السعودية: اكتتاب «سبكيم» يعزز ثقة المستثمر المحلي بشركات البتروكيماويات

15 شركة مدرجة في سوق الأسهم المحلية

TT

عزز حجم الإقبال، الذي شهده اكتتاب الشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات «سبكيم» في أيامه الأولى، الثقة التي تحظى بها صناعة البتروكيماويات، في نظر الكثير من المستثمرين في سوق الأسهم السعودية، مع وجود 15 شركة تعمل في صناعة البتروكيماويات مدرجة في سوق الأسهم السعودية الأكبر عربيا، لتبدو هذه الثقة وكأنها «علاقة عشق» لا تنتهي بين المستثمرين وشركات البتروكيماويات المطروحة في سوق الأسهم السعودية.

وبحسب أرقام الاكتتابات المطروحة أخيرا، فقد شكلت شركات البتروكيماويات عامل جذب كبيرا للمستثمرين، إذ سجلت عملية الاكتتاب في شركة ينبع الوطنية للبتروكيماويات «ينساب» أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حالة غير مسبوقة وصفت بأكبر اكتتاب في تاريخ السعودية آنذاك، على الرغم من تضارب الآراء والفتاوى قبل انطلاقها، حيث شهدت العملية مشاركة أكثر من نصف عدد المواطنين، قبل أن تعيد التجربة ذاتها مرة أخرى في اكتتاب شركة «سبكيم» الجاري حاليا، إذ انتشرت بعض الفتاوى التي تحذر من الاكتتاب في أسهم الشركة، بحجة أنها متورطة بقروض ربوية، لكن واقع عملية الاكتتاب أبرزت العكس، حيث شهدت عملية الاكتتاب حجم إقبال كبيرا.

وعلق المستثمرون في السوق السعودية الكثير من الآمال على الشركات المدرجة حديثا، وخاصة شركات البتروكيماويات في النهوض بالسوق، إذ يعد الاستثمار في مجال البتروكيماويات من أنجح الاستثمارات في البلاد، في الوقت الحاضر، بعد الاستثمار في مجال النفط، بوجود المادة الخام «الغاز الطبيعي» الذي يعتبر الرافد الأساسي لهذه الصناعة، التي تضخ للسوق نحو 50 مليار ريال (13.3 مليار دولار)، لتصبح الرهان الوحيد لمستقبل سوق الأسهم، وأنها ستلعب دورا كبيرا في السوق التي لا تزال في مستويات دنيا في نظر العديد من المراقبين الاقتصاديين.

وفي هذا الجانب، عزا الدكتور عبد الرحمن المشيقح عضو مجلس الشورى والاقتصادي المعروف، اندفاع المتعاملين في سوق الأسهم خلف شركات البتروكيماويات، وما تبعها من ثقة المستثمرين فيها، الذي تمثل في الطلب المتزايد على أسهمها، إلى أهمية هذه الصناعة على المستوى المحلى والعالمي وما تمثله السعودية كمصدر عالمي موثوق في صناعة البتروكيماويات، إذ تمتلك السعودية كبريات الشركات المنتجة للبتروكيماويات عالميا، إضافة إلى امتلاكها أقوى التقنيات الحديثة في هذا المجال.

وأضاف الدكتور المشيقح في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن توفر المواد الخام الطبيعية من النفط ومشتقاته والغاز الطبيعي، جعلت رجال الأعمال في البلاد يتسابقون لإنشاء الشركات والمصانع، لافتا إلى أن هذا المجال رحب لقوة صناعية قادمة، يعززه الطلب المحلي والعالمي على هذه الصناعة من اللقائم والمنتجات النهائية.

وأشار عضو مجلس الشورى السعودي، إلى أن تجربة بلاده التي تعود إلى 30 عاما ماضية، تمثل قصة نجاح في صناعة البتروكيماويات، عن طريق استخدام مشتقات النفط والغازات المصاحبة، إذ حققت العديد من الأهداف الحيوية المهمة من المنتجات العديدة والمتنوعة، مما دفع بظهور وبناء قاعدة عريضة من الصناعات التحويلية التي تلبي الاحتياجات المحلية ومتطلبات الأسواق العالمية، الأمر الذي جعل المنتج السعودي موجودا في أكثر من 100 دولة حول العالم. وقال سالم العيد، أحد المساهمين والمكتتبين في الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية، إنه ينظر إلى شركات البتروكيماويات كـ«شيكات مضمونة»، ومصدر ثقة تكسب المستثمر الاطمئنان لمكاسبه على المدى الطويل، لافتا إلى أن ذلك يرجع إلى ما تحظى به صناعة الكيماويات في البلاد من قوة وحجم الاستثمار الكبيرة فيها.

وأضاف العيد لـ«الشرق الأوسط»، أنا استثمر في شركات البتروكيماويات استثمارا طويل الأمد، عن طريق تخصيص الجزء الأكبر من السيولة فيها، بينما أضارب بالقسم الآخر من السيولة في ما يعرف بشركات المضاربة.

من ناحيته، ذكر حمد العتيبي أن الكثير من المستثمرين في السوق يلهث خلف شركات البتروكيماويات للظفر بأكبر عدد ممكن من الأسهم بهدف الاستثمار، موضحا ان هناك مستثمرين يملكون عددا كبيرا من الأسهم في شركات قيادية تعمل في قطاع البتروكيماويات يرفضون بيع أي سهم فيها، بل على العكس يحاولون الحصول على مزيد منها، مما يؤكد ويعزز الثقة في تلك الشركات.