الأسهم السعودية: انتهى الربع الثالث ومحافظ الاستثمار لا تزال معلقة بالسقف

البحث عن مصدر للتفاؤل وإعادة الثقة مع أول أيام تداولات الربع الرابع

TT

أنهت سوق الأسهم السعودية البارحة تعاملات الربع الثالث من العام الحالي، فيما تترقب اعتبارا من اليوم النتائج المالية للشركات المدرجة في السوق، وذلك على أمل أن يجد المتعاملون في النتائج المنتظرة مبررا لتصعيد أسعار أسهم العوائد التي تعيش في سبات امتد ثلاثة أشهر.

ويأتي سبات أسهم العوائد إثر تراجع حاد بالأسعار بدأ في الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي، وهو ما يعني أن ملاك أسهم العوائد يضعون أهمية مضاعفة لنتائج الربع الثالث، وذلك على أمل أن تساعد في تحريك أسهمهم إلى الأعلى، وبالتالي تحرير محافظهم المتعلقة بأسعار السقف.

وستكون نتائج أعمال الربع الثالث محركا فعليا لديناميكية السوق خلال الفترة المقبلة بين دفع قوي للمؤشر العام أو تركه لقوى طلب وعرض المضاربات على الشركات الصغيرة. وستبدأ السوق اندفاعاتها القوية حالما تعلن الشركات القيادية وذات العوائد نتائج مالية جيدة عن أعمالها في الربع الثالث من العام، وستكون كفيلة برفع سقف المؤشر العام إلى مستويات جديدة لم يصلها منذ أشهر لاسيما بعد الانحدار الشديد الذي عانت منه السوق.

ويرشح أن تكون الشركات ذات العوائد هي محط أنظار المتعاملين في الأيام القليلة المقبلة ضمن رحلة ترقب إعلان النتائج المالية، وهو ما فسره سلوك السوق في الأيام الأخيرة من الأسبوع الماضي والذي ظهر فيه تحول السيولة تجاه الشركات ذات العوائد نتيجة قرب الإفصاح عن نتائج أعمال الربع الثالث من العام الحالي.

ويأتي ذلك بعد أن باشرت مؤسسات الاستشارات المالية في السعودية بحثا عميقا داخل الصفقات المنفذة في سوق الأسهم السعودية، بهدف التأكد من أن صفقات استثمارية جريئة تمت فعليا خلال تعاملات الأسبوعين الماضيين، وذلك ضمن محاولة جادة لمعرفة المسار التالي للسوق التي لا تزال مسلوبة الثقة.

وفي حال أثبتت التحريات التي تجري حاليا على قدم وساق داخل ثلاث من بيوت الاستشارات المالية في جدة، أن الصفقات التي تمت أخيرا تصنف ضمن الصفقات الاستثمارية الجريئة وليست الصفقات الانتهازية الجبانة، فإن ذلك يستدعي التأكيد على أن صناع السوق يراهنون على مسار تصاعدي طويل المدى.

وتحتاج بيوت الاستشارات المالية التي تراجع هذه الصفقات حاليا إلى عشرة أيام على الأقل من التداولات للتأكد من أن الصفقات المنفذة لن تستخدم لتأكيد هبوط المؤشر العام خلال الأسبوع الحالي، وذلك من خلال عرض كميات الأسبوع الماضي بأسعار ضاغطة خلال هذا الأسبوع، وذلك وفق ما جرت عليه العادة منذ يوليو (تموز) الماضي.

* السمان: أسهم العوائد سترفع مستوى التفاؤل

* وهنا أوضح لـ«الشرق الأوسط» الدكتور أيمن السمان، أن مستويات الدعم التي تقف عليها أسهم العوائد «بما في ذلك أسهم القيادة»، من شأنها رفع مستوى التفاؤل بأن تكون أعمال الربع الرابع التي تبدأ اليوم، أفضل عطاء مما كانت عليه أثناء تعاملات الربع الثالث.

وقال إن الأسهم الاستثمارية شهدت تجميعا واضحا خلال الفترة الماضية، متوقعا أن تعمل على انتشال المؤشر العام من القاع إلى مستويات طال ابتعاده عنها.

وشدد على أن المتعاملين في سوق المال يبحثون حاليا عن مصدر للتفاؤل وإعادة الثقة مع أول أيام تداولات الربع الرابع، فيما لا يزال المؤشر العام في مسار هابط، وذلك قياسا بإغلاق الثلاثة أرباع الماضية.

* السويلم: أموال استثمارية وأهداف مرسومة

* وعلى الطرف الآخر، قالت لـ «الشرق الأوسط» خلود السويلم وهي مصرفية ومراقبة لتعاملات سوق المال، أن «هناك أموالا استثمارية دخلت فعليا في سوق الأوراق المالية السعودية، وتبدو غير مهتمة بأمر الخروج قبل بلوغ الأهداف المرسومة.

وذهبت إلى أن «المعطيات التاريخية لتداولات الأعوام الثلاثة الأخيرة، تؤكد أن الفترة الحالية تصادف الموعد السنوي لتصعيد أسعار السوق». وشددت على أن «التوجه إلى الأسهم الاستثمارية تحول إلى أمر واقع».

واعتبرت السويلم، أن تحريك الأسهم القيادية وأسهم الاستثمار بشكل عام، من شأنه إعادة الثقة إلى السوق، بفعل حالات التراجع الحادة التي عادة ما تتعرض لها سوق المال السعودية خلال مسارها الهابط منذ الخامس والعشرين من فبراير (شباط) الماضي.

من جهته، يعتقد صلاح ربيع وهو متعامل في سوق المال، أن التوقعات الإيجابية لنتائج شركات العوائد بنهاية أعمال الربع الثالث التي سيبدأ الكشف عنها خلال أيام، ستكون مدعاة لتعزيز الصعود المنتظر خلال الفترة المقبلة.