منتدى الاقتصاد العربي يبدأ أعماله في بيروت وتطورات بورصات الخليج تهيمن على مداولات المشاركين

تشديد على الإصلاح وإلغاء الحدود الاقتصادية والسنيورة يدعو لإيجاد 100 مليون فرصة عمل قبل 2020

TT

طغى الاهتمام بتطورات اسواق المال الخليجية، وبالاخص السعودية على جزء وافر من مداولات المشاركين في منتدى الاقتصاد العربي، الذي يعقد في بيروت. وراوحت الاسئلة والتحليلات بين ترجيح عوامل التصحيح وتأثيرات تصاعد الازمات الاقليمية، وفي مقدمها الازمة المتعلقة بالملف النووي الايراني.

ولم يغب طيف الرئيس الراحل رفيق الحريري عن اجواء المنتدى، الذي رعى انطلاقته في عام 1993 وواكبه على مدى 12 عاماً، سواء من موقعه رئيساً للحكومة او خارجه. وبدا ذلك اوضح من خلال حرص نجله النائب سعد الحريري، على لقاء المشاركين اليوم (الجمعة) ومحاورتهم في دارته وتسليم جائزتي رفيق الحريري وباسل فليحان، وذلك بعدما كرم المنتدى في يومه الاول، محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية عمرو الدباغ ورئيس مجلس ادارة شركة اعمار العقارية محمد العبار ورئيس مجموعة الزامل السعودية عبد الرحمن الزامل والدكتور سعد البراك الرئيس التنفيذي لمجموعة «ام. تي. سي» الكويتية.

وقال رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة امام حشد ناهز الالف مشارك من 22 دولة عربية واجنبية، تقدمهم عدد من الوزراء العرب واللبنانيين ومحافظي البنوك المركزية ورؤساء هيئات وتجمعات اقتصادية محلية وعربية وسفراء وممثلي هيئات دبلوماسية: «ان اتساع رقعة عدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة بات مسألة ضاغطة على دولنا العربية لجهة تأكيد ضرورة اعتماد السياسات والاجراءات العملية التي تمكّن القطاع الخاص من ايجاد فرص عمل تستوعب الزيادة السكانية المطردة، اذ يتوقع ان نكون، نحن العرب، في حاجة الى ايجاد 100 مليون فرصة عمل جديدة مع حلول عام 2020. واضاف: «عمد الفريق الاقتصادي واستهل الجلسة الافتتاحية المدير العام لمجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف ابو زكي، ومما قاله: «للسنة الثانية على التوالي ينعقد هذا المنتدى في غياب رئيسه الفخري الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وفي غياب رئيس منتدى الاقتصاد والاعمال للقيادات الشابة النائب الشهيد باسل فليحان. فغيابهما ورفاقهما مصدر قوة للتقدم نحو الحرية والديمقراطية، ومصدر قوة لمنتدانا، الذي يستمر كأداة مهمة وفاعلة لتعزيز حركة الاستثمار في لبنان والمنطقة».

ثم تحدث رئيس جمعية مصارف لبنان فرنسوا باسيل، الذي اعتبر ان «منتدى الاقتصاد العربي بات مؤسسة قائمة بذاتها. وهو «دافوس» العربية، على ان مقياس النجاح لمثل هذه اللقاءات العربية هو في تشجيع الاستثمارات والتبادلات والتعاملات البينية داخل البلدان العربية. فالاستثمار هو سر النمو الاقتصادي الذي تحتاجه بلداننا بشدة لاستيعاب العمالة، خاصة الشابة منها، وقد اصبحت معدلات البطالة لدينا من الاعلى عالمياً. وعلى حل هذه المعضلة، يتوقف الى حد كبير استقرار مجتمعاتنا. والاستثمار الذي نقصده مثلث الاضلاع: هو اولاً استثماراتنا داخل بلداننا، وهو ثانياً الاستثمارات العربية البينية، وهو ثالثاً الاستثمارات الاجنبية لدينا. والاستثمار انما هو عملية متكاملة، بل متلازمة في ابعادها الثلاثة هذه. فالمستويات المحلية والعربية والدولية باتت في ظل العولمة متداخلة بل ومندمجة في ما بينها».

ثم تحدث الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبد الرحمن العطية عن الفرص الكبيرة التي توفرها الظروف الاقتصادية في دول مجلس التعاون. وقال: «كان التحدي خلال فترة السبعينات والثمانينات يكمن في نشر التعليم وتحسين الظروف الصحية والمعيشية للمواطنين وبناء اجهزة الدولة والبدء في تأسيس البنى التحتية من طرق واتصالات وموانئ ومطارات. اما التحدي اليوم فيكمن في الاستفادة من الموارد المتاحة في تطوير مشاريع البنية التحتية الى المستوى المطلوب، وتنويع مصادر الدخل وتحرير الاقتصاد، وتحسين البيئة الاستثمارية، اضافة الى تمكين المواطنين من المشاركة في الحياة السياسية، وتنمية قدراتهم الفنية والاقتصادية».

وقال: «ان استفادة المنطقة العربية من الموارد النفطية المتزايدة لن تتم على النحو المطلوب، الا بتسريع وتيرة الاصلاحات الاقتصادية والسياسية وتحسين البيئة الاستثمارية والتكامل الاقليمي وتوفير الفرص للقطاع الخاص للقيام بدوره الرئيسي في تحقيق الاقتصادية، بحيث يكون دور الحكومة في الاقتصاد مكملا لدور القطاع الخاص وداعما له».

وكانت كلمة نائبة رئيس مؤسسة التمويل الدولية IFC فريدة كامباتا، التي اكدت «اقتناع المؤسسة بأن القطاع الخاص هو المحرك الرئيسي للنمو المستدام والتطور في اي دولة. فالقطاع الخاص يمتلك الطاقة المطلوبة للنمو وفق المستويات المطلوبة لمواكبة القضايا المركزية المتعلقة بالبطالة في منطقة الشرق الاوسط. وحده القطاع الخاص قادر على توفير النمو المطلوب لرفع مستوى معيشة المواطنين وضمان حصولهم على الفرص المطلوبة لاعطاء كامل طاقاتهم». واضافت: «لكن على الرغم من هذه الاصلاحات، لم تتمكن اي دولة عربية من الوصول الى لائحة افضل 30 اقتصاداً، لناحية سهولة ممارسة الاعمال، بل على العكس، جاءت 3 بلدان عربية ضمن لائحة الدول الاصعب في ممارسة الاعمال».

وفي الجلسات، اشاد الدكتور عبد الرحمن الزامل، رئيس مجموعة الزامل ورئيس هيئة المصدرين السعوديين، بالمدير العام لمجموعة الاقتصاد والاعمال رؤوف ابو زكي، وقال: «رؤوف ابو زكي خدم العالم العربي والاسلامي كثيراً وشكل جسراً حقيقياً بين الشعوب العربية وشجعنا على التجارة في ما بيننا، وارتقى بهذا المنتدى حتى اصبح مركزاً يتطلع اليه كل رجال الاعمال العرب. وانا اليوم اكرّمه باسم كل المصدرين السعوديين».

ويختتم المنتدى اعماله اليوم، ومن ابرز الجلسات واحدة حول «التجارة الحرة والاستثمار»، تتخللها كلمة رئيسية حول «مناخ الاستثمار في المملكة العربية السعودية»، يلقيها محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ. وستعقد جلسة حول «اتجاهات اسواق الاسهم العربية»، واخرى حول «ابعاد التطور العقاري على النمو الاقتصادي في العالم العربي». وفي ختام المنتدى، يدور حوار مفتوح مع الرئيس فؤاد السنيورة، ويقيم النائب سعد الحريري مساء اليوم حفل عشاء في قصر قريطم.