«الرشيد» السعودية و«فلوسيرف» الأميركية تؤسسان شركة لإنشاء مجمع لتصنيع المضخات وصيانتها

سيكون الأضخم في الشرق الأوسط

TT

وصف عبد الله بن رشيد الرشيد، رئيس مجموعة الرشيد للتجارة والاستثمار، الاسلوب السائد لدى مستوردي المعدات الكبيرة والضخمة في السعودية، بأنه غير منطقي باستيرادهم ايضا قطع الغيار لتلك المعدات المستوردة، مبينا ان ذلك الاجراء يجعل منها آلات مجمدة لفترة قد تمتد الى اكثر من سنتين، حتى ينتهي طلب التصنيع لتلك القطع التالفة.

وطالب الرشيد، من خلال حديثة لــ«الشرق الأوسط»، المسؤولين في الحكومة السعودية، بالزام المستوردين للمعدات، على تصنيع قطع الغيار محليا، لما فيها من فوائد عديدة، لا سيما مع توافر المواد الاولية والخام والكوادر الوطنية في البلاد.وتابع الرشيد قائلا، «ان العقد الذي ابرم امس بين مجموعته وشركة فلوسيرف الأميركية، لتأسيس شركة، ستعمل على انشاء اضخم مرفق في الشرق الاوسط لتصنيع وصيانة المضخات، اضافة الى انشاء مركز التدريب الفني للكوادر الوطنية. وذلك في موقع الشركة في الظهران، مبينا ان كلفة المشروع اكثر من 52 مليون ريال (14 مليون دولار). واشار الرشيد الى ان الشراكة بالمناصفة، اي 50 في المائة لكل منهما، واضاف ان تكلفة المشروع في المرحلة الثانية ستصل الى اكثر من 100 مليون ريال (27 مليون دولار).

وبين الرشيد ان انشاء المجمع سيساهم في خفض التكلفة في كل عام عن الذي قبله، مشيرا الى ان جميع المواد الاولية للتصنيع ستكون محلية، اضافة الى انعدام رسوم الجمارك، التي دائما ما تكون باهظة بالنسبة لمعداتهم المستوردة.

وعن مركز علوم الهيدرولك العالمي، الذي ينوي تشييده في موقع المشروع ومدى نجاح تلك التجربة، بين الرشيد انه تكفل شخصيا بإنشاء ذلك المركز للتدريب بتكلفة 4 ملايين ريال (مليون دولار تقريبا)، وهو مفتوح لجميع الشباب السعودي الراغب في الالتحاق به، ملمحا الى انه غير منطقي ان تقوم شركة سعودية صناعية على سواعد من العمالة الاجنبية، مبينا ان الاستثمار الحقيقي هو في المواطن.

واشار الرشيد الى ان شركتهم لديها العديد من العقود مع كبرى الشركات المحلية، مثل ارامكو السعودية وشركة الصناعات الاساسية «سابك» والمؤسسة العامة لتحلية المياه، وذلك في مجال المضخات، كما سيعملون على استقطاب العديد من الشركات المحلية والاقليمية، من خلال مشروعهم الجديد، لتصنيع وصيانة تلك المضخات مع تدريب الكوادر البشرية التابعة لهم.

وجاء حديث الرشيد لــ«الشرق الأوسط» بعد ان ابرمت امس مجموعة الرشيد وشركة فلوسيرف الأميركية، اتفاق شراكة لإنشاء أضخم مرفق في الشرق الأوسط لتصنيع وصيانة المضخات واتاحة التدريب الفني المتعلق بها، وذلك في فندق ميرديان الخليج في الخبر، بحضور العديد من رجال الاعمال والمختصين والمهندسين من شركة ارامكو السعودية وسابك وغيرها من الشركات الخليجية العاملة في المجال ذاته.ويتضمن المشروع إنشاء مجمع صناعي على مساحة 21 الف متر مربع، وذلك في مركز الرشيد في الظهران على ان يبدأ إنشاء المجمع في يوليو (تموز) 2006 وسيكون جاهزا للتشغيل الكامل في أكتوبر (تشرين الاول) 2007.

كما ان مرافق المشروع ستتضمن مضخات الرشيد ـ فلوسيرف المكونة من وحدتين، الأولى بمساحة 17.500 ألف متر مربع، هي عبارة عن مركز الاستجابة السريعة. فيما تتمثل الوحدة الثانية ومساحتها 3 آلاف متر مربع على مركز التدريب لعلوم الهيدروليك. وسيعمل المجمع على توفير فرص عمل لنحو مائة شخص، كما يلتزم الطرفان التزاما تاما لتحقيق متطلبات السعودة التي تحث عليها السعودية.

ويأتي الغرض من انشاء المجمع لمساندة أعمال أرامكو وسابك وشركة الكهرباء السعودية والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة والصناعات الرئيسية الأخرى في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي المجاورة.

وفي السياق ذاته اوضح توماس فيرغسون، نائب الرئيس في قسم المضخات في شركة فلوسيرف، أن مركز الاستجابة السريعة سوف يتيح أرضية صلبة لخدمة عملائنا في الشرق الأوسط وتلبية متطلبات معداتهم. لدينا احساس قوي بأن هذا المركز سيمكِّن عملاءه من التركيز على أنشطة الانتاج الرئيسية لديهم، والتعاقد الخارجي مع منتج معدات ذي كفاءة لصيانة مضخاتهم. لا شك في أن منطقة الخليج العربي تعد سوقاً جغرافياً مهماً بالنسبة لشركة فلوسيرف، ولعل الالتزام الحالي يمثل الدليل على ذلك.

يشار الى ان شركة فلوسيرف هي احدى أكبر الشركات العالمية التي تتيح منتجات وخدمات ضخ السوائل والتحكم فيها. ومن خلال عملها في 56 بلدا، تعكف فلوسيرف على انتاج المضخات الصناعية والصمامات، إلى جانب مجموعة كبيرة من خدمات إدارة نقل السوائل، وبلغت مبيعاتها في عام 2004 اكثر من 2.64 مليار دولار اميركي، كما ان مقرها الرئيسي ولاية دالاس الأميركية.