«فيتش» تخفض توقعها للتقييم الائتماني للبنان وإسرائيل وتهون من خسائرها المالية

مع تخفيض بورصة بيروت حدود تحرك الأسهم والسندات إلى 5%

TT

خفضت مؤسسة فيتش للتقييمات الائتمانية توقعها للتقييم الائتماني للبنان الى مستقر من ايجابي وسط تصاعد العنف مع اسرائيل بعد أسر جنديين اسرائيليين في هجوم عبر الحدود نفذه مقاتلو حزب الله في وقت سابق من هذا الاسبوع.

وأكدت فيتش تقييمها الائتماني الحالي لديون لبنان، وهو بي سالب. ويجيء قرار المؤسسة بعد يوم واحد من قيام منافستها ستاندرد اند بورز بوضع تقييمها الائتماني للبنان، وهو بي سالب أيضا على قائمة المراقبة الائتمانية. وتقيم موديز ديون لبنان عند بي 3 بتوقع مستقر. والتقديرات الثلاثة دون درجة الاستثمار بعدة مستويات.

وقال ريتشارد فوكس مدير التقييمات السيادية للشرق الاوسط وأفريقيا لدى فيتش في بيان «الهجمات الاخيرة على البنية التحتية للبنان ستضر النشاط الاقتصادي لاسيما السياحة. عائدات الضرائب ستعاني وحركة الدين العام قد تنقلب الى الأسوأ والتركيز السياسي سيبتعد ثانية عن الاصلاحات الاقتصادية التي تأخرت كثيرا». واتخذت بورصة بيروت امس اجراء مؤقتا بخفض الحدود المسموح بها لارتفاع الاسهم والسندات أو انخفاضها في اليوم الواحد الى 5 في المائة من 10 في المائة بسبب الاضطرابات التي شهدتها نتيجة للعمليات العسكرية.

وقالت البورصة في بيان ان هذه التعديلات ستسري لمدة أسبوع. وأفاد البيان «نظرا للاوضاع الطارئة الاستثنائية التي تمر بها البلاد حاليا وخلافا لأي تعميم سابق قررت بورصة بيروت تخفيض هوامش التسعير اليومية لكافة الاسهم والصكوك المالية المدرجة في البورصة الى نسبة 5 في المائة».

وجرى تداول الليرة اللبنانية عند الحد الأدنى لنطاقها الرسمي البالغ 1501ـ 1514 ليرة مقابل الدولار مع تدخل مصرف لبنان المركزي في السوق بائعا للدولارات لكن مصرفيين واثقون من أن مستويات قياسية مرتفعة الاحتياطات الاجنبية ستمكن البنك المركزي من حماية العملة الوطنية.

ورحب متعاملون بالخطوة التي اتخذتها البورصة بعد ثلاثة ايام من هبوط السوق؛ وفي مقدمتها اسهم سوليدير أكبر شركة في لبنان. وعادة ما يسمح بتحرك أسهم شركة سوليدير العقارية أكبر الشركات اللبنانية بنسبة 15 في المائة. وهبطت أسهم الشركة بهذه النسبة كلها أول من امس.

وانخفضت اسهم سوليدير من الفئتين (أ) و(ب) بنحو 5 في المائة الى 17.4 دولار بحلول الظهر. وهبطت أسهم بنك عودة بنسبة 2.13 في المائة الى 62 دولارا. وهبطت شهادات الايداع العالمية لبنك بلوم أكبر بنك لبناني بنسبة 4.6 بالمائة الى 67.25 دولار.

وكانت سوق الاسهم اللبنانية قد تضررت بشدة عام 2005 من جراء اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري. وأغلقت الاسواق لثلاثة أيام بعد عملية الاغتيال وعند فتحها تراجعت أسهم سوليدير الشركة التي أسسها الحريري لاعادة بناء وسط بيروت بعد الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990 بالحد الاقصى المسموح به، وهو 15 بالمائة في الجلسة الواحدة وذلك لجلستين متتاليتين. لكن السوق بما في ذلك أسهم سوليدير تعافت في وقت لاحق لتبلغ مستويات قياسية مرتفعة قرب نهاية العام الماضي.

وفي سياق متصل، هون هونابراهام هيرشزون وزير المالية الاسرائيلي امس من الخسائر الحادة في أسعار الاصول المحلية خلال اليومين الماضيين في رد فعل على الاشتباكات على الحدود اللبنانية، قائلا ان أسواق المال انما كانت تتصرف بشكل طبيعي.

وتراجعت مؤشرات الاسهم في بورصة تل أبيب أكثر من 8 المائة وفقد الشيكل أكثر من 3 في المائة من قيمته مقابل الدولار منذ صباح الاربعاء عندما أسر مقاتلو حزب الله جنديين اسرائيليين وبدأوا باطلاق الصواريخ على اسرائيل من جنوب لبنان. وردت اسرائيل بضرب لبنان وقصف مطار بيروت والطرق وشبكات الاتصالات. وسوق اسرائيل للاسهم مغلقة امس وتفتح ثانية يوم غد الأحد. وانخفض الشيكل بنسبة 0.6 في المائة مقابل الدولار الأميركي امس لتتجاوز خسائره 3 في المائة خلال الايام الثلاثة الاخيرة مع استمرار الهجوم الاسرائيلي على لبنان بعد ان خطف مقاتلو حزب الله جنديين اسرائيليين. وتحدد السعر الرسمي للعملة الاسرائيلية بواقع 4.5210 شيكل للدولار مقارنة مع 4.4960 شيكل اول من أمس، ليصل الى أدنى مستوياته منذ الاول من يونيو (حزيران) وفقا للبيانات التي اوردتها رويترز.

وأثرت العملية العسكرية في لبنان سلبا على ثقة المستثمرين في اسرائيل، في الوقت الحالي كما تضررت أسواق المال في لبنان وأنحاء العالم من جراء تصاعد العنف.

وقال هيرشزون في بيان بعد اجتماع طارئ مع مسؤولين بارزين من وزارة المالية ومكتب رئيس الوزراء وستانلي فيشر محافظ بنك اسرائيل المركزي «الاقتصاد الاسرائيلي مستقر؛ وبالتالي فان رد فعل السوق على الاحداث في الايام القليلة الماضية طبيعي». وقال هيرشزون ان الاسواق الاسرائيلية واجهت أوقاتا أصعب مما يحدث الآن.