محللون: سوق الأسهم السعودية تعاني من فقد ثقة المستثمرين رغم متانة الاقتصاد

TT

أكد عدد من المحللين في سوق الأسهم السعودية، أن الإقبال الكبير الذي شهده الاكتتاب في شركة إعمار المدينة الاقتصادية الذي انتهى أمس الأول الأربعاء، لا يعني عودة الثقة إلى المواطنين في استمرارية الاستثمار في سوق الأسهم، وقالوا إن أكثر هؤلاء المكتتبين سوف يقومون ببيع أسهم في أول ايام تداول أسهم الشركة. ويبقى السوق رهينة انعدام الثقة التي تولدت لدى كثير من المستثمرين بعد انهيارات السوق التي جاءت في أواخر شهر فبراير (شباط) الماضي، وخسرت البورصة خلالها أكثر من نصف قيمتها السوقية.

وكان محمد العبار رئيس مجلس إدارة أعمار المدينة الاقتصادية، قد صرح بأن عدد المكتتبين في الأسهم التي طرحتها الشركة والبالغة 255 مليون سهم تجاوز 9.2 مليون مواطن، ضخوا في ذلك 6.7 مليار ريال (1.79 مليار دولار).

وقبل الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، كان قد شهد مؤشر الأسهم السعودية صعودا تدريجيا بسيطا، والذي كان يدل على حذر في المضاربة التي غالبا ما يتبعها جني أرباح سريع، إضافة إلى تردد في الاستثمار على أسعار أسهم تعتبر مغرية لو عادت الثقة في السوق على ما كانت عليه قبل الانهيار.

وعان السوق الذي شهد انتعاشا كبيرا خلال السنوات الثلاث الماضية من المضاربات العشوائية، وما درج عليه صغار المستثمرين من تتبع لخطوات صناع السوق من جهة، ومن أخرى عان من وجود شركات صغيرة ممكن التحكم في رؤوس أموالها.

وفي هذا الصدد يقول احمد الغامدي محلل في سوق الأسهم السعودية إن مقومات الاقتصاد السعودية قوية وواردات الدولة من البترول ممتازة، ولكن السوق تمر في مرحلة تصحيح للمستثمر نفسه، فالبقاء في البورصة للذي يستطيع أن يدير أسهمه بقراءة صحيحة للتحليلات الأساسية والفنية للسوق.

وأضاف أن العشوائية التي كانت من أهم ملامح السوق غلفها الحذر، بعد أن خسر مستثمرون ممتلكاتهم ومدخراتهم تبعا لذلك. كثير من المستثمرين الصغار لم يتوقعوا تلك الخسارة التي لحقت بهم، وكان كل الذي عرفوه عن سوق الأسهم، انه كان مجالا للربح السريع، ولم يتعرفوا على حقيقة السوق، إلا بعد أن تعرض السوق لخسارته الكبيرة.

يقول ظافر القحطاني محلل في سوق الأسهم السعودية، لعل الفترة السابقة كانت فترة تصحيح لاستثمارات في سوق ناشئة وستتبعها بعد ذلك استثمارات صحيحة وناجحة، فالذين تعرضوا للخسارة لن يدخلوا مرة ثانية للسوق، إلا بعد أن يتعلموا ما بعد الأبجديات في كيفية الاستثمار الصحيح على أسهم شركات ذات نتائج مالية جيدة، غير انه استدرك وقال، ربما تكون السوق أفضل لو قسمت إلى سوق رئيسية كبيرة تضم الشركات الكبيرة وأخرى للشركات الصغيرة، حتى يتسنى للمستثمر الجديد أن يدرك الفرق بين الشركات وربما يكون السوق أفضل لو أخرجت الشركات التي لا تحقق أرباحا من البورصة، وهيئة سوق المال على إطلاع بوضع تلك الشركات، وربما يكون من الأفضل لو اتخذت في حقها قرارا كأن تمهلها فترة زمنية لتصحيح وضعها أو للخروج من السوق نهائيا.

يقول حمدان القرني مستثمر في سوق الأسهم «أنا لا ادري ما اثر ارتفاع أسعار النفط على السوق، ولكني مستثمر متتبع كنت في السابق، إذا قالوا تحسنت أسعار النفط اشتريت الأسهم التي عليها أكثر إقبالا، وإذا قالوا ارتفعت أسعار الفائدة كذلك ضاعفت استثماري في السوق». والقرني مثله مثل ملايين من السعوديين لا يهتم بالادخار في البنوك، ويفضل الاحتفاظ بحسابه الجاري، لذلك فهو لا يتابع أخبار ارتفاع أسعار الفائدة.

ويضيف القرني لقد خسرت أكثر من 70 في المائة من استثماراتي، وتركت السوق وللأبد، وسأكتفي فقط بالاكتتابات في أسهم الشركات المدرجة، والتي تحقق عائدا جيدا ومضمونا.

ولا يعرف احمد حسن وهو صاحب محل صغير لبيع الخضراوات، ما الذي يرفع أسعار أسهم شركات السوق عامة إلى عدة أضعاف في فترات وجيزة؟ وان تكن بعض الشركات يعتبرها بعض المحللين تستحق الأسعار التي وصلت إليها، إلا أن أغلبية الشركات أسعارها ارتفعت نتيجة تضليل ومضاربات عشوائية، من دون مبررات.