المنتدى السوري ـ الإماراتي يبحث الشراكة مع القطاع الخاص ودور مجالس الأعمال في تعزيز التعاون

يعقد فعالياته في دمشق بين 10 و11 يونيو بحضور 2500 شخصية اقتصادية

TT

من المنتظر أن تشهد العاصمة السورية دمشق فعاليات الدورة الثانية من المنتدى الاقتصادي السوري الاماراتي، التي تعقد على مدار يومي 10 و11 من شهر يونيو (حزيران) الجاري في قصر المؤتمرات في دمشق، تحت رعاية الرئيس السوري بشار الأسد، وبالتنسيق مع وزارة الاقتصاد والتجارة، واتحاد الغرف التجارية السورية. وتضم قائمة المتحدثين أمام المنتدى نخبة من أبرز القيادات بالعالم من بينهم رئيس جامعة الدول العربية عمرو موسى، والمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر، ورئيس مجلس ادارة «اعمار العقارية» محمد بن على العبار، ونائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية الدكتور عبد الله الدردري، ورئيس دائرة التنمية الاقتصادية في امارة الشارقة الشيخ طارق بن فيصل القاسمي، ورئيس اتحاد غرف التجارة السورية الدكتور راتب الشلاح، ورئيس مجلس ادارة مجموعة «وراء البحار للاستثمار» الدكتور محمد أنس الكزبري.

وقال المتحدث باسم المنتدى، عضو مجلس ادارة مجلس الأعمال السوري الدكتور محمد أنس الكزبري «ان 200 الى 2500 شخصية قيادية ورجل أعمال من الامارات وسورية سيحضرون المنتدى، مشيرا الى ان الحدث بات يشكل أساسا لتنمية وزيادة حجم الاستثمارات المتبادلة بين البلدين وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما.

وذكر، في مؤتمر صحافي عقده في دبي مساء أول من أمس ان أكثر من 1,5 مليار دولار استثمارات اماراتية تدفقت في السوق السورية في أعقاب الدورة الأولى من المنتدى، التي عقدت في دبي.

وأشار الى أن أهم النتائج التي تحققت من هذه الدورة تتمثل في تحول المنتدى الى مؤسسة قائمة ودائمة تعقد بشكل دوري مرة كل عام في أحد البلدين بالتناوب. وألمح الى تطور هائل في البنية التشريعية تشهده سورية حاليا بما يساعد في استقطاب الاستثمارات الأجنبية. وشارك في المؤتمر الصحافي ممثلون للمؤسسات الراعية للمنتدى من بينهم مدير عام «اعمار سورية ابراهيم الهاشمي، ورئيس مجلس إدارة مجلس الأعمال السوري في دبي الدكتور سليمان نيال، وعضو مجلس إدارة مجلس الأعمال السوري في دبي موفق القداح.

وردا على سؤال حول أهم النتائج التي حققها المنتدى في دورته الأولى، قال الكزبري ان تأسيس شركة «اعمار سورية» ودخول أكبر شركة عقارية في العالم وهي شركة اعمار العقارية الى السوق السوري يمثل أهم النتائج. وأكد أن النتائج تجاوزت ذلك الى استقطاب نحو 7 شركات خليجية من دول أخرى غير الامارات للاستثمار في القطاع العقاري والسياحي في سورية، مشيرا الى أن الثقة التي خلقها المنتدى بدخول شركة مثل اعمار ساهمت في تحقيق مثل هذه النتائج، التي وصفها بأنها لا تزال متواضعة وفي بداياتها. ورغم اعترافه بقصور الاحصاءات والأرقام، عربيا وليس سوريا فقط، الا أنه اشار الى احصاءات شبه رسمية تقدر حجم الاستثمارات المتوقعة في السوق العقاري السوري بأكثر من 5 مليارات دولار خلال العام الجاري 2006.

من جانبه، كشف مدير عام اعمار سورية ابراهيم الهاشمي ان أجندة اعمار في سورية مليئة بالمشروعات ولا تتوقف عن مشروع أو اثنين. وأكد أنه لو لم تكن السوق السورية واعدة جدا لما غامرت «اعمار» بدخولها بهذه القوة. وحول المشاريع التي تعمل اعمار على تنفيذها هناك، أوضح أن الشركة بدأت تنفيذ أول مشروع سياحي عقاري لها في سورية بتكلفة مبدئية تقدر بنحو 1,5 مليار دولار. ويضم المشروع، الذي يقام على مساحة 300 ألف متر مربع، فندقا فخما، ومركزا للتسوق يعد الأكبر في منطقة بلاد الشام، وأبراجا للمكاتب، وشققا سكنية فندقية، وغيرها من المرافق الحيوية المعروفة والمعتادة في أي تجمع تقوم اعمار بتطويره وفقا للمعايير التي عرفت بها اعمار والتي نفذتها في دبي. وكشف أن المرحلة الأولى من المشروع المتمثلة في تجهيز المشروع وانشاء مكتب المبيعات ستنتهي بنهاية هذه السنة. بينما سيتم تنفيذ المشروع وفق جدول زمني من ثلاث مراحل يمتد على مدار ست سنوات بمعدل سنتين لكل مرحلة. وأشاد الهاشمي بالامكانات الكبيرة التي تتوفر في السوق السورية وخصوصا الأيدي العالمة الماهرة والمدربة، سواء التي عملت في منطقة الخليج أو التي تتوفر بالسوق المحلية. كما أشاد بتعاون الحكومة السورية والتزامها بتقديم كافة التسهيلات والخدمات للمستثمرين. وذكر أن مشروع اعمار يطرح نحو 125 الف فرصة عمل في سورية. وأشار الى مشروع اخر ستتولى اعمار تنفيذه هو مشروع «البوابة الثامنة». وركز المتحدثون على فرص الاستثمار في سورية وعلى التوجهات الجديدة في الاقتصاد السوري والتعريف بالخطوات الجدية التي اتخذها صانعو القرار في الجمهورية العربية السورية لتصبح السوق السورية مكاناً جاذباً للاستثمارات.

وحول أهداف المنتدى وأهميته، أكد مجلس الأعمال السوري في دبي أن المنتدى يعقد تحت شعار «رؤى أبعد من الاستثمار» مستهدفا استقطاب استثمارات دائمة طويلة المدى وليس فقط مجرد مشاريع وقتية لا تترك أثرا. وأشار الى أن القطاع الخاص الحيوي والمرن في دول الخليج قد أسهم مساهمة فاعلة وبشكل حقيقي ومستمر في تحويل اقتصادات هذه الدول من اقتصاد سلعي يعتمد بالدرجة الأولى على النفط إلى اقتصاد قوي ومتين يعتمد القيمة المضافة مما أسهم كثيرا في جذب الاستثمارات الخارجية وقيام شراكات حقيقية أسهمت مساهمة كبيرة بتحقيق نماء ثقافي واجتماعي. ومن هنا يأتي المنتدى الاقتصادي السوري الإماراتي الثاني ليقدم فرصة استثنائية لتكوين شراكات سورية إماراتية تسهم بنقل الخبرات الخليجية للسوق السورية الواعدة كما يسهم المنتدى بفتح بوابة الاستثمارات السورية المغتربة للإسهام بنهضة بلدهم الأم.

وأشار المجلس الى «ان المنتدى الاقتصادي السوري الإماراتي الثاني يستضيف نخبة من المتحدثين ذوي الخبرات المتعددة والفريدة كل في مجاله، سيعرض مشاريع استثمارية في مجالات متعددة طموحة ولكن قابلة للتحقيق سعيا نحو رؤى أبعد من الاستثمار».

وتضم أجندة المنتدى عددا من القضايا المهمة يتحدث فيها نخبة من المتحدثين العالميين ذوي الخبرة، منها دور القطاع الخاص في النهضة الاقتصادية الخليجية ويتحدث عنها الدكتور محمد أنس الكزبري. بينما يتحدث المستشار الألماني السابق شرودر عن السياسة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الشرق الأوسط، وخصوصا على النفط. كما يتحدث رئيس اعمار العقارية محمد بن على العبار عن أسرار نجاح اعمار. كما تضم قائمة الموضوعات المطروحة للمناقشة: رؤية الحكومة السورية لدور الاستثمارات الخاصة في التنمية، دور القطاع الخاص في التكامل الاقتصادي العربي في مرحلة العولمة، الإبداع عند رجل الأعمال دور القطاع الخاص في الخدمات الاجتماعية، ودور مجالس الأعمال في دعم استثمار القطاع الخاص