أغنى رجل في هونغ كونغ يخصص ثلث ثروته المقدرة بـ18.8 مليار دولار لأعمال الخير

يحتل المرتبة العاشرة ضمن قائمة أثرياء العالم

TT

أخدت ظاهرة تبرع أغنياء العالم بجزء كبير من ثرواتهم للأعمال الخيرية بعدا آخر أول من أمس مع تعهد لي كا شينغ، أغنى رجل في هونغ كونغ، بالتبرع بثلث ثروته على الأقل للمؤسسة الخيرية التي أسسها. ويحذو كا شينغ بخطوته هذه حذو أغنى رجل في العالم، وهو المستثمر الأميركي وارن بافيت، الذي أعلن في يونيو(حزيران) الماضي التبرع بما مجموعه 37 مليار دولار، فيما اعتبر أكبر تبرع لأعمال الخير، حيث منح بافيت 31 مليار دولار أو ما يزيد على 80% من ثروته إلى المؤسسة الخيرية، التي يديرها بيل غيتس وزوجته ميليندا، بالإضافة الى 6 مليارات أخرى لمؤسسات خيرية تابعة لعائلة بافيت.

ويحتل كا شينغ المرتبة العاشرة ضمن قائمة مجلة فوربس الأمريكية لأثرياء العالم حيث تقدر ثروته بحوالي 18.8 مليار دولار.

وقال لي الذي يمتلك حصة الأغلبية في شركتي «شيونغ كونغ» و«هوتشيسون وامبوا» التي تعمل في مجالات الموانئ والاتصالات والعقارات ومبيعات التجزئة، إن الأموال ستقدم لمؤسسة «لي كا شينغ» الخيرية، من دون أن يكشف عن موعد تنفيذ تعهده الذي أعلنته أمس صحيفة «ساوث تشاينا مورننغ بوست».

وقال عبر الهاتف لـ«الشرق الأوسط» إيوان كامبل، نائب رئيس القسم الاقتصادي في الصحيفة الصادرة في هونغ كونغ إن تعهد كا شينغ بالتبرع بثلث ثروته لأعمال الخير، حتى وان لم يكن ذلك مفاجئا لأن الرجل معروف بتبرعاته الخيرية، لم يكن مبرمجا. وأشار كامبل الى أن إعلان تعهد كا شينغ جاء اول من أمس في مؤتمر صحافي بمناسبة إعلان الأرباح السنوية لشركته الرئيسية شيونغ كونغ، حيث سأله صحافي ما إذا سيحذو حذو المستمثر الأميركي وارن بافيت ويعلن التبرع بجزء معتبر من ثروته لأعمال الخير، فرد كا شينغ مباشرة بدون تردد وبدون سابق اعلان أنه يتعهد بالتبرع بثلث ثروته للأعمال الخيرية. وعلى العكس من بيل غيتس، أغنى رجل في العالم والذي تقاعد هذا العام من عمله في شركة «مايكروسفت» العملاقة للبرمجيات من أجل التفرغ للعمل الخيري في المؤسسة التي أنشأها مع زوجته ميليندا، فقد ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن كا شينغ البالغ من العمر 78 عاما والذي يعمل في شركته الرئيسية، قال إنه لا يعتزم التقاعد في المدى القريب، ولكنه تعهد بالعمل في مؤسسته الخيرية التي تعمل في مجالات الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الثقافية في حالة التخلي عن إدارة شركاته. وتتنوع الأعمال الخيرية لمؤسسة كا شينغ في كل أنحاء العالم بين المساعدات الاجتماعية والثقافة والرعاية الصحية والتعليم. وفي هذا المجال الأخير برز كا شينغ خاصة بدعم للجامعات ومؤسسات البحث، وكان قد أسس في 1981 جامعة «شانتو» في المنطقة التي ولد بها في الصين. ويعتبر لي كا شينغ قصة نجاح متميزة في عالم الأعمال. فابن اللاجئ الصيني الذي فر مع عائلته من الصين الى هونغ كونغ، الخاضعة آنذاك للحكم البريطاني، في عام 1940 بعد الغزو الياباني للصين، استطاع بفضل نباهته الخارقة (رغم انه ترك الدراسة وهو في الخامسة عشر من العمر)، وجده وكدحه المتميز (كان يعمل 16 ساعة يوميا)، أن يبني امبراطورية اقتصادية ضخمة، بدأها بمصنع للبلاستيك، لها فروع في 54 بلدا وتوظف نحو 220 ألف عاملا.

وقد حصل كا شينغ على عدة جوائز وألقاب مقابل أعماله الخيرية ونجاحاته في عالم الأعمال، حيث اختارته صحيفة «التايمز» البريطانية ومؤسسة «ارنست اند يونغ» كرجل أعمال الألفية.