تباين في أداء سوق الأسهم السعودية ينتهي بالتراجع 3 %

الشركات الزراعية تتفاعل مع تخفيض أسعار الوقود وترتفع 5.5 %

TT

تباين الأداء في سوق الأسهم السعودية خلال تعاملاتها أمس بين الصعود والتراجع إلى أن انتهت التداولات في نهاية الجلسة الثانية بفقدان المؤشر العام 416.92 نقطة، تعادل 3.11 في المائة هبوطا إلى 13000.64 نقطة.

وجاء تسجيل هذا التراجع في السوق السعودية إثر تداول 306.8 مليون سهم، بقيمة إجمالية تقدر بنحو 19.2 مليار ريال، هي حصيلة 442.8 ألف صفقة نتجت عن تبادل أسهم 79 شركة ارتفعت منها أسهم 31 شركة، فيما تراجعت أسهم 44 شركة. وسجلت تعاملات أمس ارتفاع أسهم 13 شركة النسبة العليا صعودا لا سيما من قطاعي الزراعة والخدمات بدون تسجيل تراجع بالنسبة العليا ذاتها المسموح بها في السوق للشركات الـ 44 التي انخفضت أمس. وصعدت جميع الشركات الزراعية عدا استقرار واحدة تفاعلا مع القرار الذي اتخذ مطلع الأسبوع الجاري بتخفيض أسعار الوقود، فيما انخفضت سبع شركات من أصل 19 شركة في قطاع الخدمات.

وكشفت تعاملات السوق أمس أن حالة من التفاؤل بقرب اتخاذ المسار الصاعد باتت واضحة من خلال العمليات التي ينفذها ملاك المحافظ. وبينت التعاملات أن المؤشر العام للسوق يقف حاليا على نقطة دعم قوية قد تكون مركز اطمئنان بالنسبة للمتعاملين حتى نهاية الأسبوع الجاري.

السالم: التعاملات مدعاة للتفاؤل في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز السالم، وهو متعامل في سوق الأسهم السعودية، أن التعاملات الحالية تعتبر مدعاة للتفاؤل بمستقبل جيد للسوق على المديين القريب والمتوسط، بفعل وجود أسهم بمستويات متدنية من حيث السعر.

وأبان أن السوق لا تحتاج إلا للتعامل معها بوعي تام، وثقة عالية، كما تحتاج إلى الاستقرار إلى حد ما قبل الصعود المرتقب.

* الشاعر: السوق مقبلة على مرحلة استقرار في هذه الأثناء قال المحلل الفني أحمد الشاعر إن سوق الأسهم السعودية تتجه للاستقرار على الرغم من حالة التذبذب التي تواجهها هذه الأيام. وأشار في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عدم قدرة المؤشر على الهبوط دون مستوى 12700 نقطة دليل على أن التعاملات المقبلة ستسير بخطى ثابتة شريطة أن تصحبها عودة الثقة من قبل المتعاملين. وتوقع الشاعر أن تشهد سوق الأسهم السعودية تحسنا ملحوظا على المديين القصير والمتوسط، مشددا على أن مستويات الأسعار بدأت في تقديم نتائج ايجابية لا سيما أنها عادت إلى مكررات ربحية معقولة، حيث كونت قاعدة انطلاق يصعب اختراقها نزولا رغم حدة المضاربة.

وأكد أن كبار صناع ما زالوا يستفيدون من الظروف الراهنة بشكل احترافي حيث حرص هؤلاء المضاربون المحترفون على الاستفادة من خبر تخفيض أسعار الوقود خصوصا أن أسهم الشركات الزراعية تفاعلت بشكل جيد مع هذا الخبر إذ قاموا بعمليات تجميع لهذه الأسهم التي من المرجح بيعها خلال الأيام القليلة المقبلة، وهذا يؤكد أن تأثير هذا الخبر على تلك الأسهم يعد تأثيرا وقتيا ما تلبث أن تعود أسعارها إلى مستويات اقل، خصوصا ان هؤلاء المضاربين يريدون أن يعوضوا خسائرهم التي منوا بها خلال العملية التصحيح الأخيرة.

* الزامل: معظم الخسائر ستعوض في هذه الأثناء يقول أستاذ الاقتصاد، وصاحب مركز أنفال الاستشاري الدكتور يوسف الزامل إن موجات جني الأرباح المتعاقبة هي التي تسببت بحالة عدم الاستقرار هذه الأيام، مشيرا في حديث لـ«الشرق الأوسط» الى أن معظم الخسائر التي مني بها المستثمرون ستعوض خلال الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من التطمينات التي أطلقها الزامل، إلا انه استدرك وأشار إلى أن حالة من الغموض ما زالت هي المسيطرة على التداولات لا سيما ان كثيرا من المتداولين يتوقعون أي مفاجآت خارجية قد تؤثر على مسار الأسعار.

وأوضح الزامل أن حدة المضاربة ما زالت السمة الأبرز خلال التعاملات حيث يلجأ كثير من المضاربين في الفترة الحالية إلى الدخول في السوق ويخرجون منه في نفس اليوم خشية وقوع أي ظروف خارجية قد تهبط بالأسعار إلى مستويات ضحلة.

وأضاف أن سوق الأسهم السعودية تنتظر قرارات ايجابية قد تكون بمثابة دعم لتوجه السوق الصعودي المحتمل خلال المدى المنظور، مشيرا إلى أن التفاؤل هو سمة المرحلة المقبلة لا سيما ان مكررات الربحية باتت في وضع مغر جدا.