عبد العزيز كانو: «طيران الخليج» تتجه إلى طرح أسهمها للاكتتاب خلال عامين

رئيس مجلس إدارة الشركة: ندرس دخول شركاء استراتيجيين من السعودية

TT

أكد عبد العزيز كانو رئيس مجلس إدارة شركة طيران الخليج أن أكبر التحديات التي تواجهها أقدم ناقل جوي بالمنطقة في الوقت الراهن، تتمثل في ارتفاع أسعار الوقود، «فضلا عن التأثيرات الناجمة عن التشغيل وفق اسس تجارية بحتة في اسواق تشهد ممارسات تخرج عن نطاق المنافسة الحقيقية والأطر التنظيمية لهذه الصناعة. وكشف كانو في حديث لـ«الشرق الاوسط» بدبي عن مفاوضات تجريها الشركة مع حكومتي البحرين وعمان «من أجل أن نحظى بأسعار أقل من تلك التي نشتري بها الوقود حاليا، ونأمل أن نتمكن من الوصول إلى ننتائج إيجابية في هذه القضية المحورية لطيران الخليج».

> تعتبر شركة طيران الخليج أول ناقل وطني بالمنطقة الخليجية، ما هي نقطة القوة الحقيقية التي تمتلكها الشركة؟

ـ تحلق شركة طيران الخليج في أجواء المنطقة منذ إنشائها في عام 1950، وهي مملوكة حاليا مناصفة بين حكومتي مملكة البحرين وسلطنة عمان، وتعمل الشركة على شبكة خطوط مترامية الأطراف تمتد من أوروبا إلى آسيا ونقط أخرى، فيما وراءها، وتوفر حاليا خدماتها الجوية لأكثر من 46 محطة في 30 دولة، وردا على سؤالك فإن القوة الحقيقية للشركة تكمن في منطقة الشرق الأوسط على اعتبار أنها الناقل الجوي الرئيسي بالمنطقة، حيث توفر أكبر عدد من الرحلات الجوية مع أفضل رحلات المتابعة، وتساند شبكة خطوطها الإقليمية عدة تحالفات مهمة مع شركاء استراتيجيين دوليين بما يعمل على توفير أفضل خيارات السفر من شتى بقاع العالم. ومن ناحية أخرى فإن طيران الخليج تعتبر الناقل الوطني لكل من مملكة البحرين وسلطنة عمان ويتم تشغيل الشركة وفق اسس بحتة وذلك في أعقاب هيكلة طيران الخليج خلال الفترة من عام 2002 وحتى عام 2004.

> أعلنتم في عام 2005 عن إقفال باب الخسائر نهائيا.. كيف تمكنتم من التحول نحو الارباح خاصة أن الخسائر التي تعرضتم لها لم تكن بالقليلة؟

ـ لقد أعلنت طيران الخليج في أبريل 2005، وللمرة الأولى من ثماني أعوام، عن إقفالها لباب الخسائر نهائيا الذي تواصل منذ العام 1997 وعودتها إلى مستوى الربحية مع تحقيقها لأفضل أداء مالي، على الرغم مما تحملته من نفقات إضافية بقيمة 30 مليون دينار بحريني (80 مليون دولار أميركي) بسبب ارتفاع أسعار الوقود، إلا أن شركة طيران الخليج تمكنت من تحقيق أرباح قياسية بلغت 1.5 مليون دينار بحريني (4 ملايين دولار أميركي) طوال عام التقويم حتى شهر ديسمبر من العام 2004، مقارنة مع خسارة قدرها 19.9 مليون دينار بحريني (52.8 مليون دولار أميركي) في العام 2003، وتعني هذه النتائج أن شركة طيران الخليج الناقلة الوطنية لكل من البحرين وعمان، قد تمكنت من تجاوز الأهداف التي وضعتها في مشروع الصقر وخطة إعادة الهيكلة البالغة مدتها ثلاث سنوات، والتي تمت الموافقة عليها من قبل مجلس إدارة الشركة في شهر ديسمبر من العام 2002.

وأستطيع القول إن الشركة نجحت في استعادة الربحية من جديد عام 2005، وهي نقطة لاشك أنها تعتبر محورية في إعادة الشركة إلى مستوياتها الربحية السابقة، والمؤشرات الحالية تذهب باتجاه إلى أن أرباح العام الحالي ستكون أعلى من العام 2005، ويمكن أن نعزو ذلك إلى قدرة الإدارة على تقليص كثير من المصاريف التشغيلية.

> تتحدثون باستمرار عن التأثير السلبي لارتفاع أسعار الوقود على أرباحكم السنوية، كيف ستتعاملون مع هذا الارتفاع في ظل توقاعت باستمراره لفترة طويلة؟

ـ لا يخفى على المتابعين أن الاستقرار المالي لطيران الخليج شأنها في ذلك العديد من الناقلات الجوية الأخرى في العالم، ما زال يواجهه الكثير من التحديات الناجمة عن ارتفاع أسعار الوقود وبعض الأمور الأخرى والتي كان لها التأثير السلبي على صناعة الطيران المدني وعلى خطط نموه على المدى الطويل، وربما أن الشركات المنافسة في المنطقة لا تواجهها هذه المعضلة باعتبار أنها تتمتع بأسعار خاصة من قبل حكوماتها، في حين تشتري طيران الخليج الوقود بسعره التجاري.

> ألم تكن لكم محاولات مع حكومتي عمان والبحرين من أجل إعطائكم أسعارا خاصة للوقود كما هو الحال مع منافسيكم من شركات الطيران الخليجية؟

ـ نحن الآن نتفاوض مع المسؤولين في الدولتين المالكتين من أجل أن نحظى بأسعار أقل من تلك التي نشتري بها الوقود حاليا، ونأمل أن نتمكن من الوصول إلى نتائج إيجابية في هذه القضية المحورية لطيران الخليج.

> هل لديكم استراتيجية محددة لرفع نسبة النمو في تشغيل طيران الخليج؟

ـ نعم.. توضح احدى الدراسات التحليلية أن صناعة النقل الجوي على مدار 100 عام أو أكثر ما زالت غير قادرة على تحقيق الربحية المنشودة بالرغم من إسهامها الملموس في تحقيق إيرادات سنوية سريعة، فضلا عن كونها العامل الجوهري في مؤازرة أنشطة صناعة السفر والسياحة التي تبلغ نفقاتها مئات المليارات من الدولارات الأميركية كل عام على مستوى العالم، إن صناعة النقل الجوي مرهونة بعدة عوامل داخلية وخارجية من بينها إطار هذه الصناعة والأمور التنظيمية، والاتجاهات التسويقية والاقتصادية المتنوعة واعتبارات جغرافية وسياسية عديدة وتقنيات العصر الحديث وأسعار الوقود في العالم.

> وما هي اكبر التحديات التي تواجهكم في شركة طيران الخليج؟

ـ كما قلت لك سابقا فإن أكبر التحديات التي تواجهها طيران الخليج في الوقت الراهن تتمثل في ارتفاع أسعار الوقود، فضلا عن التاثيرات الناجمة عن التشغيل وفق اسس تجارية بحتة في اسواق تشهد ممارسات تخرج عن نطاق المنافسة الحقيقية والأطر التنظيمية لهذه الصناعة. ونحن على قناعة تامة بأن طيران الخليج قادرة على التعايش مع هذه الآثار السلبية وتحقيق مستويات متميزة من النمو المالي والاستقرار في صناعة النقل الجوي من خلال تحالفات أو شركات استراتيجية أو مؤسسات أو رجال أعمال بما يعمل على تعزيز مسيرة الشركة وتأكيد أهميتها في تطوير اقتصاد المنطقة.

إن تعزيز الاستثمار والتعاون في المجالات الحيوية يدعم قوة طيران الخليج كشركة إقليمية راسخة ويساهم في النمو الاقتصادي والاجتماعي، وتحقيق الرفاهية المنشودة لشعوب المنطقة، وستواصل طيران الخليج المضي قدما في برنامجها الشامل الرامي إلى تأهيل كوادرها الوطنية والاعتماد على العناصر المحلية الواعدة.

> وما هي مجالات استثماراتكم في هذا الجانب؟

ـ إن زيادة الاستثمارات في مجالات التدريب ولا سيما أطقم الضيافة تثمر الكثير في تأهيل قوى عاملة ماهرة في الوظائف المحلية فضلا عن خفض التكاليف المرتبطة بها، وتحرص طيران الخليج من جانبه على تعزيز قدراتها التنافسية والمحافظة على المستويات العالية من الاستثمار لتطوير خدماتها بما يواكب أحدث الاتجاهات لدى الناقلات الأخرى بالمنطقة وتطوير خدمات المقصورة في الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال لتحقيق أعلى الايرادات المستهدفة.

ومن ناحية أخرى فإن زيادة الاستثمارات الطموحة في خدمات الشركة وأنشطة المطار تؤدي إلى تحسن جوهري في حركة إقلاع الرحلات في الوقت المحدد وتحسين استثمار أصول في الشركة وخفض التكلفة وتطوير كفاءة الأداء وفق الطموحات المنشودة.

> أعلنت الحكومتان العمانية والبحرينية عن زيادة في رأس مال الشركة، كيف تنظرون لمثل هذه الخطوة لدعم الشركة؟

ـ إن طيران الخليج تحظى بالتفويض من قبل عمان والبحرين ومجلس الإدارة لإجراء المناقصات التي تهدف إلى زيادة الكفاءة التشغيلية للاسطول الجوي في الشركة، لذلك نستطيع القول إن الاستثمار الواعي في شراء الطائرات الجديدة والتوسع في الاسطول الحالي يعد مطلبا جوهريا من أجل تعزيز النمو المرجو في شبكة خطوط الشركة بهدف خفض تكاليف الوحدة، كما أن الحاجة لمواكبة عصر المنافسة مع الناقلات الجوية الأخرى في المنطقة فقد ظهرت الحاجة لاجراء المزيد من الاستثمارات في العديد من الأنشطة التسويقية الجوهرية لتحقيق الانتشار بغية زيادة تواجدها في الأسواق العالمية.

> ماذا عن الأخبار التي أشارت إلى احتمال انسحاب عمان من ملكيتها بالشركة؟

ـ تلقينا تأكيدات من القيادة العمانية بشأن استمرار سلطنة عمان في ملكية طيران الخليج، وعمان تعتبر الشركة حاليا هي الناقل الوطني لها، ولا وجود لأي أفكار في هذا الشأن في مسألة انسحاب عمان من ملكية طيران الخليج. وكان هناك اتفاق على مستوى عال بين الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين والسلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان يؤكد على استمرار البلدين في ملكية الشركة. وأستطيع أن أنفي لك تماما ما يشاع عن انسحاب عماني من طيران الخليج.

> ألم يؤثر على الشركة انسحاب قطر ثم الامارات من ملكيتها وبالتالي وصولها إلى حالة الخسائر السابقة؟

ـ طبيعي أن مثل هذه الانسحابات كان لها تأثير سلبي على أداء الشركة في الفترة السابقة، ولكن نستطيع القول إننا تمكنا من الخروج من نفق الخسائر المظلمة والتوجه نحو الأرباح المجدية.

> مع الاعلان عن مشروع تطوير مطار البحرين، وهو الأضخم في تاريخ المطار، كيف ترى أثر ذلك على حركة السفر بالبحرين وأنتم أكثر الشركات المستفيدة من هذه الحركة؟

ـ لا شك أن مشروعا مثل توسعة مطار البحرين الدولي سيلقي بظلاله على تحسين أداء الشركة في المرحلة المستقبلية، فنحن نعتبر البحرين مركزا رئيسيا لرحلاتنا المتعددة، وتطوير مطار البحرين وزيادة حجم استيعابه لا بد أنه سينعكس إيجابا على عمل الشركة.

> في ظل توجه الشركات العالمية في مجال الطيران للاندماج، ألا توجد خطط بينكم وبين الشركات الوطنية بمجلس التعاون لمثل هذا الاندماج؟

ـ إذا كانت الشركات العالمية تتجه حاليا نحو الاندماج بعضها البعض، فإننا في شركة طيران الخليج سبقناهم جميعا قبل نصف قرن من الزمان، إلا أن العملية للأسف أصبحت معكوسة، وبدلا من تعزيز عمليات الاندماج تقلصت ملكية الشركة من أربع دول لتصبح دولتين فقط، وبغض النظر عن أسباب الانسحاب التي تخص كل دولة بالتأكيد، فإن الاندماج يشكل قرارا استراتيجيا مناسبا في كافة القطاعات الاقتصادية، وبشكل أخص في صناعة النقل الجوي.

> الحكومة البحرينية على وجه الخصوص تؤكد باستمرار على دعم شركة طيران الخليج، ألا تتخوفون من ظهور منافس على المستوى المحلي خلال الفترة القادمة خاصة مع دخول البحرين في اتفاقية للتجارة الحرة مع الولايات المحدة؟

ـ نحن على ثقة بأن باب المنافسة مفتوح للجميع، وانتهى عصر الاحتكار وآن الأوان أن تكون الأسواق مفتوحة على مصراعيها لمن رغب في التنافس، ولكني أشدد هنا على ضرورة أن تكون هذه المنافسة عادلة وشريفة. وللعلم فإن الشركة لم تكن بحرينية في يوم من الأيام، بل إن البحرين كانت تصر على أن الشركة تأسست كشركة خليجية وتحمل اسم خليجي وستستمر كناقل وطني خليجي.

 > أعلنت الشركة سابقا عن خططها للحصول خلال الشهر الماضي على تمويل بقيمة 900 مليون دولار لتحديث أسطولها من الطائرات، ماذا تم في هذا الشأن؟

ـ نحن حاليا نجري مفاوضات مع شركتين عالميتين لشراء أسطول من الطائرات، ونتوقع أن يتم الاعلان قريبا عن صفقة لتحديث أسطول طائرات طيران الخليج بما يتواكب مع تطلعاتنا نحو تقديم أحدث الخدمات المتطورة لركاب شركة طيران الخليج.

> أقر مجلس إدارة الشركة في وقت سابق برفع اسعار تذاكر السفر مبررا ذلك بارتفاع أسعار الوقود عالميا، ألا تعتقدون أن مثل هذا القرار قد يؤثر على إقبال المسافرين على الشركة؟

ـ نعلم أن القرار لم يكن سهلا لإدارة الشركة ولا لمجلس الإدارة، ولكننا كنا مجبرين للتحول نحو رفع سعر تذاكر السفر، مع التأكيد هنا أن نسبة الارتفاع لم تكن معادلة لخسائرنا من ارتفاع اسعار الوقود، ولكنها نسبة بسيطة.

> هل لديكم خطط لتحالفات استراتيجية تعزز من قوة موقف الشركة؟

ـ ربما يكون الدخول في تحالف استراتيجي مع شريك ملائم يؤدي إلى تكوين جبهة صلبة وراسخة، فضلا عن تعزيز الاقتصاد وتأكيد نمو الناقلة الجوية، إلى جانب ايجاد المناخ الملائم لتعزيز كفاءة الأنظمة الداخلية بما يعمل على خفض التكاليف والارتقاء بفاعليات الأداء وزيادة الإيرادات. ولا أخفيك أن مستثمري المملكة العربية السعودية يمثلون خيارا بارزا وطبيعيا خلال عملية تقييم الشركاء المحتملين، كما أن الاعتبارات الجغرافية والثقافية والتاريخية الوثيقة بين السعودية والدولتين المالكتين توفر قاعدة راسخة لشراكة عمل ناجحة في مجال النقل الجوي. إن المملكة العربية السعودية ونموها الاقتصادي الهائل يوفران لطيران الخليج قوة دفع جوهرية لتعزيز نمو الشركة وتطوير خدمات النقل الجوي ويلبي طموحات قطاع رجال الأعمال بالمنطقة.

> أخيرا.. متى ستطرح طيران الخليج جزءا من ملكيتها للاكتتاب العام؟

ـ نحن نعلم أن طرح جزء من ملكية الشركة للاكتتاب العام، هو أمر إيجابي للشركة ويساعد على تحقيق الكثير من الأهداف التي نسعى إليها من أجل الوصول إلى الهدف الأهم وهو تحسين ربحية الشركة، لكننا لا نخطط لهذا القرار الاستراتيجي حاليا باعتبار أن لدينا مهمة رئيسية تتمثل في تحسين ربحية الشركة إلى مستويات عالية وقياسية، وبالتالي يكون قرار المستثمر في شراء أسهم الشركة قرارا نابعا من قناعة بأن هذه الشركة سوف تكون مربحة بالنسبة إليه، ولكنني أتوقع أن تطرح طيران الخليج للاكتتاب العام في حدود العامين المقبلين بعد أن نصل إلى هدفنا المتمثل في الوصول إلى تحقيق أرباح كفيلة بجعل الشركة في مصاف شركات الطيران ذات الربحية العالية ومن ثم نتمكن من جذب المستثمرين الراغبين في الاستثمار في الاكتتاب بشركة طيران الخليج.