مؤتمر الطاقة العربي الثامن يبحث في الأردن أثر التداعيات الإقليمية على ارتفاع الأسعار

وزير البترول السعودي يحذر من إمكانية تراجع النمو الاقتصادي العالمي

TT

أكد رئيس الوزراء الاردني الدكتور معروف البخيت على ضرورة تفعيل التعاون العربي في مجال الطاقة من خلال انتهاج سياسة تضع في اعتبارها التكامل لا التنافس غيرالمدروس وذلك من خلال تخطيط استراتيجى عربى شامل. ودعا البخيت خلال افتتاحه اعمال مؤتمر الطاقة العربي الثامن أمس مندوبا عن العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الى التعاون الدولي باعتبار ان مصالح الدول النامية تفرض مد الجسور وتقوية الصلات وتعميق التعاون خاصة مع دول العالم المتقدم مصدر العلم والمال والاسواق. كما أكد على ان هذا التعاون لن يكون متوازنا ومتكاملا ما لم يعززه تعاون عربي ومواقف عربية موحدة تدعم صناعة الطاقة في المنطقة للصمود أمام المنافسة وأمام التكتلات العالمية والاقليمية. واشار البخيت الى ان حالة عدم الاستقرار في أسواق النفط التي تحدث حاليا والتي قفزت بالاسعار الى مستويات قياسية فرضت على الاردن واقعا صعبا أرهق الموازنة حيث يتم دفع ثلث الانتاج القومي للوفاء بفاتورة النفط. يشار الى ان المؤتمر سيبحث على مدى اربعة ايام تطورات استهلاك الدول العربية من الطاقة وترشيده ويناقش الصناعات النفطية اللاحقة، والتطورات المؤسسية في أسواق الطاقة، بالاضافة الى مسائل التمويل، وقضايا البيئة والتنمية المستدامة.

من جانيه حذر وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي بن ابراهيم النعيمي من الركون الى وتيرة النمو الاقتصادي العالمي الكبير خلال السنوات القادمة وبالتالي الاطمئنان الى ان ذلك كفيل باستيعاب جميع مصادر الطاقة دون التأثير سلبا على الطلب على البترول او اسعاره. وقال النعيمي في كلمته أمام المؤتمر الذي يعقد في عمان ان هناك احتمالا بان لا يستمر النمو الاقتصادي المرتفع على هذه الوتيرة الجيدة لعدة سنوات اذ دائما ما تحدث هزات اقتصادية تستمر شهورا او سنوات.

وفي هذا الخصوص اشار الى ازمة الثمانينات الميلادية عندما استطاعت الدول الصناعية تقليص استخدام البترول وزيادة استخدام المصادر البديلة واتجهت الى مصادر البترول من خارج منظمة اوبك حيث اسهم كل هذا في انخفاض اسعار البترول بحوالي 80 بالمائة وانخفاض انتاج الدول العربية الى 50 بالمائة.

وقال ان الطريقة التقليدية الاقتصادية لاستشراف المستقبل قد تقودنا الى الاعتقاد ان الطلب على البترول سوف يصل الى حوالي 100 مليون برميل يوميا يحلول عام 2015 اما الطريقة غير التقليدية فقد تقودنا الى القول بان هناك احتمالا لانخفاض الطلب على البترول بدلا من ارتفاعه. واشار الى ان العلاقة الخاصة التي تربط الوطن العربي بالبترول حيث ان 60 بالمائة من احتياطي البترول العالمي يقع في الوطن العربي وثلث الانتاج العالمي ينبع من الدول العربية و40 بالمائة من تجارة البترول العالمية هي في البترول العربي. موضحا ان البترول يسهم بدرجة كبيرة في اجمالي الناتج الوطني وفي دخل الحكومات والصادرات وميزان المدفوعات الخارجية وان اختلفت نسبة المساهمة من دولة عربية الى اخرى. بل ان الدول غير المنتجة او غير المصدرة للبترول وعددها ثماني دول من اصل اثنين وعشرين تستفيد من الثروة البترولية بطرق غير مباشرة من خلال الاستثمارات والتحويلات المالية للايدي العاملة العربية وزيادة التجارة البينية والمساعدات الانمائية. ومن جانبه أكد عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية على أهمية تطوير الامكانات المتاحة والاستفادة منها خاصة ما يتعلق بالنفط والغاز. وقال في الكلمة التي القتها نيابة عنه فاطمة الملاح مدير ادارة البيئة والاسكان بالجامعة العربية ان ذلك يتطلب المزيد من الوعي والادراك في اطار واضح بهدف الوصول الى تحقيق المخططات المنشودة. واكد وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني رئيس المؤتمر الثامن العربي للطاقة المهندس عزمي خريسات على أهمية انعقاد هذا المؤتمر بهدف بحث الموضوعات الحيوية ذات الاهتمام المشترك التي فرضتها المتغيرات الدولية والاقليمية. الى ذلك أعلن سامح فهمي وزير البترول المصري ان قطاع البترول خلال السنوات الست الماضية حقق عددا كبيرا من الاكتشافات البترولية للزيت الخام والغاز الطبيعي حيث ارتفع انتاج الثروة البترولية الى ما يقرب من 60 مليون طن مكافئ خلال عام 2004 / 2005 بينما المقدر ان يصل خلال عام 2005/ 2006 الى ما يزيد عن 70 مليون طن وهو رقم قياسي يتحقق لاول مرة في تاريخ صناعة البترول في مصر. وقال وزير البترول في الكلمة التي القاها أمام الجلسة الثانية للمؤتمر ان ذلك يأتي من ادراك الدور الحيوي الذي تقوم به الثروة البترولية في تحقيق خطط التنمية اللازمة لبناء الاقتصاد القومي المصري. واشار الى ان وزارة البترول قامت في هذا الاطار بوضع استراتيجية ساهمت في تنمية الثروة البترولية ومضاعفة الاستثمارات الاجنبية للبحث عن البترول واستغلاله. واضاف انه كان من نتائج ذلك ان تحققت خلال الاعوام الماضية نتائج مميزة في أنشطة البحث والاستكشاف تمثلت في ابرام ما يزيد عن مائة اتفاقية بترولية تغطي نحو 24 في المائة من اجمالي مساحة مصر كما شهد عام 2004 / 2005 تحقيق اعلى رقم للاستثمارات في تاريخ قطاع البترول في مجالات البحث وتنمية الحقول ومشروعات تصدير الغاز.