الأسهم السعودية تستعيد 375 نقطة مفقودة وتنتظر تأكيد رحلة المسار الصاعد

ارتفاع أسهم 75 شركة والخبراء يؤكدون أن الأسعار ومكررات الأرباح مغرية

TT

ارتفع المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية «تاسي» أمس 374.19 نقطة بما يعادل 2.87 في المائة إلى 13417.56 نقطة، في تعاملات غلبت عليها حالة التفاؤل، خاصة أثناء تعاملات الجلسة الثانية.

وجاء صعود السوق إثر تداول 234.9 مليون سهم، بقيمة تقدر بنحو 17.04 مليار ريال (4.5 مليار دولار)، هي حصيلة 345.4 ألف صفقة تم تنفيذها فعليا خلال تعاملات انتهت بارتفاع أسعار أسهم 75 شركة، من أصل 79 شركة مدرجة في سوق المال السعودية. وبات واضحا أن مؤشر سوق الأسهم الذي سجل صعودا جيدا أمس، لا يزال يحتمي بمسار أفقي يمنع هدر النقاط والنزيف الحاد الناتج عن تذبذب الأسعار، فيما ينتظر حلول الموعد المناسب لتأكيد رحلة المسار الصاعد الذي لم يبقى دون بلوغه سوى اكتمال بعض المتغيرات الإيجابية التي قد تعلن في وقت أقصر مما يتوقعه خبراء تجارة تبادل الأسهم.

* الشبيب: السوق تلوذ بالمسار الأفقي

* في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» شبيب الشبيب وهو محلل مالي، أن المؤشر العام للسوق يلوذ حاليا في مسار أفقي، ويستعد لامتحان قدرات نقاط المقاومة التي تتربص في طريقه إلى الصعود.وبيّن أن المؤشر قد يتأخر في عملية التأهب لكسر أولى نقاط المقاومة التي سيكون كسرها سهلا في حال تم الوصول إليها بسيولة عالية، وهي النقطة التي قال إنها محددة عند تجاوز مستوى الـ 14 ألف نقطة. وبين أن المؤشر العام لا يحتاج إلى أكثر من 800 نقطة ليتجاوز منطقته الحالية إلى منطقة هي الأقرب إلى بدء المسار الصاعد الذي طال انتظاره من قبل العديد من المحافظ التي تواجه تعاملات مملة طويلة نسبيا، خاصة أنها لم تكن في دائرة حسابات المتعاملين إلى أن صارت أمرا واقعا.

* السبيعي: الأسعار مغرية

* إلى ذلك يقول عضو مجلس إدارة بنك البلاد إبراهيم السبيعي بان الأسهم السعودية وصلت إلى مرحلة توجب عليها الصعود في ظل المعطيات الاقتصادية القوية. وأشار في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بان سوق الأسهم المحلية لا تتماشى أبدا مع قوة الاقتصاد السعودي إضافة إلى توفر السيولة ومكررات الربحية المغرية. وشدد في حديثه إلى أن ما ينقص السوق هو مزيد من الثقة والتي ستضخ مزيدا من السيولة لاسيما وان الأسعار تعتبر مغرية جدا للشراء.

وأوضح السبيعي أن السوق تسير بشكل طبيعي لاسيما وان تعاملات الأمس كانت مبشرة مبيّنا ان كبار صناع السوق لا يستطيعون التحكم في أسعار معينة نظرا لان السوق يتركز وفق ضوابط يصعب من خلالها رفع الأسعار لأهداف شخصية أو معينة. ويبدي السبيعي تفاؤله بمستقبل سوق الأسهم السعودية خلال المدى المنظور خصوصا الأسهم القيادية في الوقت الذي شكك في عدم قدرة أسهم الخشاش في الصمود للفترة المقبلة مؤكدا بان مستوياتها ستستمر قريبا من أسعارها الدفترية.

 

*  الفوزان: السوق ارض خصبة جدا للاستثمار

* من جانبه قال الكاتب والمحلل الاقتصادي راشد الفوزان بان سوق الأسهم تعتبر الآن ارضا خصبة جدا للاستثمار على الرغم من سمة التذبذب التي تسيطر على الأسعار. وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى ان التذبذبات العالية التي تعيشها السوق لا بد أن تهدأ حتى تتضح الرؤية كما أن المستثمرين يترقبون نقاط دعم جديدة يستطيع المؤشر من خلالها الصعود إلى مستويات قريبة من الأرقام السابقة. وأضاف أنه لا يتوجب على الحكومة التدخل مرة أخرى في السوق بحيث يترك له حرية الحركة. كما توقع الفوزان بان تكون أسهم البنوك و«سابك» القائد الحقيقي لتعاملات المرحلة المقبلة.

* الفايز: شركات تفاعلت مع تخفيض الوقود

* ويرى الكاتب والخبير الاقتصادي عبد المجيد الفايز بان سوق الأسهم السعودي بدأ فعليا في الاستقرار وهو ما سيولد بالتأكد الثقة التي ستمكن كثيرا من المستثمرين من دخول السوق والعودة إليه مجددا. وقال بان سوق الأسهم تفاعلت بشكل جيد مع القرار الملكي الأخير بتخفيض أسعار البنزين والديزل مرجحا أن يكون له بالغ الأثر على نتائج الشركات وخصوصا الزراعية وشركة الكهرباء. وهنا يلمح الفايز لإعلان شركتي نادك وهادكو الزراعيتين أمس أن الأمر الملكي القاضي بتخفيض الديزل والبنزين يتوقع أن يؤثر على نتائج الشركتين للعام الحالي بارتفاع الأرباح بملغ يقدر بنحو 10 ملايين ريال للأولى، وتخفيض تكاليف التشغيل للثانية بنحو 10 ملايين ريال سنويا. وأوضح الفايز في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بان سوق الأسهم وصل خلال الفترة الماضية إلى قاع سعري مقبول جدا ومغر أيضا للتجميع سواء للمضاربين الكبار أو الصغار على حد سواء. وتوقع بان تكون هناك تذبذبات خلال الفترة المقبلة ولكن بشكل اقل مما هي عليه الآن، مستبعدا أن يكون هناك صعود قوي جدا خلال الفترة القلية المقبلة وإنما سيكون هذا الاستقرار نقطة انطلاق جديدة للمؤشر نحو مستوياته السابقة لاسيما وأن مكررات الربحية جذابة وهو ما جعل شريحة واسعة من المستثمرين تعود للركض في هذا المضمار.

ناقلات جديدة لنقل الكيماويات من جهة ثانية وفي ظل مؤشرات قوة الاقتصاد السعودي، وافق مجلس إدارة الشركة الوطنية لنقل الكيماويات على الدخول في مفاوضات مع أحد أحواض البناء في كوريا الجنوبية للتعاقد على بناء 6 ناقلات متخصصة لنقل الكيماويات مع خيارات لبناء 4 ناقلات إضافية في وقت لاحق.

* هيئة سوق المال ترخص لـ 3مكاتب استشارية

* من جهتها، رخصت هيئة السوق المالية لثلاثة مكاتب وذلك لممارسة نشاط الترتيب وتقديم المشورة في أعمال الأوراق المالية وهي مكتب محمد الشميمري للاستشارات المالية وشركة دار الإدارة والتطوير للاستثمار ومكتب عبد العزيز بن صالح الربدي للاستشارات المالية. من جانبها، أعلنت شركة اميانتيت عن اكتمال شرعية تعاملاتها بنسبة تصل إلى 75 في المائة، وأوضح المهندس فريد الخلاوي العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة لـ «الشرق الأوسط» أن اكتمال المعاملات الشرعية لتصل إلى 100 في المائة قد يطول بسبب ارتباط شركته بشركات عالمية في أوروبا وأميركا وحصولهم على قروض غير شرعية مشددا على حرص «اميانتيت» على اكتمال شرعية معاملاتها بأسرع وقت وهو الأمر الذي دعاهم إلى الاستعانة بهيئة شرعية.