مؤشر الأسهم السعودية يترنح بتراجعه 155 نقطة

وسط احتراق محفزات الصعود وتسييل المحافظ

TT

ترنح المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية (تاسي) أمس، بشكل واضح، وهو ما أدى إلى تراجعه 155.13 نقطة بما يعادل 1.37 في المائة إلى مستوى 11192.36 نقطة.

وجاء التراجع الذي منيت به قيمة المؤشر العام متزامنا مع احتراق محفزات الصعود، وهو ما استدعى أيضا مغادرة المزيد من السيولة الذكية بعد تسييل المحافظ خلال الأيام الماضية.

وتتزامن تواترات المعطيات السلبية مع استمرار حالة الحيرة التي تعكسها تعاملات السوق التي تعاني من عدم الاستقرار، وهو ما يرجح البدء في رحلة البحث عن قاعدة سعرية يستطيع المؤشر العام العودة منها لاستعادة المسار الهابط المفقود منذ أواخر تعاملات الأسبوع قبل الماضي.

وفقد المؤشر العام المسار الصاعد بعد تراجعه دون مستوى 13125 نقطة في الثالث من الشهر الجاري، قبل أن يتأكد دخوله في المسار الهابط في ثاني أيام تعاملات الأسبوع الماضي، وذلك عندما تراجع المؤشر العام إلى مستوى 12790 نقطة، قبل أن تظهر مؤشرات جيدة في بداية الأسبوع الجاري على إمكانية الخروج من مسار الهبوط، لكن هذه المؤشرات عادت لتغيب مع نهاية تعاملات أمس.

وتظهر موجات «إليوت» إشارات سيئة تؤكد إمكانية البحث عن قاع أعمق من القاع الأخيرة التي ارتد المؤشر العام منطقتها، خاصة أن هذه الأمواج بدأت تتمدد بالاتجاه السالب في التعاملات الثلاثة الأخيرة.

يشار إلى أن محفزات الصعود انتهت مع انتهاء آخر إعلان من إعلانات نتائج النصف الأول للعام الحالي أمس، في الوقت الذي جاء التفوق من صالح قوى البيع المتفوقة بعد تنفيذ 479.2 ألف صفقة بيع وشراء بقيمة إجمالية تقدر بنحو 25.4 مليار ريال بعد تداول 394.4 مليون سهم. في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري، وهو خبير اقتصادي ومحلل فني لتعاملات سوق المال أمس، أن الوضع العام في سوق المال يثير العديد من التساؤل خاصة أن حالة عدم الثقة بحقيقة الارتدادات تسللت إلى المتعاملين خلف شاشات التداول بعد ثبوت فشل المؤشر في مواصلة الصعود الجيد الذي تحقق اول من امس. وذهب إلى أن السوق أقرب إلى دخول منطقة الكسر الحاسم لنقطة المقاومة التاريخية المحددة عند مستوى عشرة آلاف نقطة. يشار إلى أن المؤشر بلغ مستوى العشرة آلاف نقطة مرتين أثناء تداولات يومي الحادي عشر والثالث والعشرين من مايو (أيار) الماضي، ولم يتم الإغلاق دونها آنذاك، وهو ما يرجح إمكانية الإغلاق دون هذا المستوى في حال اضطر المؤشر العام لزيارة منطقة العشرة آلاف نقطة مجددا.

وعلى الطرف الآخر، قال لـ«الشرق الأوسط» جار الله الجار الله، وهو محلل فني لتعاملات سوق المال أمس، إن الموجة الهابطة التي تمر بها سوق الأسهم حاليا لم تصل إلى القاع التي قد تكون أبعد من نقطة مقاومة العشرة آلاف نقطة.

وقال إن العودة من مستوى الـ 13 ألف نقطة لن تنتهي بسهولة ما لم تدخل سيولة قوية تنهي تفوق قوى البيع على قوى الشراء، مشيرا إلى أن قوى البيع اضطرت سوق المال للتراجع القوي خلال التعاملات الأخيرة. وفي المقابل أكد لـ«الشرق الأوسط» سعود المالك وهو خبير اقتصادي أمس، أن تأثير هجرة السيولة الذكية ظهر بشكل جلي خلال التعاملات الأخيرة، خاصة أن أسواقا مالية مجاورة باتت أكثر جاذبية خاصة في الجانب المتعلق بمكرر الأرباح.

وذهب إلى أن تسييل المحافظ بداعي التصريف خلال الأسبوعين الماضيين لم ينتج عنه دخول جديد، بقدر ما كشف هجرة للسيولة الذكية إلى قنوات استثمار أخرى.