أمين عام منتدى الطاقة الدولية: حوار المنتجين والمستهلكين نجح في منع المواجهات

أرني والتر: أتمنى أن يناقش 60 وزيرا في الدوحة خريطة طريق لمستقبل العرض والطلب

TT

أكد أرني والتر، أمين عام منتدى الطاقة الدولية نجاح الحوار الذي نشأ بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط قبل 15 عاما من الآن في إزالة المواجهات وعدم الثقة التي كانت ترسم العلاقة بين الجانبين.

وأشار والتر إلى أن اللقاءات المتواصلة خلقت قناعة مشتركة بأن أمن الطاقة يشمل استقرار العرض والطلب على المدى الطويل، متطرقا إلى أن الاجتماع الوزاري الدوري العاشر لمنتدى الطاقة الدولي المقرر عقده بين 22 ـ 24 أبريل (نيسان) الحالي في الدوحة سيشهد مشاركة كبيرة.

وبيّن أرني والتر في حوار لـ«الشرق الاوسط» في الرياض أن نحو 60 وزيرا للطاقة والنفط في الدول المنتجة والمستهلكة وعدد من كبار مسؤولي شركات النفط العالمية وسيركز على موضوع أمن الطاقة في العالم.

> كيف تجري الاستعدادات لانعقاد المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى الطاقة الذي سيعقد خلال الشهر الحالي في الدوحة؟

ـ أحرزنا تقدما في الإعداد للاجتماع، وقد قامت قطر وهي الدولة المضيفة، بالتعاون مع الدولتين المساعدتين وهما ايطاليا والصين إلى جانب الأمانة العامة للمنتدى ومقرها مدينة الرياض بالعمل على مدى العام الماضي لتجهيز موضوعات الاجتماع الوزاري. وفي حين تم التركيز خلال الاجتماع الوزاري الماضي الذي عقد قبل عامين في أمستردام على الاستثمار في قطاع الطاقة، فإن النقاش سيتركز خلال اجتماع المقبل على موضوع أمن الطاقة والمسؤوليات المتبادلة والعلاقة بين البيئة والتنمية الاقتصادية والطاقة، وقد عبر عدد من الأطراف عن قلقهم بشأن أمن الطاقة على مستوى العالم، ولا يعود ذلك لتسجيل أسعار نفط عالية خلال الفترة الحالية فقط ولكن أيضا نتيجة لبعض الأحداث التي مر بها العالم خلال العام الماضي والتي أبرزت مشاكل تتعلق بأمن الطاقة والذي يغطي أمن الإمدادات وأمن الطلب.

> هل هناك إدراك مشترك لدى المنتجين والمستهلكين لمفهوم وأهمية أمن الطاقة؟

ـ أعتقد أن كلا من المنتجين والمستهلكين للنفط مقتنعون بذلك، وعبروا في عدة مناسبات أن أمن إمدادات النفط وأمن الطلب عليه مترابطان، وهناك اعتماد متبادل بين المنتجين والمستهلكين للطاقة.

لقد شهدنا اجتماعا مهما شارك فيه 17 من وزراء النفط والطاقة في الدول المنتجة والمستهلكة إلى جانب عدد من مسؤولي المنظمات الدولية والمديرين التنفيذيين لشركات النفط العالمية خلال تدشين مقر الأمانة العامة لمنتدى الطاقة في الرياض في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وكان موضوع أمن الطاقة على رأس قائمة الموضوعات التي نوقشت خلال ذلك الاجتماع. وطرح أحد وزراء الدول المستوردة للنفط أثناء الاجتماع فكرة إيجاد خريطة طريق لخطط إنتاج النفط في الدول المصدرة، فيما طرح وزير من إحدى الدول المنتجة بخريطة طريق لمستقبل الطلب في الدول المستوردة خلال السنوات المقبلة وذلك لتقوم الدول المنتجة بوضع خطط استثمارية لتلبية الطلب المتوقع على النفط الخام. > هل سيصدر أي قرارات عن اجتماع الدوحة؟

ـ لن يشهد الاجتماع صدور قرارات، فهو اجتماع غير رسمي للنقاش وتبادل الآراء، أتمنى أن يتم طرح موضوع خرائط الطريق من جديد على طاولة النقاش في الدوحة. أن وزراء الطاقة سيتبادلون وجهات النظر وتحديد اهتمامات كل طرف. إن موضوع الطاقة هو موضوع مهم يلامس المصالح الوطنية لكل دولة، ولدى كل دولة طرقها في تأمين الطاقة لشعبها، فالدول تبحث عن حلول لضمان الإمدادات وفي نفس الوقت تبحث الدول المستهلكة ضمان أسواق لصادراتها النفطية وتكون هذه الحلول أحيانا بشكل ثنائي أو على مستوى إقليمي وأحيانا ضمن حلول يشترك فيها عدد موسع من الدول أو حتى صاحب طابع دولي. أن هذا هو موضوع محل اهتمام كل دولة لاتخاذ القرارات لتلبية الحاجة الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة.

أن التقليد المتبع في اجتماعات منتدى الطاقة الدولية عدم مناقشة الوزراء موضوع إصدار بيان ختامي للاجتماع، ولكن تقوم الدولة المضيفة بالتعاون مع الدول المساندة بإعداد تلخيص للمناقشات ويصدر بشكل غير رسمي وغير تفصيلي ولكن يعطي تصور كامل للنقاشات كما ستشارك وسائل الإعلام وسيتاح لها الفرصة لتوجيه الأسئلة للمشاركين في اجتماع الدوحة.

> كيف تصف مسيرة الحوار خلال العامين الماضيين؟

ـ شهد العام الحالي التركيز على الحوار الدولي بشأن الطاقة واستقطب منتدى الطاقة اهتمام الكثيرين والأمر ذاته عند إطلاق قاعدة معلومات الطاقة على شبكة الانترنت. وقمت خلال الشهر الماضي بالمشاركة في اجتماع وزراء الطاقة في دول الثماني في موسكو وتم التركيز خلال هذا الاجتماع على أمن الطاقة. وقد شجعت وزراء الطاقة في الدول الصناعية الثماني على المشاركة في اجتماع الدوحة لتساهم تلك المناقشات في وضع إستراتيجية أمن الطاقة التي سيقرها رؤساء حكومات الدول الثماني خلال لقاء القمة في شهر يوليو (تموز) المقبل في سان بيترسبيرج. وبالتأكيد فأن أمن الطاقة لا يمس فقط الدول الصناعية الثماني بل يؤثر على جميع الدول في العالم. ويتوقع أن تقر تلك الدول استراتيجية للطاقة التي سيتم العمل بها خلال أشهر قليلة. > ما هي الرسالة التي ستحملها للقاء الدوحة؟

ـ سأتحدث خلال الاجتماع عن ما حققه الحوار على المستوى السياسي بين المنتجين والمستهلكين منذ 1991، وستصف الورقة التي سألقيها مرحلة ما قبل انطلاق الحوار وتطور النقاشات والطريق المستقبلي. ودور الأمانة العامة لمنتدى الطاقة في دعم جهود وزراء لوضع السياسات وصنع القرار في مجال الطاقة.

لقد حقق الحوار نجاحات مهمة، فقد مر العالم بفترة زمنية شهدت مواجهة غير ضرورية بين الدول المنتجة والمستهلكة للنفط، وكانت هناك قطيعة بين تلك الدول ولم تكن تعقد لقاءات، وسط انعدام للثقة، وصراع غير ضروري. في حين نرى اليوم أن العالم يشهد علاقة طبيعية بين الطرفين، وأن هناك بيئة حوار جيدة بين المنتجين والمستهلكين.

> نلاحظ تركيز حديثكم عن البترول بشكل كبير؟

ـ نحن نتحدث عن الطاقة بشكل عام وليس النفط فقط، فمنتدى الطاقة لا يقتصر على النفط، ولكن الواقع هو أن البترول يمثل المصدر الرئيسي للطاقة في العالم. وهناك مشاركة متزايدة للغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، وهناك ادراك لوجود مخزونات كبيرة للفحم وهي قابلة للتطوير وهناك تركيز على مصادر نظيفة للطاقة. كما أن الطاقة النووية هي محل اهتمام الكثير من الدول، وكذلك هناك تفكير جدي في مصادر الطاقة المتجددة. أن البيانات المتوافرة تتوقع أن يمثل البترول حوالي 34 في المائة من إجمالي حاجة العالم للطاقة في العام 2030، فيما يمثل الغاز الطبيعي في حينها 24 في المائة، والفحم 23 في المائة.

ونحن نشهد نموا كبيرا لاستخدامات الغاز، ولكننا نرى أن دولا مثل الصين والهند والولايات المتحدة لديها احتياطات كبيرة من الفحم. كما نرى أن هناك نموا كبيرا للطلب على الطاقة وبالتأكيد سيكون ارخص لها أن تستخدم طاقة عبر مصادر في الداخل، حيث أن ذلك له ميزة في مجال أمن الطاقة لتلك الدول. وهناك جهود أكبر لرفع كفاءة استخدام الطاقة بما في ذلك رفع كفاءة استخدام النفط والغاز وتوفير مصادر طاقة نظيفة.