الأسهم السعودية تواصل الصعود القوي والمؤشر يكسب 800 نقطة

السيولة تتسلل من قطاع البنوك وقوى المضاربة تستعد للدخول

TT

واصلت سوق الأسهم السعودية أمس صعودها القوي لليوم الثاني على التوالي، ليكسب المؤشر العام 801.34 بما يعادل 7.26 في المائة إلى 11837.26 نقطة، وذلك خلال تعاملات استمرار غياب محافظ المضاربة عنها، فيما ظهرت إشارة واضحة لتسلل السيولة من قطاع البنوك.

وفيما لم تستفد قوى المضاربة من الصعود القوي للمؤشر العام للسوق خلال اليومين الماضيين، ينتظر أن تبدأ السوق فتح المجال لدخول هذه القوى التي ستعمد على الأرجح إلى «ترقيص» المؤشر، بهدف تعويض الأرباح التي لم تدركها هذه القوى.

ولا ينتظر أن تتسبب أعمال المضاربة التي ستبدأ عملياتها اعتبارا من اليوم، في أعمال جني أرباح أو تراجع للمؤشر العام، فيما سيكون تأثرها واضحا في رفع مستوى التذبذب أثناء التعاملات، من خلال تكثيف صفقات البيع والشراء.

ويتزامن فتح المجال في السوق أمام محافظ تعمل وفق استراتيجية المضاربة بعد أن ظلت أسابيع متتالية تعرض أسهما بأسعار مغرية أمام المحافظ الاستثمارية التي كانت أمام فرص تاريخية لجمع أكبر قدر ممكن من أسهم العوائد.

الشبيب: المؤشر على مشارف منطقة جني الأرباح

* وبشأن اقتراب السوق من منطقة جني أرباح الصعود القوي، أوضح شبيب الشبيب أمس لـ«الشرق الأوسط» أن السوق على مشارف منطقة جني الأرباح التي لا يمكن لأي محلل تحديد نقطة معينة لها.

وبين أن اقتراب السوق من منطقة جني الأرباح لن يمنع السوق من بدء تداولاته اليوم على النسب العليا، مع إمكانية استمرار احتفاظ ملاك الأسهم بأسهم محافظهم انتظارا لنهاية جلسة مجلس الوزراء السعودي اليوم، في إشارة منه إلى أن المجلس قد ينتهي إلى إصدار قرارات ذات علاقة بمستقبل الاقتصاد الوطني.

وأفاد الشبيب أن تعاملات السوق أمس، كشفت بدء مغادرة السيولة قطاع البنوك، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يعتبر استشعارا لخطر استمرار صعود المؤشر، مما يعني أن السيولة المغادرة من القطاع مرشحة للمضاربة في أسهم لا يؤثر ضعف وزنها في حركة المؤشر العام.

الخالد: رفض البيع شعار تعاملات السوق

* وفي هذا الخصوص، أوضح خالد الخالد لـ«الشرق الأوسط» وهو متخصص في التحليل الفني لتعاملات الأسهم، أن السوق استعادت الثقة قبل أن تستعيد مسار الصعود، وهو أهم ما كانت تبحث عنه منذ بداية الانهيار نهاية فبراير (شباط) الماضي.

وبين أن أي محاولة لكبح جماح السوق من قبل بعض ملاك المحافظ الكبيرة تعتبر مخاطرة قد تكبدهم خسائر كبيرة، وذلك بسبب وجود سيولة عالية تنتظر فرصة الشراء. وبين أن حجم طلبات الشراء العالي الذي لم يجد طريقه للتنفيذ خلال اليومين الماضيين سيكون مدعاة لتأكيد استمرار المسار الصاعد، قبل أن تبدأ عمليات جني أرباح الصعود الأخير.

وبين الخالد أن قطاع البنوك شهد بدء مغادرة السيولة منه، مشيرا إلى أن ذلك بدا واضحا خاصة في الجلسة الثانية من جلستي تبادل الأسهم في السعودية أمس، لكنه رفض أن ذلك مدعاة للتكهن بقرب موعد جني الأرباح الذي قال إنه سيتم قبل نهاية هذا الأسبوع.

السيف: التراجعات الحادة ولَّت دون رجعة

* في هذه الأثناء، قال احد المستثمرين إن هناك كمية هائلة من السيولة تنتظر استقرار السوق للدخول مجددا بعيدا عن أي تذبذب حاد قد تشهده تداولات الفترة المقبلة. وتوقع المستثمر وليد السيف بأن سلسلة التراجعات الحادة التي شهدتها التداولات خلال الفترة الماضية ولت من دون رجعة في ظل الأجواء المتفائلة التي يعيشها المتداولون هذه الأيام، مشيرا إلى أن هناك استقرارا سعريا متوقعا بعد عملية الصعود القوية التي شهدتها الأسعار بداية هذا الأسبوع.

كما حذر السيف المتداولين من مغبة عمليات البيع العشوائية حتى في ظل ارتفاع الأرباح المحققة في المحافظ، مطالبا المساهمين برفع شعار «لا للبيع»، خصوصا هذه الأيام ومع الانتعاش الذي تعيشه الأسعار.

وبين السيف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن هناك عمليات بيع حقيقية وقويه شهدتها تعاملات أمس مقارنة بتداولات السبت الماضي، وهذا ليس بمؤشر سلبي بوجود قوى شراء كبيرة، مؤكدا أنه يجب متابعة الأسعار بحذر شديد وفق منطوق استثماري.وأوضح في حديثه أن تعاملات هذه الأيام لابد أن تصاحبها عمليات ضغط تمارس من قبل المحافظ الكبيرة حتى لا تتراكم الأرباح بشكل كبير ومن ثم تجدد الانهيارات الحادة.

كما جدد تحذيره للمتعاملين بعدم الانجراف وراء المضاربات العشوائية أو البيع العشوائي وذلك من منطلق التكهنات التي يطلقها الكثير بأن هناك قرارات هامة سوف تصدرها هيئة سوق المال ورئيسها الجديد من شأنها تعزيز قوة السوق أكثر من ذي قبل. وأوضح أن اسلم طريقة للمتعاملين هي التوزيع الجيد المحافظ بحيث تكون هناك 50 في المائة منها سيولة والباقي أسهم كإجراء احترازي لأي حدث متوقع خلال الأيام القادمة لاسيما أن المؤشرات تقول إن هناك صعودا قويا ومتواصلا. وذهب في حديثه إلى أن عملية جني الأرباح المعقولة والمتوازنة وبالتحديد في الشركات القيادية ستسهم في إراحة السوق لأن كثرة الفجوات في هذه الشركات قد تسبب ضغوطا على المؤشر.

الزامل: صعود عمودي خلال التداولات المقبلة

* قال الدكتور يوسف الزامل أستاذ الاقتصاد، وصاحب مركز أنفال الاستشاري إن المؤشرات تدل على صعود عمودي للمؤشر خلال التعاملات المقبلة، وقد يعقبها ارتفاع متزن تتخلله بعض التذبذبات، مشيرا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأنه من المرجح أن يقبع المؤشر عند مستوى 15 ألف نقطة فترة زمنية طويلة.

وقال إن استمرار ثقة المتعاملين في السوق قد تأتي عن طريق إعادة النظر في القرارات السابقة، مرجحا في ذات السياق بأن تستعيد سوق الأسهم السعودية جل خسائرها بحلول الربع الثالث من العام الجاري.

وقال الزامل إن على هيئة سوق المال أن توائم بين ضغوط المضاربين وبين مصالح السوق عن طريق اتخاذ سياسات مرنة تتمتع بدبلوماسية اكبر لاسيما أن هناك مضاربين يتمتعون بقوة لا يستهان بها في سوق الأسهم.

كما شدد الزامل على الهيئة توفير اكبر قدر من الشفافية مع كبار المضاربين نظرا لدورهم بالغ الأهمية كصناع سوق.

ونصح الزامل المستثمرين بالاتجاه نحو شركات العوائد، خصوصا في مثل هذه الأوقات بعيدا عن المضاربات في الأسهم الصغيرة «الخشاش» كونها تحمل مخاطر استثمارية قد تذهب بجميع المكاسب.