التحليلات الاقتصادية والسياسية ترشح الأسهم السعودية لاستعادة المسار الصاعد

مؤشرات التحليل الفني في القاع .. ونتائج القراءة تكشف موعد الدخول الآمن

TT

تبدأ تعاملات سوق المال السعودية اليوم في الوقت الذي يضع فيه صناع السوق استعادة المسار الصاعد نصب أعينهم، بعد أن تمت قراءة تداعيات السياسة والاقتصاد والخروج بنتائج تمزج بين معطيات الأول والثاني، وهي النتائج التي يمكن وصفها بأنها غير سلبية في أسوأ الأحوال.

وينتظر أن تبدأ تعاملات سوق المال بعد توقف المؤشر العام في نهاية تعاملات الأربعاء الماضي عند مستوى 11868 نقطة، على التراجع الطفيف في الفترة الأولى على أن تكون نقطة الدعم والارتداد عند مستوى 11700 نقطة أو 11622 نقطة. وفي حال صدقت هذه التوقعات فإن المؤشر العام سيتوقف في نهاية الجلسة الثانية من تعاملات اليوم عند مستوى 12060 نقطة، على أن يكون المسار صاعدا في نهاية أعمال الأسبوع الذي تبدأ أولى تعاملاته عند العاشرة من صباح اليوم بتوقيت الرياض.

وتنسجم هذه التوقعات مع النتيجة النهائية لقراءة موقف الرياض من تداعيات تأزم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ما يعني أن صناع السوق في حال كانت نظرتهم كذلك فإن السوق ستكون أكثر أمنا مما كانت عليه أثناء تعاملات الأسبوع الماضي الذي طغى عليه لون الهبوط الأحمر في ثماني جلسات عمل من أصل عشر جلسات. وينتظر أن تقود أسهم القطاع الصناعي تعاملات السوق نحو الصعود اعتبارا من الجلسة الثانية لتعاملات اليوم، على أن يكون سهم «سابك» قائد الصعود المرتقب، خاصة في ظل ارتفاع أسعار النفط في مختلف البورصات، وتصاعد أسعار منتجات الشركة التي تستعد حاليا لكشف نتائج أعمالها عن ستة أشهر ماضية.

وفي حال نجحت أسهم القطاع الصناعي في وقف النزيف الذي يعاني منه المؤشر العام لسوق المال السعودية، فإن أسهم المضاربة التي عادت ما تكون ذات شعبية عالية أثناء التداولات، مرشحة هذه المرة للركود المؤقت.

ويأتي ضمن أهم ما يعزز فرضية استعداد السوق للصعود اعتبارا من اليوم، وضوح موقف القيادة العليا للبلاد حول تداعيات الأوضاع في لبنان، وهو الموقف الذي ينتظر أن تستنير به قوى السوق خاصة أن هذا الموقف ينسجم مع مواقف بعض دول الجوار.

وبناء على معطيات المؤشرات الفنية لتحليل الوضع الراهن لسوق الأسهم السعودية، أظهر مؤشر القوة النسبية دخوله في منطقة آمنة للشراء، فيما أعطى مؤشر التدفق المالي تأكيدات على أنه في وضع جيد للغاية، أما مؤشر التذبذب العشوائي الذي يقبع في القاع حاليا فإنه بدأ منذ الأربعاء الماضي بإعطاء إشارة الدخول.

الفلاح: الأسهم تستعد للموجة القاعدية الخامسة

* في هذه الأثناء أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز الفلاح وهو محلل لتعاملات سوق المال أمس، أن الأسهم السعودية مرشحة للدخول في الموجة القاعدية الخامسة اعتبارا من اليوم، وهي الموجة التي ينتظر أن تسير بالمؤشر العام لسلوك المسار الصاعد.

وقال إن الموجة القاعدية الخامسة ستبدأ بنهاية موجة التصحيح الهابطة إلى مستوى 11868 نقطة، مشيرا إلى أن موجة الهبوط تحمل الرقم 4، وهي الموجة التي يفترض ألا تتداخل مع موجة تصحيح سابقة تحمل الرقم 2 بدأت من مستوى نقطة التوقف الحالية.

بخيت: السوق في أدنى مستوى منذ شهر

* وعلى الطرف الآخر قال بشر بخيت مدير مركز بخيت للاستشارات المالية ومقره الرياض، إن موجات جني الأرباح التي طغت على تعاملات الأسبوع الماضي نزلت بالمؤشر العام إلى ما هو أدنى من 12 ألف نقطة لأول مرة منذ نحو شهر. وبين أن الانخفاض الحاد جاء بعد أن شهدت السوق ارتفاعات متواصلة خلال الشهر الماضي مصحوبة بتذبذبات متفرقة ومحدودة.

وشدد على أن العديد من أسعار الأسهم المدرجة وخاصة أسهم المضاربة شهدت ارتفاعاً مبالغاً فيه خلال الفترة الماضية مما أدى إلى تضخم تلك الأسهم من جديد، فيما لا تزال المؤشرات المالية لعدد من الشركات القيادية جذابة. وعن توقعاته للأسبوع الذي يبدأ اليوم، قال «ما زال المستثمرون في حالة ترقب للنتائج المالية للشركات القيادية التي لم تعلن نتائجها بعد، والتي من المتوقع أن تحدد الاتجاه العام للسوق في المرحلة المقبلة. فيما سيظل السوق في مرحلة تذبذب حتى ظهور جميع تلك النتائج».

العتيبي: أمام السوق خياران لا ثالث لهما اليوم

* وفي المقابل قال لـ«الشرق الأوسط» نايف العتيبي وهو متعامل في سوق الأسهم، إن السوق أمام خيارين لا ثالث لهما، وهما بدء التعاملات على التراجع الطفيف قبل عكس الاتجاه نحو الصعود حتى نهاية الأسبوع، أو البداية بصعود لا يستمر أكثر من جلستين.

وذهب إلى أن الخيار الأول يعني أن التراجع الذي مرت به السوق يأتي بهدف البحث عن مناطق سعرية مغرية للتجميع قبل الانطلاق بحثا عن أهداف عالية لم يصلها المؤشر العام منذ نهاية فبراير (شباط) الماضي.

وبين أن الخيار الثاني يستدعي الحذر من أن القاع لم يتم الوصول لها، مما يعني أن أمام المتعاملين فترة طويلة لحبس الأنفاس في قاع أعمق مما يتخيلون في الوقت الراهن.