بعد مزايدة علنية ساخنة استمرت ثلاث ساعات، فازت إعمار مصر احدى شركات اعمار الاماراتية، بصفقة مشروع تنمية أكثر من 6 ملايين متر بالساحل الشمالي المصري، وبعد ان أوصلت سعر المتر الى 160.5 جنيه سابقة العرض التالي بـ25 قرشا في المتر فقط.
(الدولار = 5.73 جنيه، والجنيه = 100 قرش)، بما يعني أن التالي وهو احدى شركات مجموعة طلعت مصطفى خسر الصفقة بسبب 1.5 مليون جنيه تعادل 258 ألف دولار.
وتضمن عرض إعمار إقامة مشروع عمراني وسياحي وإسكاني متكامل على مساحة 6.2 مليون متر مربع عند المنطقة الواقعة عند الكيلو 125 على الطريق الى مرسى مطروح وبطول 7 كيلومترات يشمل 4 آلاف غرفة فندقية الى جانب الفيلات والشاليهات والشقق الفندقية بإجمالي 9 آلاف وحدة سياحية، كما يتضمن إقامة ملاعب جولف ومراكز لليخوت وقاعة مؤتمرات دولية وأنشطة خدمية وترفيهية. وتبلغ التكلفة الاجمالية الاستثمارية للمشروع بكافة مراحله نحو 10 مليارات جنيه مصري (1.720 مليار دولار). وقال شفيق جبر، رئيس اعمار مصر «إن المشروع سيتم تنفيذه في غضون 5 سنوات ونصف السنة، مشيرا الى أن انشغال اعمار بأكثر من مشروع في مصر لن يحول دون قدرتها على الوفاء بتنفيذ المشروع في موعده». وكانت المزايدة قد تمت بأسلوب جديد هو تصويرها بدائرة تلفزيونية مغلقة ليشاهدها الوزراء والمسؤولون ولتوثيق ما دار فيها من مساجلات، لتكون مرجعيا عند نشوب أي خلاف، وبدأت المزايدة بقيام الشركة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية التي مثلها رئيسها هشام طلعت مصطفى بعرض 84 جنيها للمتر، وقدمت إعمار مصر التي مثلها رئيسها شفيق جبر 45 جنيها للمتر قدمه رئيس الشركة شفيق جبر، بينما عرض خالد أبو طالب ممثل أوراسكوم للفنادق والتنمية (يرأسها سميح ساويرس) 45.3 جنيها للمتر.
فى الجلسة الثانية للمزايدة قدم هشام طلعت 151 جنيها واعمار 156 جنيها وانسحبت أوراسكوم، وفي الثالثة قدم طلعت 158 واعمار 159 جنيها، وفى الجولة الرابعة قدمت اعمار السعر الذي فازت به.
وتشكلت لجنة المزايدة من علي عبد العزيز رئيس الشركة القابضة للسياحة والإسكان والسينما رئيسا، والمستشار يسري زين العابدين كبير مستشاري مجلس الوزراء ورئيس لجنة فض المظاريف، وحسن عبد الله العضو المنتدب للبنك العربي الافريقي المروج للمشروع، وحضرها ممثلو الشركات الثلاث، وجرت المزايدة في قاعة دائرية وسط ماكيتات مشروعات الشركات الثلاث المتنافسة، شاهدها عبر الدائرة التلفزيونية وزراء الاستثمار والسياحة والإسكان.
من جانبه، قال هشام طلعت مصطفى رئيس الشركة العربية للاستثمارات الفندقية والسياحية، إن النواحي الاجرائية للمزايدة مطمئنة تماما، بل وتقدم نموذجا في الشفافية، وقال أحمد المغربي وزير الاسكان إن المشروع الفائز سيكون الخطوة الأولى على طريق تنمية الساحل الشمالي الغربي وجعله «ريفيرا مصر»، كما أنه سيحقق مفهوم استغلال المنطقة شتاء وصيفا بدلا من الاستخدام الموسمي المحدود الراهن.
وأعلن الدكتور محمود محيي الدين أن حصيلة البيع البالغة مليارا و4 ملايين و569.5 ألف جنيه، ستوجه الى المحفظة المالية للشركة المالكة للأرض، وهي «ايجوث» التابعة للشركة القابضة للاسكان والسياحة، وأن جزءا منها سيستخدم لتطوير الفنادق التاريخية المملوكة لها، وآخر سيذهب للخزانة العامة والجزء الأخير سيوجه لصندوق اعادة الهيكلة بقطاع الأعمال العام.
وقال محيى الدين إنه سيتم خلال أسابيع طرح أرض مجاويش على ساحل البحر الأحمر (1.6 مليون متر) والعين السخنة (110 أفدنة للوزارة + 53 فدانا لمحافظة السويس) على المستثمرين بنفس الطريقة التي أتبعت في مشروع منتجع سيدي عبد الرحمن.
يذكر أن العروض الثلاثة كانت قد اجتازت حاجز القبول الفني، وأنه تمت الاستعانة ببيوت خبرة أجنبية في وضع التصور الأفضل لاستثمار المنطقة وتقييم العروض الفنية. وكانت «الشرق الأوسط» قد أكدت في وقت سابق، أن عرض إعمار الفني كان الأعلى، وتوقعت فوزها في المزايدة.