أنباء انفراج الحرب في لبنان تنعش الأسهم السعودية والمؤشر يكسر حاجز 11 ألف نقطة

«حجم السيولة» يعطي إشارة إيجابية عن كسر الحاجز المعنوي

TT

عملت الأنباء المتواردة أمس، عن مباحثات دولية جادة لوقف إطلاق النار في العدوان الإسرائيلي على لبنان، كإبرة انعاش لحركة مؤشر سوق الأسهم السعودية، إذ سجلت أمس ارتفاعا كبيرا لم تحققه منذ فترة طويلة بواقع 4.4 في المائة، تمثل 452 نقطة ليكسر المؤشر العام حاجز 11000 نقطة المعنوي، بعد مراوحة المؤشر دامت لأكثر من 3 أسابيع في مستوى 10000 نقطة.

وجاءت الأنباء عن وجود مباحثات سياسية أطرافها دول مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لإيجاد بصيص أمل لحل أزمة لبنان، جراء العدوان الإسرائيلي، تمثل انفراج وشيك للموقف المتوتر، ودافع معنوي كبير لنفسية المتعاملين والذين بدأوا أمس في عمليات شراء وتعاملات ارتفع على إثرها حجم السيولة المتداولة إلى 5.6 مليار دولار (21 مليار ريال)، استقر على إثرها المؤشر عند 11213 نقطة. في هذه الأثناء، تميل الآراء الفنية إلى أن المستوى الذي سجله المؤشر العام يمثل توجها «حقيقا» وليس «وهميا»، ولو شهدت الفترة المقبلة بعض التراجعات، حيث ستكون مستويي11 ألف نقطة و11600 نقطة بحر التداولات في الفترة المقبلة، مستدلين بحركة السيولة الضخمة والتي تشير إلى قناعة تامة من قبل شرائح المتعاملين على المستوى النقطي الجديد لسوق الأسهم، إضافة إلى إعطاء مستوى 10 آلاف نقطة حقها من التأسيس. وسلوك المؤشر بما فيه ارتفاع حجم السيولة مع التطورات السياسية الجديدة، ينبأ بتطور جديد في حركة المؤشر، من أهمها أن تسير حركة الهبوط والصعود بعقلانية وبوتيرة هادئة، للاستفادة من تجربة السلوك القديم للمؤشر.

* المانع: كسر حقيقي

* من ناحيته، يرى الدكتور خالد المانع كبير المستشارين في مركز المشروعات للاستشارات الاقتصادية، أن ما سجله مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس، هو كسر حقيقي لحاجز 11 ألف نقطة، وليس وهميا، عازيا ذلك لسبب جيوسياسي بظهور بوادر انفراج لأزمة الظرف السياسي المتمثل في العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وقال المانع إن ما وقع يمثل ارتدادا نفسيا إيجابيا للتطورات السياسية لا سيما بعد أنباء تتعلق باتفاق فرنسي أميركي لإيقاف الحرب، وهو الأمر الذي يمكن أن يعيد التحفز والاندفاع لسوق الأسهم السعودية إذ بإمكان مشروع حل للأزمة الراهنة، أن يكون حافزا لصعود المؤشر العام وتخطيه مستويات نقاط مقاومة متعددة. وأبان المانع عن اعتقاده بأن السوق المحلية لا تزال تمارس عملية التقويم لجميع المؤثرات المحيطة، ولا سيما «الوضع السياسي» ونتائجها الجيوسياسية على المنطقة، وهو ما يفسر حركة التداول النشطة أمس جراء الأنباء الجديدة والتي ساعدت على انبعاث الأمل وزيادة بدائل حل الأزمة.

وتوقع المانع أن يدخل المتعاملون من جميع الشرائح من مساهمين صغار، ومضاربين ومستثمرين إلى الاستفادة من خبرات الماضي وتحديدا ما يخص صعود المؤشر ولكن بشكل هادئ بعد ثبات فشل أسلوب الصعود الصاروخي، التي لم تكن مجدية عند الانخفاض لعدم مضمونيه النجاح وتنامي ارتكاب أخطاء فنية في المحافظ لتحقيق أرباح عند الهبوط. وأبان المانع عن توقعه بأن تشهد التداولات المقبلة مرحلة من التعامل بين 11000 نقطة و11600 نقطة كمساحة تعاملات ترشح أن تكون أمنة. وقال المانع «لا أشعر أن المتعاملين سيعيدون ذات الكرة في سياسة التعامل، بل سيلجأون لطرق وأساليب أكثر حذرا وحيطة، نتيجة اكتسابهم للخبرات وأدبيات التعامل بالأسهم، لا سيما بالكميات الضخمة، بل سيكون الصعود والهبوط بشكل عقلاني وعلى وتيرة هادئة».

* شمس: انخفاض مستوى الثقة

* من جهته، أفاد الدكتور محمد محمود شمس، وهو مدير مركز دار الجدوى الاقتصادية أمس، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن سوق الأسهم السعودية تقع تحت تأثير الانعكاسات السابقة، التي تعرضت لها منذ بداية العام الحالي، وتحديدا بعد نكسة 26 فبراير (شباط) المتمثلة في الانهيار الكبير، الذي تعرض لها مؤشر الأسهم نتيجة تراكمات الصعود الصاروخي وغير المنطقي للسوق بفعل المضاربات.

وأوضح شمس بأن ذلك أدى إلى ما وصفه بانخفاض مستوى الثقة في أداء السوق، لافتا إلى أن ذلك اتضح جليا في تعاملات الأسهم بعد تاريخ 3 يوليو (تموز) الماضي، حيث دخلت السوق في سلوك «اشتر وبع سريعا في ذات اليوم»، وهي ما ترك أثرا سلبيا ويفسر حركة المؤشر العام، وجعله يراوح لفترة طويلة في مستوى 10 ألف نقطة. ولفت شمس إلى توقع استمرار حالة عدم الثقة في سوق الأسهم المحلية في الفترة الراهنة، وهو ما تقوم حاليا بعملية تنفير لكثير من شرائح سوق الأسهم، والتي بدأت تتقلص أعدادهم مع تسجيل محافظهم خسائر كبيرة في الفترة الماضية، بعد فترة ملل استمرت طويلا على أمل أن يعود المؤشر العام إلى التحسن.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» مدير مكتب دار الجدوى الاقتصادية، بأن الحالة النفسية جراء الظروف السياسية الحالية في لبنان تلقي بظلالها على سوق الأسهم والمتعاملين، حيث أن طبيعة الأسواق المالية حساسة جدا والمتعاملين يركزون على بقاء النقد «السيولة» في حال وقوع الأزمات السياسية كما هو حال السوق المحلية مع الوضع السياسي في لبنان.

* الحربي: ترقب حار لانتعاشة المؤشر

* من جهته، أفاد ماجد بن عبد الله الحربي، وهو متعامل في سوق الأسهم السعودية، بأن قاعات التداول شهدت حركة انتعاش من قبل المتعاملين بعد صعود المؤشر العام إلى مستويات جيدة أمس، وتحديدا بعد تخطيه حاجز 11 ألف نقطة، لافتا إلى أن سلوك المؤشر يمثل نوعا من التحرر من الضغوط النفسية المهولة في الفترة الماضية. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» الحربي أن ارتفاع المؤشر في هذا المستوى بإمكانه إضافة محفز نفسي تحتاج له السوق حاليا، وبعد فترة استمر المؤشر فيها يراوح عند مستوى 10 آلاف نقطة، متطلعا أن تشهد السوق حركة صعود مستمرة، ولو كانت مشوبة بتوقعات هبوط سريعة.