خبراء: السندات والأصول الأجنبية أفضل من الأميركية.. واليورو أفضل من الدولار

«ميريل لينش»: الاقتصاد العالمي منيع وارتفاع الفائدة عملية بناءة

TT

جاء آخر تقرير لمؤسسة «ميريل لينش» متفائلا بشأن الاقتصاد العالمي. ولخّص توم سوانيك، كبير مخططي الثروات بميريل لينش تقرير لجنة الأبحاث الاستثمارية بما يلي: «ان رأينا بالاقتصاد الشامل ايجابي ومستقبل الاقتصاد يبدو مشرقاً والسيولة على ما يظهر متوافرة ومستقبل الارباح ما زال مرضياً، ونعتقد ان مجلس الاحتياط الاتحادي سيرفع الفائدة بعد الآن مرة واحدة فقط. ففي ظل هذه الخلفية نستمر في تفضيل الأسهم والسلع على الأصول ذات الدخل الثابت وننصح بالبقاء في اسهم شركات النمو».

وعن الاقتصاد الأميركي قال التقرير، انه يظل النمو منيعاً، رغم انه من المرجّح ان يكون مجمل نمو الناتج المحلي في الفصل الأول هو الأقوى. وأشار الى جانبين ايجابيين: يظهر ان نشاط المساكن يتجه نحو هبوط ناعم وليس الى انهيار، وان نمو الوظائف يسير بمعدلات محترمة، ثم ان الضغوط التضييقية على الموارد التي سادت في شهر آذار (مارس) كنزول معدل البطالة عُشر النُقطة وارتفاع عُشرَي النقطة في استخدام الطاقة الانتاجية، قد يخلق بعض القلق لدى الاحتياط الاتحادي. ذلك التضييق يُرجّح ان يُبقي السوق متوقعاً للارتفاع بمعدل الفائدة في اجتماع 28 ـ 29 يونيو (حزيران) للجنة السوق المفتوحة الاتحادية، بالاضافة الى الاجتماع المقرر في 28 مايو (ايار). رغم ذلك، نعتقد ان مجلس الاحتياط الاتحادي سيتوقف عن رفع الفائدة بعد اجتماع 28 مايو.

وعن سندات الخزانة الأميركية اضاف التقرير «يمكن ان نبدأ بالعثور على قيمة في المردود الذي يبلغ 5% في سندات الخزانة الأميركية استحقاق 10 سنوات، شرط ان نشرع بالشراء تدريجياً بدل ان نتسرّع. ان مردوداً بمعدل 5% او اكثر على سندات الخزانة الأميركية المتوسطة والطويلة الأجل يُرحج ان يضع ضغطاً على الشركات ذات الأوضاع الائتمانية الضعيفة. فاذا لم ننسَ ذلك، نؤكد التشديد على الاصدارات ذات الجودة العالية. كما ان سوق مديونيات البلديات تبقى خياراً افضل من السوق الخاضعة للضريبة لدى غالبية المستثمرين الأميركيين من وجهة نظر المردود ونسبة الخطر الى المكافأة في نظرنا».

ويؤكد التقرير ان خبراء ميريل لينش، يستمرون في تفضيل الأسهم غير الأميركية على الأسهم الأميركية، «نشدّد على أسواق اليابان وكوريا والمانيا والبرازيل والهند واندونيسيا، التي يرجح ان تستفيد من الطلب الداخلي. مع ذلك، يتوجب علينا ان ننبّه الى انه عندما يحصل المستثمرون على ارباح ضخمة في وقت قصير، عليهم ان يبادروا الى جني الأرباح وتخفيف المخاطر. ويتوجب على المستثمرين الجدد ان ينتظروا تراجعاً بالسوق قبل ان يندفعوا الى الشراء. في اسواق الولايات المتحدة، ننصح بالاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والماليّات والعناية الصحية». ويقدم خبراء ميريل لينش أفكارا استثمارية في موضوع العملات مفضلين اليورو«يبدو ان اليورو يتأهب للتحرك ضد الين والدولار، وعليه ننصح المستثمرين بالتخفيف من مراكزهم بالدولار وزيادة تعرضهم لليورو. وعلى المستثمرين، في رأينا، ان يحتفظوا باستثماراتهم في السلع بسبب الطلب المرتفع في الاقتصاد العالمي واتساع القبول بهذا الصنف من الأصول. نوصي بأسهم الشركات التي تضم السلع في موادها الأساسية ونفضل في هذا المجال المعادن على الطاقة. ويستمر وجود فرص جذابة في قطاع التكنولوجيا في نظرنا ويمكننا ان نشدد في هذا الصنف على الاستثمار بصناعة المواصلات واجهزة الرقائق وأسهم شركات مختارة في صناعة البرمجيات».

وعن أسواق الاسهم يقول التقرير أن الأخيرة ارتفعت في الربع الأول من السنة، رغم الصعود في معدلات الفائدة الطويلة الأجل. ولم يكن هذا مفاجئاً لنا. فقد كنا ثابتين في رأينا ان الارتفاع بمعدلات الفائدة هو جزء من عملية التطبيع، التي هي في صالح النمو الاقتصادي وفي زيادة ارباح الشركات. ونعتقد ان حالة التضخم الطفيف المقرون بتطبيع معدلات الفائدة يمكن ان يدعم الاقتصاد الدولي.

ويقول خبراء ميريل لينش: «نرى في الارتفاع الحاد، في الآونة الأخيرة، باسعار اكثر الأسهم العالمية والسلع، دليلاً على ان المستثمرين يتطلعون الى نمو اقتصادي متين. ونعتقد ان الخطوات التي اتخذتها البنوك المركزية لرفع معدلات الفائدة من مستويات متدنية تاريخياً تؤكد ان المخاطر المرافقة للهبوط في الأسعار والأصول قد خفّت. ينجم عن ذلك، انه ينبغي النظر الى معدلات الفائدة المعتادة انها بنّاءة لأسواق الأسهم رغم انها اقل ودّاً بالنسبة الى اسواق السندات».