بيروت تستضيف أكبر ملتقى اقتصادي في ظل جدل حول مقترحات الحكومة الإصلاحية

تكريم خاص لمحافظ هيئة الاستثمار السعودية

TT

تشهد بيروت هذا الاسبوع مؤتمراً استثمارياً كبيراً يضم نحو 1000 شخصية من 22 بلداً عربياً واجنبياً، جلهم من القيادات العليا في قطاعات المال والاقتصاد والمصارف.

وسيكون على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي يتحدث في افتتاح منتدى الاقتصاد العربي يوم الخميس المقبل، اقناع المستثمرين واصحاب الرساميل مجدداً بأن ما يجري على الساحة الداخلية ليس الا فولكلورا لبنانيا، كما كان يصفه الرئيس الراحل رفيق الحريري، ولا يؤثر بالتالي في البيئة الاستثمارية الجاذبة، وبجدوى حيازة الاوراق والاسهم الصادرة من مؤسسات محلية مصرفية واعمارية وصناعية كونها لا تزال في مستويات متدنية، ومرشحة لتحقيق قفزات نوعية بالترافق مع سعي الحكومة لارساء معالجة اقتصادية واصلاحية شاملة بمعاونة المجتمع الدولي.

ويقول حاكم مصرف لبنان رياض سلامة: «ان لبنان وفي ظل الظروف التي يمر بها، سيستفيد من هذا اللقاء المهم الذي يجمع كبار رجال الاعمال والمستثمرين وذلك من خلال اطلاعهم عن المعطيات الايجابية في لبنان سواء بالنسبة الى اجواء الاستثمار او بالنسبة الى الاستقرار القائم في الوضعين النقدي والمالي. فعلى الرغم من الظروف التي شهدها لبنان منذ اغتيال الرئيس الحريري وما تبعه من تفجيرات وتجاذبات سياسية، فان لدى لبنان ارقاماً ايجابياً مالياً ونقدياً. فميزان المدفوعات سجل فائضاً بحدود 300 مليون دولار خلال الاشهر الماضية، والودائع المصرفية تنمو بمعدل 7 في المائة سنوياً، كما ان الدولار معروض في سوق بيروت، ولدى البنك المركزي احتياطات من العملات الصعبة تفوق 12 مليار دولار، عدا موجودات الذهب التي تبلغ قيمتها حالياً نحو 6 مليارات دولار".

ويؤكد سلامة ان معطيات التضخم «تشير الى الاستقرار وكذلك الفوائد رغم ارتفاعها في الاسواق العالمية. ونأمل ان يساعد الاستقرار السياسي ووضع سقف للجدل القائم في تفعيل السوق الاستهلاكية خلال هذا الصيف الذي يبدو ان التوقعات بشأنه مشجعة».

ويقول مدير عام مجموعة الاقتصاد والاعمال التي تنظم الحدث: «لقد بات منتدى الاقتصاد العربي الحدث الاقتصادي والاستثماري الاهم في المنطقة بدليل انعقاده دورياً من دون انقطاع ومنذ 14 عاماً ومشاركة نحو ألف من القيادات العليا الحكومية والخاصة فضلاً عن ان اكثر من نصف المشاركين يكرر الحضور كل عام».

ويضيف: «على الصعيد اللبناني، لعب المنتدى باستمرار دور الرافعة في تنشيط حركة الاقتصاد والاستثمار في لبنان. وقد انعقد غير مرة في ظروف صعبة بحيث كان يشكل انعقاده دفعاً معنوياً ويكسر الحواجز النفسية لدى المستثمرين. وهو ينعقد اليوم في ظل مرحلة تتسم بالتجاذب السياسي ومع ذلك يستقطب كبار المستثمرين ورجال الاعمال العرب كدليل على ثقتهم بالمنتدى وعلى ثقتهم بمستقبل الاقتصاد اللبناني وعلى رغبتهم في الاستثمار في بلدانهم والمنطقة».

ويشهد المنتدى في اليوم الثاني حفل عشاء دعا اليه النائب سعد رفيق الحريري في قصر قريطم، حيث يقيم حواراً مفتوحاً مع المشاركين، ويتم منح شخصيات قيادية جائزة الرئيس الشهيد رفيق الحريري للريادة في الاستثمار، وجائزة الشهيد الدكتور باسل فليحان للقيادات الشابة.

ويكرم المنتدى هذا العام عمرو بن عبد الله الدباغ، محافظ الهيئة العامة للاستثمار في المملكة العربية السعودية، ويمنحه جائزة الاقتصاد والاعمال التي تحمل اسم «الريادة في الإنجاز»، وذلك تقديراً لانجازاته وللدور الذي يلعبه في تحويل المملكة العربية السعودية الى احدى ابرز البلدان الجاذبة للاستثمارات.

وكان الدباغ تسلم مهامه في الهيئة العامة للاستثمار في مارس (آذار) 2004، كمحافظ برتبة وزير، حيث حول الهيئة الى خلية نحل تعمل على اجتذاب الاستثمارات الى قطاعات مختلفة. ويحمل الدباغ شهادة بكالوريوس في ادارة الاعمال من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وتقلد مناصب عدة وفي مجالات مختلفة مما أكسبه خبرة واسعة وعميقة في القطاعين الاقتصادي والاستثماري.