القصف الإسرائيلي على لبنان يعطل 95% من عمل المصانع

الحرب تشل حركة التصدير وقيمة الخسائر بمليارات الدولارات

TT

اكدت بعض التقارير الاقتصادية الصادرة في لندن امس ان الطيران الحربي الإسرائيلي هاجم واصاب ما لا يقل عن 45 مصنعا منذ بداية الهجوم على لبنان في الثاني عشر من يوليو الماضي. واعتمدت التقارير هذه على لائحة وضعها عدد من رجال الأعمال اللبنانيين بالمرافق الاقتصادية المتضررة نتيجة الهجوم الإسرائيلي على لبنان.

وتضم اللائحة مصانع المفروشات وقطع الأثاث ومصانع المواد الطبية ومصانع الأقمشة ومصانع الورق ومصانع الحليب وغيره. وذكرت الفاينانشال تايمز اللندنية بهذا الإطار ان الغارة الجوية التي استهدفت مخازن شركة «بروكتر اند غامبل» ادت الى حصول اضرار بقيمة 20 مليون دولار، واضافت الصحيفة ان اربعة صواريخ اسرائيلية اصابت احد اكبر مصانع القوارير الزجاجية في منطقة الشرق مصنع «مالبان» في منطقة البقاع والذي تملكه عائلة هندية بريطانية منذ عام 1966، وهذا يعني في عالم الاقتصاد ضياع الف فرصة عمل على الأقل للسكان المحليين. وكان مدخول المصنع الذي يصدر الى جميع دول المنطقة واوروبا الغربية يبلغ حوالي 26 مليون دولار في السنة. واشارت التقارير إلى ان 95 % من المصانع في لبنان معطلة، حسب المعلومات المتوفرة من الهيئات الصناعية اللبنانية، إذ ان المصانع التي لم تصب بالقصف المباشر تأثرت وتوقفت عن العمل بسبب الحصار البحري والجوي الإسرائيلي المفروض على لبنان، فاصحاب المصانع عاجزون عن تأمين الوقود والمواد الأولية لمصانعهم.

وقبل بدء العمليات العسكرية كان الاقتصاد اللبناني يظهر الكثير من علامات القوة والنهوض بعد اكثر من عشر سنوات من العمل الدؤوب. وكان اداء الاقتصاد العام الماضي الأفضل منذ سنوات طويلة أي منذ بداية الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، إذ ان عمليات التصدير تضاعفت مائة في المائة عما كانت عليه عام 2005 وكان لبنان يستعد لاستقبال المزيد من السياح بعد ان اصبح مركزا سياحيا من الطراز الأول للكثير من الأوروبيين والخليجيين واللبنانيين الذين يعيشون في الخارج. وكانت نسبة النمو الاقتصادي خلال الربع الاول من العام الحالي قد بلغت في لبنان 5 % وهي نسبة ممتازة مقارنة بنسب النمو في الدول المحيطة، اما الآن وبعد الهجوم الإسرائيلي فيتوقع الخبراء ان تنخفض نسبة النمو الى الصفر وربما اسوأ من ذلك.

وتتضارب آراء خبراء الاقتصاد في لبنان وخارجه حول قيمة الخسائر الاقتصادية التي مني بها لبنان بسبب استمرار الحرب وصعوبة اجراء مسح عيني دقيق على الأرض، ففيما تؤكد بعض المصادر ان قيمة الخسائر بلغت حتى الآن 2 مليار دولار، تقول بعض الجهات الاقتصادية ان قيمة الخسائر في البنية التحتية تعدت الـ 6 مليارات دولار. ويقول الاقتصادي اللبناني ورئيس الهيئات الاقتصادية عدنان قصار في هذا الإطار ان اسرائيل تستغل الحرب مع حزب الله لتدمير البنية التحتية والقطاع الخاص، ولهذا اجرى القصار في الأيام القليلة الماضية لقاءات عديدة مع سفراء دول العالم والمنظمات الدولية في العاصمة بيروت كالأمم المتحدة، وعمل على تسليمها نص النداء الذي وجهته الهيئات الى المجتمع الدولي للعمل على توفير ممرات آمنة للمساعدات الاقتصادية قبل حصول كارثة انسانية.