خبير يحمل المحافظ المالية مسؤولية عدم استقرار أسواق الأسهم في الإمارات

قال إنها انزلقت للمضاربة البعيدة عن التحليل الرشيد

TT

تواصل الاسهم الاماراتية لعبة الكراسي الموسيقية وسط حيرة الخبراء والمحللين من التجاوب العكسي الذي تظهره الاسواق مع النتائج الجيدة التي تحققها الشركات والبنوك كما اظهرتها بعض انتائج الربعية التي تم الاعلان عنها تباعا.

وقال حسين العويد الرئيس التنفيذي لشركة نور للخدمات المالية ان السوق لايزال يتحرك تحت وطأة المضاربين، مشيرا الى ان المضاربات ليست قاصرة على الافراد الذين يشكلون حوالي 80% من المتعاملين بالسوق بل تشمل المحافظ المالية ايضا.

وقال العويد ان المحافظ المالية التي يفترض ان تقوم بدور المستثمر الرشيد الذي يساهم في عملية التصحيح، تنزلق في حمى المضاربة اليومية في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي منيت بها منذ بداية العام الحالي. وقال ان المحافظ في سعيها لتعويض خسائرها بسرعة تضر بدورها على المدى البعيد باعتبارها الملاذ للمستثمرين الذين لا يملكون خبرة كافية للتعامل مع اوضاع السوق المتقلبة. واشار العويد الى ان التجربة التي اظهرتها الاسواق خلال الاشهر القليلة الماضية اكدت ان المحافظ المالية لم تخرج في تصرفاتها الاستثمارية عن الخط العام التي اتسمت به التداولات والتي كانت مبنية على الشائعات وتسريب المعلومات الخاطئة بقصد او بدون قصد. واوضح ان المحافظ المالية في العادة تبني استراتيجياتها على اساس تحليل دقيق للبيانات المالية والمعلومات الصادرة عن الشركات وبالتالي فأن تعاملاتها يمكن ان تكون البوصلة التي ترشد المستثمرين والمتعاملين. وقال ان المحافظ المالية هي التي تقوم بالشراء في المكان الصحيح وبالوقت الصحيح بعيدا عن أي ميول او مصالح خاصة ضيقة او مجاراة لشائعات، ومعلومات غير دقيقة.

وقال ان مستوى التحليل المالي في كثير من المحافظ المالية هو مستوى متدن فضلا عن انه يتسم بالتكرار واستخدام لغة واحدة ومصطلحات وصفية غير قادرة على اعطاء المستثمر فكرة علمية صحيحة تمكنه من اتخاذ القرار الاستثماري السليم. وقال العويد ان الافتقار الى المحافظ المالية التي تتوافر فيها قدرة التحليل والقراءة الصحيحة لاوضاع السوق هو التفسير لسيطرة المضاربين الافراد على السوق مشيرا الى ان المتعاملين الافراد في السوق يشكلون ما يصل الى 80% من اجمالي المتعاملين في حين ان حصة المحافظ المالية لا تزيد عن 20%. وقال العويد ان تصحيح هذه المعادلة يقتضي من المحافظ الخروج من لعبة المضاربة الحالية قصيرة النفس والقائمة على الاشاعات والمعلومات المضللة والبدء بتكوين استراتيجية متوسطة وطويلة النفس قائمة على تحليل ميزانيات الشركات تحليلا ماليا سليما.

وقال ان المحافظ المالية لديها فرصة بناء مصداقية جديدة لدى المتعاملين لا يكون عنوانها الوحيد هو الربح الكبير بل استقرار الاستثمار وتقليل مخاطر تراجعه من خلال توزيع الاستثمار على اسس مالية سليمة وضمن شريحة واسعة من الاسهم.

وذكر ان الاسعار الحالية للعديد من الاسهم المحلية هي اسعار جذابة لتكوين محافظ مالية لآجال طويلة نسبيا. وقال يجب تعويد المستثمرين على ان السوق ليست سوق الربح السريع بل الاستثمار المستقر الذي يعكس حقيقة اداء الاقتصاد ومؤسساته وشركاته.

وقال العويد ان الحالة التي يمر بها السوق حاليا هي في احسن توصيف حالة تصحيح عميقة تتناسب وحجم التضخم غير الطبيعي في الاسعار خلال مدة قصيرة. وذكر ان حالة التصحيح الحالية مفيدة على المدى المتوسط لانها ستوجد مناعة تمكن السوق من هضم أي تقلبات وتصحيحات في المستقبل. وقال ان المشهد العام في الاقتصاد الاماراتي يؤكد ان السوق ما تزال واعدة وان المقومات التي كانت وراء تحسن نمو الشركات وتطور ادائها لا تزال موجودة. وتساءل كيف لنا ان نخشى المستقبل في ظل هذه الحركة الدائبة من النشاط الاقتصادي الذي تنخرط فيه كل الشركات والبنوك باشكال مختلفة وكيف لنا ان نخشى على مستقبل اداء الشركات مع استمرار التصاعد في اسعار النفط الذي يوفر سيولة مستمرة تضاف الى السيولة المتأتية من الاستثمارات او من دخل القطاعات الانتاجية والخدمية التي اطفأ معظمها كلفته الاستثمارية.