ستيليوس حاجي ـ إيوانو: «إيزي جيت» فرضت الطيران منخفض التكاليف كقاعدة في عالم النقل الجوي

تحدث لـ الشرق الاوسط : عن منافسة الشركات الكبرى وملامحه العربية

TT

اعترف ستيليوس حاجي ـ إيوانو، مؤسس مجموعة «إيزي» ان ملامحه المتوسطية دفعت البعض الى اعتباره عربيا. وكشف في حوار مع «الشرق الأوسط» ان اسم عائلته (حاجي ـ إيوانو) يشبه فعلا الأسماء العربية، وأن جزأه الأول (حاجي) عربي ارتبط بأجداده اليونانيين الارثوذكس الذين كانوا يحجون الى الأراضي المقدسة في القدس.

رجل الأعمال اليوناني ـ القبرصي، الذي يفضل أن ينادي باسمه الأول ستيليوس، تماشيا مع التلقائية والبساطة التي يريد أن تكون مرتبطة دائما باسم «إيزي» (سهل بالعربية) يعتبر واحدا من أهم رجال الأعمال العالميين الذين وضعوا بصمتهم الخاصة في عالم المال والأعمال. ستيليوس الذي يبلغ من العمر 39 عاما والحاصل على ماجستير في الشحن البحري والاقتصاد من جامعة لندن «سكول أوف أيكونوميكس» الشهيرة، كان في الخامسة والعشرين من العمر عندما أسس شركة «ستيلمار» للشحن البحري، بعد حصوله على قرض من والده قبل أن يبيعها عام 2005 مقابل 1.3 مليار دولار. غير أن اسم المستثمرالمتعدد النشاطات، ارتبط بشركة «إيزي جيت» منخفضة التكاليف للطيران الاقتصادي التي أسسها عام 1995 وهو في الثامنة والعشرين من العمر ليغير بها خارطة النقل الجوي في أوروبا.

ستيليوس الذي تقدر ثروته الشخصية بنحو 727 مليون جنيه استرليني، والمصنف في المرتبة الثمانين للترتيب السنوي لصحيفة الصانداي تايمز لأثرياء بريطانيا (عام 2006)، سيتخذ من «إيزي جيت» قاعدة انطلاق علامة « إيزي» التي تضم الآن 15 فرعا تغطي قطاعات أعمال متنوعة منتشرة في أنحاء كثيرة من العالم كالفنادق الاقتصادية ومقاهي الانترنيت، والهاتف الجوال، واستئجار السيارات، وقاعات السينما والنقل البحري والنقل بالباصات، والبيتزا وساعات اليد.

وإن كان حضور مجموعة «إيزي» في العالم العربي «متواضعا» نوعا ما من خلال تقديم خدمة «إيزي لتأجير السيارات» في الامارات وشمال افريقيا، فقد تعزز وجودها هذا الشهر من خلال توقيع «إيزي هوتيل» للفنادق الاقتصادية في دبي على اتفاق امتياز استعمال العلامة مع «استثمار هوتيلز» الامارتية، المحدودة لانشاء 38 فندقاً اقتصادياً غالبيتهم في العالم العربي وذلك بحلول 2009 باستثمارات تقدر بـ 400 مليون دولار تقوم «استثمار هوتيلز» بتمويلها بالكامل من خلال صندوق استثماري لهذا الغرض. وتشمل دبي (6 فنادق)، السعودية (3 فنادق)، لبنان (فندقان)، مصر (فندقان)، وفندق واحد في كل من الشارقة والكويت والبحرين وعمان وأبوظبي ورأس الخيمة وقطر والمغرب وسورية وليبيا والاردن وتونس والجزائر.

وفي الوقت الذي أكد فيه على فوائد مثل هذا المشروع على الاقتصاد والسياحة في المنطقة العربية شدد ستيليوس على أن «إيزي هوتيل» لا تقابلها في العالم العربي الاجراءات السياسية والقانونية التي قد تواجه «إيزي جيت» للطيران منخفض التكاليف». ولم يخف ستيليوس ان مستثمرين عربا عرضوا عليه اطلاق نسخة عربية من «إيزي جيت» لتعمل في المنطقة، غير ان لا شيء ملموسا تحقق في هذا الاتجاه.

لكن الشيء الملموس بالتأكيد هو ان شركة النقل الاقتصادي ستبدأ تشغيل خطها الجديد الى مدينة مراكش المغربية من مطار «لندن ـ غاتويك» البريطاني ابتداء من يوليو (تموز) المقبل.

ستيليوس، الذي يمتلك الحصة الأكبر في الناقلة منذ طرحها للاكتتاب عام 2000 أشار «رغم انني أسست «إيزي جيت» إلا أن منصبي الآن في الشركة هو مدير غير تنفيذي»، مضيفا «إن طول ونوع الخط الجديد الى مراكش ليس مختلفا ماديا عن خط أثينا، أو اسطنبول الذي تغطيه الناقلة منذ سنوات. ان هذه الوجهات أماكن عظيمة وعلى بعد 3 ساعات ونصف فقط من لندن!».

الناقلة تتميز بلونها البرتقالي الفاقع، والتي تسر أسعارها الأنظار، تعتبر أعلى شركة طيران منخفض التكاليف دخلا في أوروبا، حيث حققت العام الماضي أرباحا بنحو 68 مليون جنيه استرليني أي بارتفاع 23% من عوائد تجاوزت 1.3 مليار جنيه. وقد نقلت الشركة التي تمتلك 100 طائرة، العام الماضي لوحده، 30 مليون راكب. وعبر ستيليوس عن اعتقاده بأن «شركات النقل المنخفض التكاليف مثل «إيزي جيت» أصبحت هي قاعدة التنقل في المسافات القصيرة في أوروبا»، مضيفا أن «شركات الطيران التقليدية عليها أعباء مادية كبيرة ولن تسطيع منافسة «إيزي جيت» وبالتالي فإن الأفضل لها أن تركز على خطوطها الطويلة التي تحقق لها عوائد أفضل». وقلل مؤسس «إيزي جيت» من تأثير ارتفاع اسعار الوقود على الشركة، قائلا: «أسعار الوقود هي واحد فقط من الجوانب التي يجب أن تواجهها الناقلة. هو جانب مهم حتما ولكنه ليس حاسما. وفي النهاية فإن التكاليف ستنسحب على أسعار الشركة وبالتالي فإن قوى تدافع السوق سيكون لها دائما تأثير على أسعار الرحلات». وعن الأسباب التي تقف وراء نجاحه في عالم الأعمال والدور الذي لعبته عائلته وتعليمه المتخصص في لندن في هذا المجال أكد ستليوس أن نجاحه يرجع في المقام الأول الى عمله الدؤوب، وأضاف مازحا: «أن يكون والدك ثريا فهو أكثر من مفيد كذلك». واستطرد قائلا: «تعليمي المتخصص في الاقتصاد ساعدني كذلك وكان مكملا لروح الإقدام عندي، والتي يجب أن تتوفر في كل رجل أعمال. لندن كذلك كانت أساسية في إطلاق «إيزي جيت»، أول مغامرة لمجموعة «إيزي»، وذلك بسبب القوانين الاقتصادية المشجعة فيها، فما كان ممكنا أبدا أن تنجح الشركة في اليونان، وحتى في فرنسا أو ألمانيا، حيث أن شركات الطيران الرئيسية مملوكة وممولة من قبل الدولة.

ورغم أن أعماله تأخذ القسط الأوفر من وقته إلا أن ستيليوس يشدد « كيوناني متحدر من عائلة كبيرة أحرص دائما على أن أوفر وقتا لعائلتي واصدقائي». ويقول إن نصيحته دائما الى رجال الأعمال الشباب أن لا ينسوا الاستمتاع بوقتهم وليس التركيز على أعمالهم فقط، وهي «إحدى قيم مجموعة إيزي» كما يؤكد.