الأسهم السعودية.. موجة سلبية تهبط بـ 76 شركة والمؤشر ينخفض 9%

TT

جددت موجة تصحيحية عميقة يوم أمس آلام المتداولين في سوق الأسهم السعودية بعد هبوط المؤشر 9.2 في المائة بدعم كبير من الأسهم القيادية والتي كلفت المؤشر 1095 نقطة لتعيده إلى دوامة الخسائر مرة أخرى. حيث سجلت 70 شركة انخفاضا على النسب الدنيا المسموح بها أو قريبا منها بينما كانت ست شركات أقل خسائر، فيما نجت أربع شركات فقط بعد أن سجلت صعودا تراوح بين 9.63 في المائة و0.4 في المائة. ويأتي التراجع القوي أمس بعد ارتفاعات عمودية حققها المؤشر خلال ثلاث جلسات متتالية مطلع الأسبوع الجاري صعد عبرها 2500 نقطة مصحوبة بزيادة كبيرة وملحوظة في أحجام التداولات جراء كثرة عمليات التدوير والتي غالباً ما تكون للبيوع بالدرجة الأولى. ويبدو أن الفجوات السعرية الكبيرة للشركات التي أحدثتها فورة المؤشر بداية الأسبوع ساعدت في انزلاق المؤشر يوم أمس إلى مستوى 10764 نقطة.

في هذه الأثناء تراجعت قيمة الأسهم المتداولة إلى 16.3 مليار ريال (4.3 مليار دولار) وزعت على 276 مليون سهم نفذت عبر 422 ألف صفقة.

* البدرة: كبح جماح السوق في القاع أسهل بكثير منه وهو في القمة في هذه الأثناء قال المصرفي السابق وخبير الأسهم السعودية أمجد البدرة، إن باستطاعة هيئة سوق المال بقيادة رئيسها الجديد أن تقود السوق السعودية مرة أخرى إلى بر الأمان. ووصف البدرة التفاؤلات التي بدأت تدب في نفوس المتعاملين مع بداية تداولات هذا الأسبوع والتوقعات بمواصلة السوق ارتفاعاتها بـ«المزيفة» بعد أن رفع المؤشر يوم أمس البطاقة الحمراء أمام تلك التفاؤلات.

وأشار البدرة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إلى ان كبح جماح السوق في القاع أسهل بكثير منها وهو في القمة، مشددا على أن تجاوز المؤشر رقم 20 ألف نقطة مقتربا من الـ 21 ألف نقطة قبل بداية سلسلة التراجعات العنيفة نهاية فبراير (شباط) الماضي لم تكن صحية بل على العكس كانت سلبية، حتى إن كل الأسهم المدرجة في السوق المالية السعودية كانت بأسعار مبالغ فيها وبمكرر أرباح مرتفع.

وأضاف أنه في المقابل عندما هبط المؤشر السعودي ملامسا مستوى 9500 نقطة لم يكن السوق في وضع صحي 100 في المائة بل كانت بعض الأسعار دون مستوياتها العادلة في الوقت الذي لم تصل فيه بعض أسعار أسهم «الشركات الخاسرة» إلى مستوياتها العادلة ويلزمها الهبوط أكثر حتى تصل إلى مستوياتها السعرية الملائمة.

وأوضح بان هناك أسهم مدرجة في السوق السعودية مبالغ في أسعارها ومن المفترض أن يكون المستوى السعري العادل دون ذلك حتى إن بعضها بات أغلى من أسهم شركات قيادية وذات عوائد. وذهب البدرة في حديثه إلى أن هذا الأمر أشار إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز علانية عندما قال بان هناك أسعارا مبالغا فيها أثناء لقائه صحافيين أول من أمس. وطالب البدرة في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط» هيئة سوق المال بوضع العلامات الإرشادية لحماية المستثمرين حتى لا يلجأ كبار المضاربين لاستدراج صغار المتعاملين إلى المصيدة مما يفقدهم البوصلة التي توجههم إلى الاتجاه الصحيح.

* العنزي: الهبوط القوي كان غير متوقع في هذه الأثناء قال المحلل المالي منور العنزي لـ«الشرق الأوسط»، ان الهبوط يوم أمس كان متوقعا بدرجة كبيرة، لكنه استدرك وأشار إلى أن غير المتوقع كان قوة الهبوط.

وأشار إلى أن عمليات البيع الكثيفة أمس ساهمت في هذا التراجع خصوصا أن كثيرا من المستثمرين فضلوا جني الأرباح عقب الصعود القوي للأسعار مطلع الأسبوع الجاري، متوقعا أن يستمر هذا اليوم مسلسل التراجع ولكن بشكل أخف من الذي كان عليه ومن ثم سيكون هناك ارتداد بنهاية تداولات اليوم أو تداولات الخميس.

وذهب إلى أن كثيرا من المتعاملين كانوا يتمنون رؤية حاجز 14 ألف نقطة هذا الأسبوع إلا أن أحداث يوم أمس بددت هذه الأمنيات مرجحا أن يكسر المؤشر هذا الحاجز خلال تداولات الأسبوع المقبل مع دخول كميات جديدة من السيولة في السوق.

وشدد في حديثه على أن سوق الأسهم السعودية يعتبر مغريا جدا في هذه الأوقات إضافة إلى أن مكررات الربحية ما تزال مغرية إلى حد كبير. في حين أكد العنزي بان القرارات الجديدة المنتظرة من هيئة سوق المال ستزيد من جاذبية دخول السوق إضافة إلى أنها ستدعم مصالح السوق المستقبلية.

* مستثمر: الصعود القوي خلّف فجوات سعرية أمام ذلك قال احد المستثمرين ـ فضل عدم كشف هويته ـ إن سوق الأسهم كانت تحتاج إلى تراجع تصحيحي معقول حتى تستعيد عافيتها ولكن ليست بالصورة التي كانت عليها تداولات أمس، لا سيما ان الهبوط القوي والحاد كان سببه بالدرجة الأولى عمليات بيع عميقة أضرت بكثير من المحافظ .

وعزا هذا الهبوط في حديث لـ«الشرق الأوسط» للارتفاع العمودي والصاروخي بالأسعار خصوصا ان المؤشر صعد 2500 نقطة في غضون ثلاثة أيام مع صعود معظم الشركات بالنسبة القصوى وما صاحبها من زيادة كبيرة وملحوظة في إحجام التداولات جراء كثرة عمليات التدوير والتي غالباً ما تكون للبيع بالدرجة الأولى. وأكد بان الفجوات السعرية الكبيرة للشركات التي أحدثتها فورة المؤشر بداية الأسبوع لا بد أن تغلق. وذكر المستثمر أن على المساهمين التحرك السليم في سوق الأسهم السعودية هذه الأيام بشكل مدروس بعيدا عن التخبط في اتخاذ القرار فتجارة الأسهم مثل أي تجارة أخرى تحتاج إلى استعداد وتخطيط وترك العشوائية.

* عليوي: الثقة مازالت مفقودة من جانبه، أرجع المحلل المالي علي عليوي ما حدث في تداولات أمس إلى عدم رجوع الثقة إلى المتعاملين في السوق على الرغم من ارتفاع معنوياتهم في الأيام القليلة الماضية، مشيرا إلى أن صغار المستثمرين ما زالوا يشعرون بالخوف، خاصة أن معظمهم جرب الانخفاضات الحادة في المؤشر خلال الفترة الماضية.

وأشار عليوي إلى أن مؤشر السوق وصل القاع، متوقعا استمرار التذبذب الحاد ما بين الصعود والانخفاض خلال اليوم وغد وقد يستمر إلى الأسبوع المقبل، وأن يستقر السوق بعدها.

وأوضح عليوي أن أسعار الشركات الحالية تعتبر مناسبة جدا لدخول المستثمرين الصغار، لافتا إلى أن أسعار الشركات الحالية تقارب أسعارها في العام 1999، مستشهدا بشركة سابك، حيث كانت تتراوح مكرراتها الربحية في العام 1999، ما بين 17 و20 ريالا فيما وصلت اليوم إلى 19.

وأضاف: «لو قارنا حجم اقتصادنا في تلك الفترة لوجدنا أنها لا يقارن بحجمه الآن»، موضحا أن شركة سابك مقبلة في العام 2008 على استكمال أكبر مراحلها التوسعية.