الأسهم السعودية في مرحلة الحسم.. «فوات الربح» أو «مصيدة الخسارة»

خبير: الحيرة التي يعاني منها المتعاملون في السوق ستنتهي خلال أيام

TT

عين على شاشات التداول وعين على شاشات الأخبار، هكذا ستكون حال المتعامل مع سوق الأسهم السعودية مع بداية تعاملات الأسبوع الجديد اليوم، على أن تسير التعاملات منسجمة مع واقع حال المعارك في لبنان.

وترشح التحليلات الحالية إلى أن ينقسم المتعاملون في سوق المال السعودية إلى قسمين، الأول سيكون مغامرا بالشراء على اعتبار أن إمكانية وقف إطلاق النار في لبنان بات مسألة وقت، فيما سيكون الفريق الآخر أكثر حذرا على اعتبار أن فوات الربح أقل ضررا من الوقوع في مصيدة الخسارة. ويرجح أن تكون محافظ القوى الكبرى في سوق المال ضمن الفريق الأول، خاصة أن التحليل الفني للتعاملات الأخيرة يشير إلى إمكانية ورود أخبار إيجابية خلال الساعات المقبلة، فيما ترجح نتائج التحليل الأساسي الكشف لاحقا عن منح مجانية لا تزال طي الكتمان.

وعلى الطرف الآخر يرجح أن تكون محافظ صناع المضاربة في السوق التي لا تزال بلا عمق كاف لحمايتها من التذبذبات الحادة، أكثر ميلا إلى تنفيذ العمليات الخاطفة، وذلك قياسا بإمكانية العمل وفق إستراتيجية المضاربة متوسطة المدى، حتى تتبين الصورة في الأيام القريبة المقبلة.

وكشفت التعاملات الماضية أن صناع المضاربة غير قادرين على معرفة اتجاهات السوق، وذلك بدليل السير وفق لون المؤشر العام الذي تتحكم في مساره أسعار أربع شركات قيادية كبرى يسيطر عليها صناع السوق.

وتختلف قراءة صناع السوق لمستقبل سوق الأسهم السعودية عن قراءة صناع المضاربة، إذ يرى الفريق الأول أن إسرائيل عادة ما تعمد إلى تنفيذ معارك خاطفة دون التورط في حروب ذات بعد زمني ممتد، وهو ما يرشح إمكانية توقف إطلاق النار في وقت قريب. وفي حال توقفت العمليات الحربية التي تشنها إسرائيل على لبنان، فإن ذلك يستدعي موجة صعود قوية، لكنها موجة قد تكون مؤقتة على اعتبار أن هناك قوى تريد مزيدا من الهبوط لأسعار أسهم المضاربة والعوائد على السواء.

ويظهر التحليل الأساسي الذي يمكن من خلاله كشف المنح المجانية السرية التي تعتزم العديد من الشركات القيادية في السوق الإعلان عنها في الربعين الثالث والرابع من العام الحالي، أن أسهم قيادية ذات تأثير في مسار المؤشر العام تستعد حاليا للإعلان عن رفع رؤوس الأموال عبر المنح.

ويأتي ضمن أهم محفزات سوق المال، إمكانية توجه عرض النقود المتصاعد في السعودية إلى سوق الأسهم قبل التوجه إلى قنوات استثمار أخرى، إذ أن ميكانيكية السوق التي عادة ما ترفع الأسعار تعتمد على تنامي مستويات عرض النقود وأسعار النفط والنتائج المالية للشركات.

وكانت مؤسسة النقد السعودي «ساما» كشفت في الأسبوع الماضي أن عرض النقود ارتفع 1.7 في المائة بنهاية يونيو (حزيران) الماضي، ليصل إلى 159.8 مليار ريال (42.6 مليار دولار).

* السبيعي: الوضع مطمئن وأسهم العوائد واعدة

* في هذه الأثناء أوضح لـ «الشرق الأوسط» إبراهيم السبيعي عضو مجلس إدارة بنك البلاد وعضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة أمس، أن الوضع في سوق المال السعودية مطمئن.

وشدد على أن أسهم العوائد في العديد من القطاعات واعدة، فيما وصف المعطيات المحيطة بسوق المال بأنها إيجابية وأن أوضاع الاقتصاد السعودي طبيعية جدا. ولمح إلى أن الأسعار السائدة في السوق مناسبة لقوى الشراء، لكنها غير مرضية لقوى البيع. وقال السبيعي وهو خبير في الشؤون المالية والمصرفية إن على ملاك المحافظ الخاسرة الصبر، لأن سوق المال المحلية تعتبر واعدة على المدى البعيد، وهو ما يعني أن البيع بخسارة عمل خاطئ.

* السمان: المؤشرات الفنية تتوقع الصعود الحذر

* وعلى الطرف الآخر، أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان وهو خبير في تحليل تعاملات سوق المال السعودية أمس، أن تشهد الأسعار خلال الأسبوع الحالي صعودا حذرا.

وبين أن العديد من المؤشرات الفنية ونتائج التحليلات الأساسية ترجح جاذبية الأسعار الحالية أمام قوى الشراء، مقابل إمكانية إحجام ملاك الأسهم عن البيع بالأسعار السائدة.

وقال إن صعودا مرتقبا سيتم بشكل متسارع فور تهدئة الأوضاع السياسية الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن قوى الشراء قد تتزايد في جلسات التداول الأربع الأولى من الأسبوع الحالي.

* الجبرين: حيرة الأسهم ستنتهي خلال أيام

* وفي المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» بندر الجبرين وهو متعامل في سوق المال السعودية، أن الحيرة التي يعاني منها المتعاملون في السوق ستنتهي خلال أيام، على اعتبار أن الأسبوع الحالي قد يشهد قرارات تاريخية في منطقة الشرق الأوسط.

وقال إن العديد من المتعاملين سيراهنون على انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان خلال أيام، وهو ما يرجح إمكانية صعود الأسعار قريبا، مشيرا إلى أن استمرار الحرب ودخول أطراف أخرى قد يقود إلى تدهور الأسعار بشكل لافت.