الأسهم السعودية تفاضل بين الاستقرار والصعود التصحيحي ووقف الخسائر

تأجيل الاكتتاب في 30% من أسهم «عجلان وإخوانه» بسبب هبوط السوق

TT

عاد مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس للصعود، ليكسب بنهاية التعاملات 140 نقطة فقط بما يعادل 1.07 في المائة ارتفاعا إلى 13261.89 نقطة، إثر تداول 215.4 مليون سهم، بقيمة تقدر بنحو 14.8 مليار ريال، وتنفيذ 297.3 ألف صفقة، انتهت بارتفاع أسهم 42 شركة، وتراجع أسعار أسهم 37 شركة مدرجة في السوق.

وبدا واضحا أن السوق باشرت المفاضلة بين ثلاثة مسارات متاحة أمامها خلال الأسبوع المقبل، وهي الصعود التصحيحي الاستقرار لاستجماع القوى، أو وقف الخسائر والعودة للمسار الصاعد، وهي احتمالات قابلة للتطبيق على أرض الواقع مع الأخذ في الاعتبار أن فرص هذه الاحتمالات متفاوتة.

واختلفت قراءة الصعود الذي شهدته السوق أمس، بين تفاؤل بوقف نزيف الأسعار والمؤشر الذي تراجع 40 في المائة من أعلى قمة بلغها خلال العام الحالي، وهي القمة المحددة عند مستوى 20956 نقطة، وذلك مقابل قراءة أخرى ترى أن الصعود الذي تشهده السوق بين فترة وأخرى لا يتعدى كونه صعودا لتصحيح مسار هابط لم يصل القاع حتى الآن.

لكن هاتين القراءتين تخالفهما قراءة ثالثة ترى أن مؤشر السوق يبحث عن الاستقرار ليحدد مساره التالي سواء نحو الصعود أو الاستمرار في التراجع خلال التداولات اللاحقة.

ويأتي ضمن أكثر ما يقلق المتعاملين في سوق الأسهم السعودية أن المؤشر الذي يتوقف عادة عن الهبوط كثيرا قبل كسر نقاط الدعم، لا تتوقف معه الأسعار التي استمر مسارها الهابط، على الرغم من أن هذا التراجع يتزامن مع توهج الاقتصاد الوطني الذي لم يشهد مثيلا لوضعه الحالي منذ عقود. وفيما سجل المؤشر تراجعا بنسبة 40 في المائة خلال رحلة الانهيار التي بدأت في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، سجلت أسعار العديد من الشركات تراجعات بنسبة وصلت إلى ضعف تراجع المؤشر.

في هذه الأثناء، أعلنت هيئة السوق المالية أنه بناء على طلب شركة عجلان وإخوانه، تم تأجيل الاكتتاب في 30 في المائة من أسهم الشركة الذي سبق تحديده اعتبارا من بداية عمل يوم السبت المقبل، ولم تحدد الهيئة الموعد الجديد للاكتتاب.

وأكد عجلان العجلان العضو المنتدب في شركة العجلان وإخوانه في بيان أرسل إلى «الشرق الاوسط» أن طلب التأجيل يأتي بالنظر للأوضاع الحالية للسوق، مشيراً إلى أن طلب التأجيل يأتي لتمكين الشركة ومستشاريها من إعادة مراجعة أوضاع السوق والتنسيق في ذلك مع هيئة سوق المال لما فيه مصلحة الشركة والمكتتبين والاقتصاد السعودي.

ويتفق خبراء مع ما ذهب إليه العجلان حول التأجيل في الفترة الحالية لا سيما بعد ظهور بوادر فشل اكتتاب شركة طيبة للاستثمار التي تواجه مشاكل في هذا الجانب على الرغم من عراقتها وثقلها في السوق، فضلا عن مستوى الثقة الذي تتمتع به بين المتعاملين. حيث تتراوح أسعار أسهمها في الفترة الحالية بين أقل من سعر الاكتتاب في أسهمها المطروحة لزيادة رأسمالها كما حدث أمس الأول 32.25 ريال أو فوقه قليلا كما حدث أمس 35.25 ريال بينما سعر الاكتتاب بـ 33.60 ريال. وهو ما يعني أن طلب التأجيل من قبل «عجلان وإخوانه» يأتي انسجاما مع توقف عن العزوف عن الاكتتابات المقبلة، خاصة أن أسعار الاكتتاب المحددة تم تقييمها على أسس متفائلة.

الشبيب: المؤشر لا يعكس الأسعار في هذه الأثناء، أكد لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو خبير اقتصادي ومحلل لتعاملات سوق المال السعودية أمس، أن حركة المؤشر لا تعكس وضع أسعار الشركات المدرجة في السوق، ولا تقيس نسبة التراجع الحقيقي للأسعار.

وبين أن من أسباب عدم انسجام حركة المؤشر العام مع حركة الأسعار ناتج عن تعاملات مضارب خفي عادة ما يعمد إلى تعديل مسار المؤشر برفع أسعار شركات لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحد في الثواني الأخيرة من التعاملات، وهو ما تكرر فعلا خلال الأسابيع القريبة الماضية ـ على حد قوله.

واعتبر أن تأجيل الاكتتاب في أسهم شركة عجلان وإخوانه، يصب في مصلحة ملاك الشركة أولا، فضلا عن أنه قد يفيد السوق على اعتبار أن هذا الاكتتاب لن يجتذب سيولة من السوق.

السمان: السوق لا تحتاج صعود حاليا وعلى الطرف الآخر أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو محلل لتعاملات الأسهم السعودية ومراقب دقيق لأحداثها اليومية، أن السوق لا تحتاج حاليا إلى الصعود، بقدر حاجتها إلى الاستقرار ليستجمع المتعاملون قواهم باستعادة الثقة المهزوزة. وبين أن 90 في المائة من الأسهم المدرجة في السوق حاليا تقبع في قاع مغرية قوى الشراء بجمع أكبر كمية ممكنة منها، لكن التذبذب الحاد في حركة المؤشر، قادت إلى خفض مستوى التركيز، وتسببت في حالة من التحرك الجماعي إلى أعلى مستويات التذبذب اليومي صعودا وهبوطا، ما أدى بالتالي لدخول الأموال وخروجها في أوقات قصيرة جدا من تعاملات اليوم الواحد.

واعتبر السمان عقد الجمعية العامة لملاك سهم «سابك» في اليوم الثاني لإعلان المنحة مؤشر جيد من شأنه التأثير إيجابا على سهم الشركة المهدد بتعاملات سالبة نتيجة تراجع الأرباح قياسا بالفترة المقابلة من العام الماضي. الزامل: أين سوق السندات من جانبه لفت الدكتور يوسف الزامل أستاذ علم الاقتصاد ومدير مركز الريادة للاستشارات المالية، إلى أن ما مرت به السوق خلال الأيام الماضية تمثل «انهيارا ثانيا»، متوقعا أن تبدأ السوق في الفترة المقبلة حركة تعويض جيدة المستوى في مرحلة استعادة الأنفاس. ودعا الزامل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» الجهات المعنية إلى التحرك وإصدار بعض الأنباء الجديد المتعلقة بوضع السوق، حيث لفت إلى أهمية تعجيل بعض القرارات كما هو الحال للسوق الموازنة المتخصصة في السندات والصكوك، وكذلك السوق الثانية للشركات غير المتأهلة للتحول إلى شركة مساهمة مدرجة في سوق الأسهم الرئيسية. حيث يرى بأن الوقت ملائم جدا لطرح هذه المبادرات وإعطاء السوق دفعة معنوية جديدة ستسهم كما يراها في عملية تحفيز مهمة خلال هذه الفترة من عمر التراجع الحاصل للمؤشر العام. السويد: تكوٌين قاعدة هابطة جديدة من جانبه، كشف محمد السويد وهو محلل مالي، عن توقعه بمحاولة المؤشر العام لاستغلال خبر «سابك» من خلال الارتداد قليلا وهو الأمر الذي وقع بالفعل. ولكن السويد يشير في الوقت ذاته إلى توقع عدم مقاومة المؤشر مستوى 13871 نقطة في الوقت الحالي.