أسعار النفط تتراجع عن مستوياتها القياسية بعد خفض تصنيف العاصفة «كريس»

إنتاج «أوبك» ينخفض 250 ألف برميل يوميا في يوليو الماضي

TT

تراجعت أسعار النفط أمس اثر خفض تصنيف العاصفة المدارية «كريس» الى منخفض جوي مما قلل المخاوف من احتمال أن تلحق أضرارا بمنشآت النفط والغاز في منطقة الساحل الأميركي على خليج المكسيك. وهبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن ثلاثة سنتات الى 76.53 دولار للبرميل في حين انخفض سعر عقود النفط الخام الأميركي الخفيف 22 سنتا الى 75.24 دولار للبرميل بحلول منتصف أمس. وفي وقت سابق من هذا الاسبوع توقع خبراء الارصاد الجوية تطور كريس لتصبح أول أعاصير الموسم الأميركي لكنها فقدت قوتها يوم الخميس.

وقال خبراء الارصاد الجوية الذين خفضوا تصنيفها أمس بعد تراجع السرعة القصوى لرياحها الى 56 كيلومترا في الساعة انه لاتزال هناك فرصة أن تستعيد قوتها. وقال يوين اوكالاهان من بي.ان.بي باريبا «الامر الواضح هو أن أيا ما يحدث للعاصفة المدارية كريس فهو تذكير بحساسية السوق نحو الاعاصير».

وأغلقت الاعاصير العام الماضي ربع انتاج الخام والوقود في الولايات المتحدة ودفعت أسعار النفط للارتفاع الى مستويات قياسية. ولايزال نحو 12 في المائة من الانتاج الأميركي من خليج المكسيك البالغ 1.5 مليون برميل في اليوم متوقفا.

ونقلت وكالة «روتيرز» أمس عن خبراء الارصاد ان موسم أعاصير 2006 لن يضاهي على الارجح موسم 2005 القياسي الذي شهد تسجيل 28 عاصفة لكنه في الغالب سيكون أكثر نشاطا عن المعتاد.

وقال اوكالاهان ان السوق لا تزال أيضا تستمد دعما من «مخاطر سياسية فعلية ومحتملة». ووقع تعطل حقيقي للامدادات في العراق حيث أوقف التخريب تعافي الصادرات من الشمال وفي نيجيريا حيث توقف انتاج ما لا يقل عن 718 ألف برميل يوميا من الخام معظمه بسبب اضطرابات مسلحة. كذلك تراجعت الامدادات من خامات بحر الشمال المعيارية الى مستوى قياسي منخفض بسبب عمليات صيانة مكثفة للحقول وهو ما ساهم في تفسير العلاوة السعرية غير المعتادة لعقود خام برنت الاجلة على الخام الأميركي الخفيف.

وبخلاف العراق فان خطر تعطل الامدادات في الشرق الاوسط يعد نظريا في الوقت الحالي.

وعززت الحرب التي تشنها اسرائيل على مقاتلي «حزب الله» اللبناني المخاوف بين المحللين من تفاقم النزاع بين الغرب وايران منتج النفط بشأن برنامجها النووي.

وفي حالة انحسار كل تلك المخاوف السياسية يتوقع بعض المحللين تراجع أسعار النفط لاسيما في ضوء تباطوء اقتصادي في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للخام في العالم.

وأظهرت بيانات أميركية منذ أسبوع نمو اقتصاد الولايات المتحدة بمعدل سنوي بلغ 2.5 في المائة في الربع الثاني من العام الحالي بانخفاض كبير عن توقعات المحللين. وأعلن نمو الوظائف الأميركية في يوليو (تموز) بمقدار 113 ألفا أي أقل من توقعات المحللين في حين ارتفع معدل البطالة الى 4.8 في المائة وهو أعلى مستوى منذ فبراير (شباط). وقال اوكالاهان «قصة التباطوء الأميركي ستصبح أكثر وأكثر الحاحا لاسواق النفط». الى ذلك أظهر مسح أجرته «رويترز» عن تراجع لانتاج أوبك بلغ 250 ألف برميل يوميا في يوليو الماضي رغم ارتفاع الاسعار الى مستويات قياسية بعدما ضرب تسرب في خط أنابيب الانتاج النيجيري وبفعل أعمال صيانة في فنزويلا. وهبط انتاج الخام منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الى 29.55 مليون برميل في اليوم في يوليو الماضي لينزل عن أعلى مستوياته في سبعة أشهر الذي بلغه في يونيو (حزيران) عند 29.8 مليون برميل يوميا وفقا للمسح الذي شمل مستشارين ووكلاء شحن ومصادر بالصناعة وأوبك. وتراجع الانتاج النيجيري في يوليو الماضي نحو 140 ألف برميل يوميا بعد تسريب في خط أنابيب تديره شركة رويال داتش شل أوقف 210 الاف برميل يوميا من انتاج خام بوني الخفيف في 21 من يوليو. وجاء تعطل الانتاج النيجيري بعد أسبوع فقط من بلوغ الخام الأميركي الخفيف مستوى قياسي مرتفعا مسجلا 78.40 دولار للبرميل وسط مخاوف بشأن القتال المتصاعد بين اسرائيل ومقاتلي «حزب الله».