«إعمار المدينة الاقتصادية» تحقق رقما قياسيا بتسجيل 9.2 مليون مكتتب

السعودية: المستثمرون يلحقون بآخر أيام التسجيل والمبالغ تصل الى 1.7 مليار دولار

TT

أُغلق أمس باب الاكتتاب على أسهم شركة «إعمار المدينة الاقتصادية»، والذي تمت تغطيته بالكامل مع نهاية اليوم الثالث، محققاً رقماً قياسياً في أعداد المكتتبين، حيث تجاوز مجموع المبالغ المُكتتب بها مع نهاية اليوم التاسع حاجز 6.7 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، وذلك عبر أكثر من 2.5 مليون طلب تقدم بها أكثر من 9.2 مليون مكتتب، وسيتم الإعلان قريباً عن العدد النهائي للطلبات والمكتتبين والمبالغ النهائية التي تم جمعها. وكان الرقم القياسي مسجلا باسم شركة ينبع للبتروكيماويات «ينساب» والذي وصل الى 8.9 مليون مكتتب ضخوا أكثر من 5.6 مليار ريال (1.4 مليار دولار). وقال محمد بن علي العبار، رئيس مجلس إدارة إعمار المدينة الاقتصادية إن إقبال المستثمرين السعوديين اللافت على عملية الاكتتاب، يؤكد متانة الاقتصاد السعودي، معرباً عن شكره لهيئة السوق المالية في السعودية وكافة البنوك التي شاركت في عملية طرح الأسهم على ما قدموه من دعم متميز.

من جهته قال نضال جمجوم، الرئيس التنفيذي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية: إنه يعكس الإقبال على عملية الاكتتاب المناخ الاستثماري الإيجابي السائد في السعودية والأهمية الكبرى التي ينطوي عليها مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية باعتباره سيلعب دوراً حاسماً في دفع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد. وأقفل أمس الباب على احد اكبر الاكتتاب شهدته السعودية في شركة اعمار المدينة الاقتصادية والتي عكست زيادة الطلب على الاكتتابات في السعودية مما يساعد على ظهور الشركات وتنمية الاقتصاد على المدى البعيد، وانتظار الاكتتابات التي ستطرح خلال الفترة المقبلة.

ويهدف مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، الممتد على مساحة 55 مليون متر مربع، إلى إقامة مدينة متعددة الأغراض تتألف من 6 مناطق رئيسية هي: الميناء البحري والمنطقة الصناعية والجزيرة المالية والمنتجعات والأحياء السكنية والمدينة التعليمية الصحية. وسوف يتم تنفيذ المشروع على عدة مراحل، حيث من المتوقع انتقال أول مجموعة من الشركات والسكان إلى المدينة في غضون 30 ـ 36 شهراً. ومن المتوقع أن يوفر المشروع أكثر من 500 ألف فرصة عمل، وذلك عبر الشركات الصناعية والخدمية المتنوعة التي ستتخذ من المدينة مقراً لها.

من جانب اخر كشفت مصادر عاملة في القطاع البنكي دخول شرائح المستثمرين الكبار آخر يوم لاكتتاب «إعمار المدينة الاقتصادية»، في حين ما زال جموع ضئيلة من السعوديين محجمين بانتظار فتوى شرعية تحل الاكتتاب في الشركة والتي أسدلت الستار أمس عن أكبر اكتتاب في تاريخ البلاد والذي امتدت على مدار أسبوعين لجمع 2.5 مليار ريال، شهد خلالها ارتفاعا في عدد المكتتبين وإقبالا كبيرا حتى آخر لحظة.

وقال عاملون في البنوك المحلية إن الغرف الخاصة بكبار العملاء ومكاتب مديري الفروع شهدت أمس حركة مكثفة من قبل شرائح من العملاء وذلك لإتمام عمليات الاكتتاب في «إعمار المدينة الاقتصادية»، متوقعين في ذات الوقت أن الحد الأدنى للاكتتاب والمعلن عنه بواقع 50 سهما سينخفض إلى دون هذا المستوى.

ولفت العاملون في البنوك إلى أن شريحة المستثمرين يدركون القاعدة التي تقول «كلما زاد عدد المكتتبين زادت احتمالات انخفاض الحد الأدنى للاكتتاب عن 50 سهما، في مقابل أن انخفاض أعداد المكتتبين يجعل المجال أكبر لضمان الحد الأدنى والحصول على نسبة معينة أعلى من التخصيص»، مشيرين إلى أنه من المقرر أن يتم إعادة الفائض والإعلان عن تخصيص الأسهم للمكتتبين الثلاثاء المقبل دون أي عمولات أو استقطاعات مالية من مدير الاكتتاب أو البنوك المستلمة.

وأشار ياسر الجاسر أحد الموظفين في مصرف الراجحي في حديث مع «الشرق الأوسط»، إلى أن الإقبال على الاكتتاب شهد ارتفاعا ملحوظا للمكتتبين في اليوم الأخير، موضحا أن كبار المستثمرين لا يسارعون للاكتتاب من الأيام الأولى ويحبذون إبقاء أموالهم للاستفادة منها في أشياء أخرى خصوصا المبالغ الضخمة التي ليس من الأجدى تجميدها لمدة أيام من دون فائدة، موضحا إلى احتمالية الفرصة بحصولهم على كميات تخصيص أسهم أكثر في حال محدودية أعداد المكتتبين. من جانبه قدر فهد التميمي أحد الموظفين في خدمة العملاء بالبنك العربي الوطني حجم الإقبال على الاكتتاب بأنه مرتفع وحتى آخر لحظات الاكتتاب مستطردا بأن التقنية الحديثة والخدمات البنكية المتوفرة في البنك مكنت العميل الاكتتاب من منزله وساهمت في تقليل الحضور إلى البنك بشكل لافت في الأيام الأولى للاكتتاب، مبينا في ذات الوقت أن يوم أمس فضل المكتتبون التواجد في البنك لتسجيل أسمائهم بأيديهم متناسين الخدمات الإلكترونية التي قدمت من أجلهم.

من جهته، أكد ناصر الزامل أحد المكتتبين بأن اكتتابه في اليوم الأخير أصبح عادة لديه لأن ذلك يمكنه من التعرف على كمية الأسهم وعدد المكتتبين ولو بشكل أولي ومن ثم يبني على ذلك بكمية الأسهم التي يكتتب فيها. ومن ناحية أخرى، أفصح إبراهيم البدر أحد المكتتبين بأن اكتتابه في هذا اليوم يرجع إلى عدم توفر فتوى شرعيه تجيز الاكتتاب بالشركة من عدمه، مضيفا أنه يحرص بشكل كبير على توفر فتوى شرعيه تجيز الاكتتاب في مختلف الشركات من عدمها ومن ثم يحدد مصيره في الاكتتاب.

وفي هذه الأثناء، يرى فهد العلي أحد المكتتبين بأن اختياره لهذا اليوم بسبب عدم جدوى الاكتتاب من الأيام الأولى لاسيما أنه كان يحتاج للمال في الفترة الماضية، مشيرا إلى أن إعادة الفائض الأسبوع المقبل وفي هذا الوقت القياسي جعله يقرر الاكتتاب في اليوم الأخير.