مؤشر الأسهم السعودية يقفز فوق الدعم ونمط الحيرة يواصل الحضور

التداولات تتجاوز 5 مليارات دولار وتنفيذ 387 ألف صفقة

TT

اختارت قوى شرائية فاعلة أمس للمؤشر العام مسار الصعود الإجباري، فيما لم يتضح الهدف من الصعود الحالي على الرغم من أنه جاء بإيعاز استدعى رفع مستوى السيولة المدورة في السوق.

وكسب المؤشر العام 1.78 في المائة ليصعد 189.82 نقطة إلى مستوى 10847 نقطة، إثر تداول 310.3 مليون سهم، بقيمة 19.03 مليار ريال (5.07 مليار دولار) نتيجة تنفيذ 387.1 ألف صفقة رفعت أسعار أسهم 74 شركة، من أصل أسهم 81 شركة مدرجة في سوق المال.

وجاء صعود المؤشر العام أمس، بعد أن انتهت تعاملات أمس الأول على تراجع بنسبة 0.9 في المائة، بعد خسارة المؤشر العام نحو 96 نقطة، فيما كان التداول الأسبق صاعدا، وهو ما يعني استمرار نمط ارتدادات القطة الميتة، وبقاء حالة الحيرة السائدة في السوق دون تغيير.

يشار إلى أن نمط ارتدادات القطة الميتة (dead cat bounce) يعتبر نمطا من الأنماط التي ترسمها الأسواق أثناء عمليات النزول الذي تتخللها عمليات شراء لا تستهدف صعود الأسعار في حقيقة الأمر، بقدر ما تستهدف المضاربة وشراء الوقت. ويعتبر نمط ارتدادات القطة الميتة نمطا شائع ضمن أنماط موجات النزول الحقيقي.

وفيما استمرت سمة مغادرة الأسهم للمحافظ في المساء وعودتها في الصباح واضحة، وهو ما أفضى إلى ارتدادات القطة الميتة، وبقاء حالة الحيرة في السوق التي يبدو من تعاملاتها أنها تنتظر صدور أخبار وشيكة، قد تنجو السوق من التراجع بفعل تدخل قوى شراء فاعلة ذات أهداف غير معلنة. وبات واضحا أن سوق المال السعودية تنتظر صدور أخبار مهمة بدون أن تتضح طبيعة الأخبار المرتقبة ما إذا كانت إيجابية أم سلبية على الرغم من ظهور مؤشرات على ترجيح الجانب الإيجابي على السلبي.

وفي حال كانت الأخبار التي تترقبها السوق سلبية أو تأخر ظهور الأخبار السارة فإن ذلك يعني أن أي حالة صعود مجرد ارتداد بسيط سيتم بعده استئناف جديد للمسار الهابط .

وتعاني سوق المال في السعودية من عدم وجود محفزات قادرة على رفع الأسعار وبالتالي قيمة المؤشر العام، فيما لا تزال مبررات الهبوط موجودة على أرض الواقع، كما تبدو حالة عدم الارتياح باقية في ظل غياب المحفزات الحقيقية.

وبناء على المعطيات الفنية للسوق السعودية عند الإقفال أمس، توضح مؤشرات قراءة مستقبل السوق إلى أن المؤشر العام يقترب إلى حد كبير من إعلان الدخول في مسار الصعود، لكن ذلك لم تنسجم معه إشارات الدخول الأمن التي لا تزال غائبة.

* السويد: المؤشر العام فوق الدعم ولا مقاومة لمسار الصعود * في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد السويد وهو خبير في تحليل تعاملات أسواق المال أمس، أن المؤشر العام يقع حاليا فوق مستوى دعم مهم، فيما لا تعترض المسار الصاعد مقاومة تستحق الذكر.

وبين أن نقطة الدعم المهمة التي ستدعم مواصلة المسار الصاعد محددة عند مستوى 10775 نقطة، فيما يرجح أن تستغل السوق انتظار المحفزات المقبلة على أن يتم استباق المحفزات بمواصلة الصعود حتى نهاية تعاملات الأسبوع الجاري.

* السمان: نمو السيولة يدعم استمرار الصعود في السوق

* وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان، وهو محلل لتعاملات سوق المال السعودية، أن تنامي مستوى السيولة بالتزامن مع ارتفاع المؤشر العام، مدعاة للاطمئنان.

وقال إن المؤشرات الفنية للسوق تشير إلى أن الوضع جيد إلى حد كبير، مشيرا إلى أن الصعود المتدرج مؤشر جيد على إمكانية استمرار المسار الصاعد خلال التعاملات المقبلة.

* الشلاقي: السيولة تقلص حجم الحيرة السائدة

* وفي المقابل قال لـ«الشرق الأوسط» سعد الشلاقي، وهو متعامل في سوق الأسهم، إن تنامي مستوى السيولة قد يساعد على الحد من مستوى الحيرة التي يعاني منها المتعاملون خلف شاشات التداول.

وقال إن المؤشر العام مرشح بناء على ارتفاع حجم الأموال المدورة إلى مواصلة المسار الصاعد على الأقل خلال اليومين المقبلين، على أن تحدد المعطيات المحيطة بالسوق مسار الأسبوع المقبل.