الأسهم السعودية تواجه غياب السيولة الذكية وشبح «الهبوط المظلي»

في ظل قفزات سعرية عالية لأسهم المضاربة

TT

تواجه سوق الأسهم السعودية مشكلة كبرى تتمثل في غياب السيولة الذكية، وهي المشكلة التي قد تقود إلى هبوط مظلي خلال فترة قد تكون أقل من شهر، خاصة أن نمط الحيرة الذي طوق سوق الأسهم السعودية بالغموض خلال الأسابيع الماضية أفضى إلى زعزعة الثقة.

وعلى الرغم من سوء الأوضاع في سوق المال السعودية خلال الفترة الحالية التي لا تخلو من تعريض السوق من ضغوط سياسية، فيما ينتظر أن يتباين الأداء بين أسهم العوائد وأسهم المضاربة.

وتبدو سوق الأسهم السعودية منقسمة فعليا إلى سوقين، الأولى لأسهم العوائد التي لا حراك فيها، والثانية تخص أسهم المضاربة التي تشهد قفزات سعرية عالية لا تلقي لحركة المؤشر العام بالا على مدى أسابيع مضت.

السماري: مسار المؤشر العام هابط في هذه الأثناء، أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري وهو خبير في تحليل تعاملات أسواق المال، أن المؤشر العام دخل مسار هابط لا تعتريه حيرة، وأن الفترة الحالية تشبه إلى حد بعيد مرحلة تراجع يوليو (تموز) الماضي، مرجحا أن يكون التراجع في نهاية الأسبوع أكثر حدة منه في بداية الأسبوع.

وقال إن السوق مقبلة على هبوط مظلي بطيء قد يكسر آخر قاع ارتد منها المؤشر العام، مشيرا إلى أن الهبوط المنتظر قد لا يشمل كافة الأسهم المتداولة، وذلك على اعتبار أن نشاط المضاربة السائد مرشح للاستفادة من ارتدادات المؤشر العام.

وبين أن السوق السعودية تعاني حاليا من خلل في ميزان الحركة، خاصة أن هناك أسهما صعدت إلى مستويات تتجاوز حدود التوقعات، فيما غالبية الشركات المدرجة في السوق لا تزال تراوح تحت متوسط إغلاق 200 يوم، مقابل 28 في المائة لا تزال فوق هذا المتوسط.

وشدد على أن الهبوط في حال تحققه سيسمح ـ على الأرجح ـ لبعض الأسهم بحركة مخالفة للمسار العام، غير أن الضرر الأكبر ستتعرض له الأسهم المتضخمة التي يمكن اكتشاف مدى تضخمها بإعادتها إلى أسعار ما قبل التجزئة.

* بخيت: أسهم المضاربة تشكل خطرا على السوق

* وعلى الطرف الآخر، قال بشر بخيت مدير عام مركز بخيت للاستشارات المالية أمس، أن الإقبال على أسهم المضاربة يمثل خطرا على مستقبل سوق الأسهم السعودية.

وبين أن أصغر 20 شركة من حيث الحجم السوقي سيطرت على نحو 45 في المائة من إجمالي قيمة التداولات خلال الأسبوع الماضي، على الرغم من أن حجم هذه الشركات لا يتجاوز 2 في المائة من حجم السوق.

* المبارك: سوق المال يعاني من الإنهاك

* من جهته أوضح لـ«الشرق الأوسط» صالح المبارك وهو محلل فني لتعاملات سوق المال السعودية، أن المؤشر العام أنهكته الضغوط التي لم تنته منذ انهيار فبراير (شباط) الماضي.

وقال إن الضغوط السياسية نالت كثيرا من سوق المال السعودية، مبينا أنها أحبطت محاولات التجميع أكثر من مرة، وهو ما يرشح إمكانية تأجيل التجميع إلى أن تنجلي تداعيات ملف إيران النووي.

وذهب إلى أن الملف الإيراني قد يمدد فترة غياب السيولة الذكية، في إشارة منه إلى أن كبار المضاربين وصناع السوق يتحولون إلى مراقبين خلال التعاملات المقبلة، خاصة أن الوضع الحالي يضمن إلى حد بعيد بقاء الأسعار في مستوياتها أدنى من المستويات الحالية.

وشدد على أن تناقص الأسعار الواضح خلال الأسبوعين الماضيين، مدعاة للتفكير كثيرا قبل اتخاذ أي قرار بالبيع أو الشراء خلال تعاملات الأسبوع الجاري، معتبرا أن المضاربة السريعة تبدو أفضل الخيارات المتاحة.

* الجبرين: المحافظ الصغيرة غير قادة على تحمل المزيد

* وفي المقابل أوضح لـ«الشرق الأوسط» بند الجبرين وهو متعامل في سوق المال، أن المحافظ الصغيرة غير قادرة على تحمل المزيد من الضغط، في إشارة منه إلى أن التراجع المنتظر قد يكون قشة قاصمة.

ورحب الجبرين بقسمة السوق في حال إقراره من هيئة سوق المال، خاصة أن الأسهم القيادية لم تعد قادرة على حماية استثمارات الكبار والصغار على السواء، محذرا من إن غياب السيولة الذكية من شأنه إحداث هزة عنيفة سيكون ضررها أكثر وضوحا على أسعار أسهم العوائد.