إجمالي نسبة مشاركة التمويل لحوالي 60 في المائة من إجمالي تكلفة المشاريع فيما سيتم تمويل بقية التكلفة عبر رأس المال.

> هل هناك خطة لرفع رأس المال؟

ـ نحن رفعنا رأس المال إلى 1.5 مليار ريال خلال العام الماضي، ولكن نتيجة لرفع نسبة رأس المال في المشاريع سوف تتم دراسة احتياج الشركة لرفع رأس المال بنهاية هذا العام. في الوقت الحاضر لا استطيع أن أشير لتفاصيل أكثر من أننا سندرس الحاجة لرأس المال ويتوقع الإقرار بنهاية العام.

> ماذا عن مشروعات الشركة المستقبلية؟

ـ هناك مشاريع المرحلة الثالثة وهي تحت الدراسة المتقدمة لمجمع الاوليفينات. هناك طلب عال على الغاز مقارنة بالعرض. إن المنافسة كبيرة للحصول على الغاز.

> أين ستقام مشروعات الشركة الجديدة؟

ـ إن جميع مشروعات الشركة في الجبيل، وقد تقام مشاريع المرحلة الثالثة في الجبيل 2.

> كيف تنظرون لمستقبل سوق البتروكيماويات؟

ـ إن سوق البتروكيماويات العالمية تمر بدورة اقتصادية تتكرر خلال 4-5 سنوات والدورة الحالية امتدت إلى 6-7 سنوات. هناك احتمال كبير ان تنزل الأسعار خلال سنتين إلى ثلاث سنوات لتمر بالدورة المتوقعة ثم ترجع مرة ثانية للارتفاع. سترفع المشروعات الجديدة من العرض، لكن الطلب يرتفع خصوصا في الصين والهند والبرازيل القادمة كسوق كبيرة أيضا.

هذا سيمتص الزيادة في العرض وهناك مشاريع كثيرة في الدول الغربية وبعض الدول الآسيوية ستنتقل لمناطق أخرى أو تقفل مصانعها وهذا يفتح المجال للمشروعات في منطقة الشرق الاوسط. أنا أرى أن المصانع التي تنتج في منطقة الشرق الاوسط ستكون مشاريع مربحة على المدى البعيد.

> هل تتوقعون أن تمثل سوق الشرق الاوسط حصصا متزايدة في الطلب على البتروكيماويات؟

ـ هذا سؤال جيد، أتصور أن عدم وجود كثافة سكانية يحد من زيادة الطلب بنسبة مشجعة للاستثمار هنا، مع ذلك فان منطقة الشرق الاوسط واعدة بسبب معدل نمو السكان مقارنة بأي منطقة في العالم، فأتوقع أن يتضاعف خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة استهلاك المنتجات البتروكيماوية في منطقة الشرق الاوسط.

هناك مبادرة للتشجيع على انتاج المنتجات الوسيطة والتحويلية، وهذا سيرفع الاستهلاك المحلي للمنتجات الأساسية، فزيادة عدد السكان بالاضافة إلى التوجه للصناعات الوسيطة والتحويلية والنهائية سيرفعان استهلاك المنتجات الأساسية.

إن وجود أسواق كبيرة مثل الهند قريبة جغرافياً منا يمثل فرصة. أنا لا أتوقع أن تتكرر تجربة الصين على الهند، ولكن ستكون الهند جاذبة خلال السنوات المقبلة.

> هل ستتجهون لاختيار شركاء في الهند للمساعدة في التسويق هناك؟

ـ إن اختيار الشريك التسويقي قرار مهم لأننا ننظر للعالم كسوق واحدة. فمن الضروري ان يكون للشريك امتدادات في جميع مناطق العالم، لذلك نركز على اختيار الشركاء الذين يستطيعون الوصول بالمنتج ولديهم أسواقهم الحالية في اميركا واسيا واستراليا وأوروبا. في الهند سيكون لنا شركاء محليون كمسوقين وموزعين.

> كيف تصفون خطط التوظيف في سبكيم؟

ـ الشركة توظف حاليا 420 موظفا بينهم 60 في المائة وهي نسبة في ازدياد ونتوقع أن تصل بنهاية العام الحالي إلى 500 موظف وسيصل عددهم في عام 2010 ومع نمو الشركة إلى 2500 موظف.