البحرين وقطر توقعان اتفاقية تاريخية لإنشاء أطول جسر في العالم

بطول 40 كيلومترا وبتكلفة تبلغ 3 مليارات دولار مناصفة بين البلدين

TT

في ثاني ارتباط لها باليابسة، بعد السعودية، أبرمت البحرين أمس اتفاقية تاريخية لإنشاء جسر ثان يربطها بقطر، في حين أعلن وزيرا خارجية البلدين «أن الخلاف البحريني القطري طوي إلى الابد»، إلا أنه لم يتم التطرق خلال اجتماع اللجنة العليا للتعاون المشترك بين البحرين وقطر والتي عقدت اجتماعها أمس بالمنامة، عن أي اتفاقية بشأن قيام قطر بتزويد البحرين بالغاز الطبيعي.

وقد توجت اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين، والتي تأسست قبل ست سنوات، وجرت بحضور الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة ولي عهد البحرين والشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر، بالتوقيع على اتفاقية انشاء الجسر الذي سيربط البلدين، كما تم التوقيع أيضا على اتفاقية انشاء مؤسسة انشاء الجسر حيث وقعهما عن الجانب البحريني الشيخ محمد بن مبارك ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وعن الجانب القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية.

وينتظر أن يساهم جسر البحرين ـ قطر الجديد في تسهيل انتقال السكان وكذلك البضائع، ويأمل البلدان أن تتكرر تجربة نجاح جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية في هذا الجسر، مما يساعد في زيادة حجم حركة السياحة ويجعلها ميسورة وفي متناول الجميع، كما يدفع نحو مزيد من التعاون والتكامل الاقتصادي.

ومن المنتظر أن يبدأ العمل بالجسر فعليا الشهر الجاري بعد أن يتم إرساء المناقصة على الشركات الفائزة بالعقد، والتي سيتم الاعلان عنها خلال أسابيع، على أن يستغرق العمل في الجسر نحو 4 سنوات، وتبلغ تكلفة إنشاء الجسر المتوقعة، والتي ستكون مناصفة بين كل من البحرين وقطر، حوالي 3 مليارات دولار وسيضاف إليه خط لسكة الحديد في مرحلة لاحقة، ويبلغ طول الجسر وفقا لمساره النهائي 40 كيلومترا، وسينطلق من قرية عسكر في الجانب الشرقي من البحرين حتى رأس عشيريج في الجانب القطري، كما رفعت اللجنة التأسيسية تقريرها النهائي إلى اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين البحرين وقطر برئاسة وليي عهد البحرين وقطر، وتتشكل اللجنة التأسيسية من 8 شخصيات بحرينية وقطرية يمثلون الجوانب المالية والفنية والقانونية، وقد حددت اللجنة المشتركة لإنشاء الجسر سبع خيارات للطرق الداخلية التي ستربط الجسر بالطرق الداخلية المؤدية لجسر الملك فهد والعاصمة وسلمتها للجنة العليا. وقال الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة ولي العهد البحريني ان هذا الاجتماع يكتسب أهمية تاريخية خاصة في ما سيتم تدشينه من مشاريع للتعاون البحريني القطري المشترك والتي من بينها التوقيع على اتفاقية انشاء الجسر «الذي ستكون له الكثير من المزايا التي سوف تسهم في فتح افاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الى جانب دوره في تحقيق تقارب أكبر بين شعبي البلدين الشقيقين».

من جهته، أكد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي عهد قطر ان اجتماع هذه الدورة «لحظة مهمة وتاريخية لكلا البلدين»، مشيرا إلى اهمية الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها أمس، معربا عن امله في التوقيع على المزيد من الاتفاقيات التي تصب في مصلحة البلدين.

وبالإضافة إلى توقيع اتفاقيتي الجسر ومؤسسة الجسر، جرى التوقيع على اتفاقية للنقل الجوي «الاجواء المفتوحة» بين البلدين حيث وقعها نيابة عن البحرين الشيخ علي بن خليفة ال خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المواصلات كما تم التوقيع على اتفاقية أخرى للتعاون الدبلوماسي والقنصلي بين البلدين، ووقع البلدان على مذكرة تفاهم بين شركة الديار القطرية للاستثمار العقاري وشركة العوالي العقارية البحرينية لانشاء شركة حكومية مشتركة بينهما للتطوير والاستثمار العقاري، كما تم التوقيع على محضر اجتماعات اللجنة الذي اشتمل على التعاون بين وزارتي الخارجية ومجالات العمل والمال والاقتصاد والتجارة والطيران المدني والاسرة والمرأة والمجال الاذاعي والتلفزيوني.

وفي مؤتمر صحافي أعقب اجتماعات اللجنة العليا بين البلدين،عقده وزيرا خارجية البلدين، أكدا فيه على أن الخلاف الحدودي بين بلديهما «انتهى إلى الأبد وتم طيه».