محلل مالي ببنك أميركا لـ الشرق الاوسط : الدولار مقبل على مزيد من الضغوط

البورصات تواصل امتصاص «ضربات» أسعار النفط

TT

ارتفع سعر الدولار قليلا أمس عن أدنى مستوياته في سبعة أشهر الذي سجله في الجلسة السابقة أمام اليورو قبيل صدور بيانات مسح يجريه بنك فيلادلفيا الاتحادي عن نشاط الشركات في ابريل (نيسان) من شأنه أن يعطي مؤشرا عن موعد انتهاء حملة رفع الفائدة الأميركية.

وأشارت الاسواق الى انخفاض تكاليف الاقتراض في اليابان باعتبارها تشكل ضغوطا على الين الذي انخفض الى أدنى مستوياته أمام اليورو لليوم الثاني على التوالي. وتعرض الدولار لضغوط واسعة النطاق هذا الاسبوع بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الاتحادي الى أن حملته المستمرة منذ عامين لرفع أسعار الفائدة في الاجل القصير أوشكت على الانتهاء.

وارتفع سعر الدولار بنحو ثلث نقطة مئوية الى 1.2347 دولار لليورو بعد انخفاضه الى أدنى مستوياته في سبعة أشهر البالغ 1.2394 دولار أول من أمس، واستقر سعر اليورو أمام الين بعد أن سجل في وقت سابق أدنى مستوياته عند 145.49 ين.

وانخفض سعر الاسترليني نصف نقطة مئوية امام الدولار بعد صدور بيانات التضخم التي جاءت أضعف من المتوقع. وارتفع الدولار 0.3 في المائة الى 117.56 ين، وتعرض الدولار لضغط ايضا بعد ان سلط صندوق النقد الدولي الضوء على متاعب العملة الأميركية القائمة منذ وقت طويل وهو العجز الضخم في ميزان الولايات المتحدة التجاري، فقد قال الصندوق ان الدولار يجب ان ينخفض انخفاضا كبيرا من اجل اصلاح الاختلالات العالمية، غير ان الرئيس الصيني هو جين تاو ساعد في تبديد المخاوف بشأن زيادة كبيرة لقيمة العملة الصينية اليوان او مرونتها مقابل الدولار خلال رحلته الى الولايات المتحدة هذا الاسبوع بقوله ان اليوان ليس مهيئا لتغير حاد في قيمته.

وقال كمال شارما المحلل المالي بفرع «بنك اميركا» في لندن لـ«الشرق الأوسط» إن توقعات السوق حول زيادة الفائدة الأميركية تلقي بثقلها النفسي على الدولار. ومازالت السوق تتوقع زيادة أخرى في أسعار الفائدة في مايو (ايار) لكن مضمون محضر الاجتماع الاخير يقلص احتمالات أية زيادة أخرى بعد ذلك. وعما اذا كان من يتفق مع الذين ينصحون بالاستثمار في اليورو بدلا من الدولار في ظل الضغط الذي يتعرض له الاخير قال شارما «لا يمكن إلا أن اتفق مع هذا»، غير انه شدد على أن هذا الوضع ليس الا مؤقتا، كما اشار شارما الى ان ارتفاع اسعار النفط له دوره ايضا في زيادة الضغط على العملة الأميركية، وأشار الى أنه من الطبيعي أن يتم اللجوء الى «ملاجئ آمان» مثل الذهب. وقد بلغ المعدن النفيس في لندن مستوى قياسيا، وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع الصباحية في لندن أمس على 644.50 دولار للاوقية (الاونصة). وعلى صعيد البورصات انخفض مؤشر نيكي القياسي في ختام التعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية أمس فتراجع بنسبة 0.19 في المائة مع ارتفاع اسعار النفط. وبنهاية جلسة التعامل انخفض المؤشر نيكي المكون من أسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى 32.59 نقطة الى 17317.53 نقطة، وزاد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا بنسبة 0.03 في المائة الى 1747.86 نقطة.

ومن جهة الأسهم الأميركية تراجع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 عند الفتح في وول ستريت أمس حيث غطت المخاوف بشأن أسعار النفط القياسية على نتائج أرباح قوية لشركات مثل ألتريا جروب وبنك اوف أميركا. وارتفع مؤشر داو جونز لاسهم الشركات الصناعية الكبرى 3.20 نقطة أي بنسبة 0.03 في المائة الى 11281.97 نقطة. وهبط مؤشر ناسداك 7.06 نقطة أي 0.30 في المائة الى 2363.82 نقطة، وقال غرايم ساكر المحلل المالي بفرع لندن لـ«مورغن ستانلي» إن الاسواق تظهر استقرارا معقولا برغم ارتفاع اسعار النفط وتستوعب بشكل جيد هزاتها، لكنه اشار لـ«الشرق الأوسط» إلى ان الشهر المقبل سيكون حاسما في تحديد وجهة الأسواق بعد أن تتضح الصورة في مسألة سعر الفائدة الاميركية.