السوق السعودية تسجل أكبر انخفاض أسبوعي في تاريخها

بعد أن انزلق المؤشر 21 % في غضون 6 أيام

TT

أنهت سوق الأسهم السعودية تداولاتها هذا الأسبوع متراجعة 21 في المائة بعد أن واصلت الأسعار سلسلة انخفاضاتها الحادة التي تعد الأكبر في تاريخ السوق، إذ تراجع مؤشر السوق في نهاية الأسبوع إلى 10046 نقطة كأدنى مستوى إغلاق له منذ أكثر من عام بسبب الضغوط البيعية. ويأتي استمرار تراجع السوق بالرغم من وصول المؤشرات المالية لمعظم الأسهم الاستثمارية إلى مستويات جذابة بالإضافة إلى متانة اقتصاد السعودية وتوقع نمو الناتج المحلي بنسبة مقاربة للعام الماضي 6.5 في المائة بسبب مستويات أسعار النفط المرتفعة منذ بداية العام. ويبدو أن العديد من المستثمرين ما زالوا في حالة تخوف حيال استمرارية التراجعات القوية للسوق بسبب شائعات يتم تناقلها غير مبنية على أسس استثمارية صحيحة، إذ يبلغ مكرر الربحية الحالي للسوق 21 مكرر وذلك بناء على الأسعار الحالية وأرباح الشركات في آخر أربعة أرباع وهو المستوى نفسه للسوق في عام 2004، فيما يبلغ مكرر الربحية بناء على أرباح عام 2006 المتوقعة 18 مكرر.

* مركز بخيت: يجب على المستثمرين التركيز على ربحية الشركات

* أمام ذلك، ذكر التقرير الأسبوعي لمركز بخيت أنه ينبغي على المستثمرين عدم الاعتماد على الشائعات لاتخاذ قراراتهم الاستثمارية والتركيز بدلاً من ذلك على ربحية الشركات وأدائها المالي بالإضافة إلى ضرورة عدم تجاهل المؤشرات الاقتصادية القوية للسعودية والتي سيكون لها أثر إيجابي على الشركات المساهمة المدرجة.

وكان مؤشر سوق الأسهم السعودية «تاسي» قد ارتفع يوم الاثنين الماضي بشكل طفيف متأثراً بتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي الذي ذكر بأن موجات التصحيح الحادة التي اجتاحت معظم أسواق الأسهم العربية قد استنفدت معظم طاقتها بافتراض استمرار ارتفاع أسعار النفط وإنتاجية الشركات، وبذلك يكون المؤشر قد انخفض بنسبة 39.9 في المائة منذ بداية العام. أما بالنسبة لقيمة التداول السوقي فقد تراجعت هذا الأسبوع حيث بلغت 68.7 مليار ريال(18.3 مليار دولار) مقابل 93.2 مليار ريال (24.8 مليار دولار) للأسبوع الماضي. وقد استحوذت أسهم «سابك» لهذا الأسبوع على أعلى نسبة من التداول في السوق بنسبة بلغت 7 في المائة، تلاها سهم «الراجحي» بنسبة 5 في المائة.

* المفتي: السوق تعاني من التصفيات القصرية

* يقول المحلل المالي ومدير فرع البنك السعودي الهولندي في المنطقة الغربية سابقا عمار المفتي، إن المؤشر خسر الآن حوالي 50 في المائة من قيمته منذ شهر فبراير والذي بدأ فيه سلسلة الانهيار، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هناك أسبابا عدة أدت إلى هذه الظروف السيئة التي تمر بها السوق وعلى رأسها عمليات التصفية القصرية التي تمارسها البنوك في بعض المحافظ، حيث يشير المفتي إلى أن البنوك عرجت خلال الفترة الماضية على إعطاء كثيرا من المحافظ تسهيلات بنكية كبيرة ومع الظروف الحالية التي تمر بها السوق اضطرت البنوك للبيع بسعر السوق للحفاظ على حقوقها. ويضيف المحلل المالي أن هناك سببا آخر ساهم في عملية التراجع الحاد في سوق الأسهم السعودية وهو عمليات التسييل والسحوبات التي شهدتها محافظ كثيرة ومؤثرة في نفس الوقت بسبب انزعاجهم الكبير من مستويات الأسعار التي خلفت الكثير من الخسائر الفادحة. كما يؤكد المفتي أن الحالة المعنوية التي يعيشها مستثمرو السوق ساهمت بلاشك في هذه الهزة العنيفة في ظل غياب تام للثقة بالسوق والتي ولدت شعورا باليأس من مستقبله.

وشدد المفتي بأن مكررات الربحية في سوق الأسهم السعودية غير دقيقة فالأرقام الحالية تمثل عام 2005 ولو استطاع المتعاملون اكتشاف مدى إغراء مكررات الربحية التي تمثل الربع الأول لكان الوضع الحالي مغايرا تماما بدليل وصول هذه المكررات إلى معيار عالمي يمكن مقارنته بالأسواق العالمية مستشهدا بمكرر ربحية سهم «الاتصالات السعودية» والذي وصل إلى حدود الـ 15 وهو يعتبر معيارا عالميا على حد وصفه.

وأوضح بأن هذه الظروف تعتبر فرصة سانحة لهيئة سوق المال في محاولة تثقيف المتعاملين بمدى جاذبية سوق الأسهم السعودية مع وصول هذه المكررات إلى مستويات مغرية جدا للاستثمار.

وأشار في حديثه إلى أنه لا يوجد لديه تصور واضح لمستقبل سوق الأسهم نظرا لأن هذه السوق لا تعتمد الآن على التحليل الفني الذي اثبت فشله مع الأسهم السعودية لاسيما أن كثيرا من المحللين الماليين توقعوا أرقاما سيصلها المؤشر بناء على هذا التحليل، ولكن حدث العكس وهذا دليل قاطع على عدم مهنية هذا التحليل مع سوق الأسهم.

وأضاف أن الأمل معلق بالتحليل الأساسي للسوق في الوقت الذي يؤكد فيه المفتي أن على السوق انتشال نفسه بنفسه بناء على المعطيات الاقتصادية الحالية.

* الشاعر: عمليات الذبذبة استفاد منها كثير من المتعاملين

* ومع حالة التشاؤم التي يراها الكثيرون من متابعي سوق الأسهم السعودية، إلا أن المحلل الفني احمد الشاعر قال لـ«الشرق الأوسط» إن عمليات الذبذبة التي مرت بها السوق خلال الأسبوع الذي انهى تعاملاته أمس استفاد منها كثير من المضاربين الاستفادة القصوى وخصوصا المضاربين المحترفين الذين يعرفون وقت الدخول المناسب للسوق.

واستند الشاعر فيما ذهب إليه أن الارتدادات التي حدثت في السوق اغلبها وهمية استفاد منها كثيرا صناع السوق لأنهم يعرفون أهداف السوق الحقيقية واتجاه أسعار تلك الشركات التي اعتادوا المضاربة فيها.

كما أشار إلى أن أنظمة البنوك تسببت في خسائر كبيرة للمساهمين جراء تعلق أوامر البيع والشراء خصوصا في تلك الأحيان التي يمر بها السوق في ظروف حرجة جدا.

وتوقع الشاعر بأن تتلمس السوق القاع عند مستوى 9400 نقطة مرجحا أن يكون ذلك آخر عهد السوق بالنزول على أن يرتد المؤشر إلى مناطق أمنه عند 13500 إلى 14 ألف نقطة لفترة زمنية لن تكون قصيرة.