الأسهم السعودية: توقعات بركود أسهم المضاربة وبداية نشاط القياديات

للاستفادة من تعاقب أنباء إيجابية والمؤشر يصل إلى مستوى دعم آمن

TT

يتصدر استراتيجيات المحافظ وقوى المتداولين في سوق الأسهم السعودية الحذر والحيطة خلال هذه الفترة، لاسيما بالنظر إلى تواصل الأحداث التي يمكنها التأثير المباشر على السوق. حيث تنتظر هذه المحافظ انجلاء الوضع لتداول سهم إعمار المدينة الاقتصادية، والدعم الحكومي لشركة كهرباء السعودية والذي سيسهم في حل المصاعب المالية لها، إضافة إلى توصية مجلس إدارة مصرف الراجحي برفع رأسمال المصرف إلى أكثر من 13 مليار ريال (3.466 مليار دولار). ويضاف إلى ذلك جميعا مواصلة الشركات في الإعلان عن نتائج أعمالها خلال الربع الثالث. وعلى ضوء تعاقب الأحداث المتتالية، فإن المؤشر العام مرشح للصمود في مستوى نقطة دعم عند 11 ألف نقطة، كنقطة دعم آمنة، يمكن للمؤشر المقاومة عندها حال الرجوع لمستوى دونه لتنفيذ عمليات جني أرباح بعد تصعيد السوق تفاعلا مع معطيات الأحداث الجارية حاليا. والملاحظ في الأنباء الإيجابية المتتالية أنها تصب في صالح الشركات القيادية والشركات الكبرى وهو ما جعل المراقبين يلمحون إلى أن الوقت يبدو قد حان لتحرك تلك الشركات خلال الفترة المقبلة، لاسيما مع وصول أسعار معظم تلك الشركات إلى مستوى مغر جدا للشراء.

من جهته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم الربيش محلل مالي سعودي، أن تدفق الأنباء الإيجابية القوية خلال هذه الفترة يوحي بأن انفراجا لاح في الأفق لتحرك وشيك لأسهم الشركات القيادية التي شابها الركود في الشهور الماضية، مشيرا إلى أن الشركات ستتفاعل مع المعطيات الجديدة وبالتالي توقع حركة ديناميكية للمؤشر العام. وأبان الربيش أن الفترة المقبلة ستشهد تحولا في استراتيجيات المحافظ وقوى السوق، وفقا للمستجدات التي طرأت مؤخرا، مما يتوقع معه حدوث تغيرات على خارطة التداولات تميل في المجمل لصالح الشركات القيادية، مرجحا أن يكون ذلك خلال فترة ما بعد عيد الفطر المبارك. من جهة أخرى، ذكر حسن بن عبد الله القاضي محلل فني لسوق الأسهم السعودية أن المؤشر العام وضع نفسه عند مستوى دعم عام يصعب تجاوزه وهو 11 ألف نقطة بعد اختباره له 4 مرات في فترات سابقة، مشيرا إلى أن هذا المستوى هو «الدعم الآمن» ولا يمكن للمؤشر الابتعاد عنه حتى مع تخطيه بأكثر من 300 نقطة لافتا إلى أنه في المقابل سيكون المؤشر على موعد منتظر أمام نقاط مقاومة في القريب العاجل عند مستوى 11300 و11500 نقطة.

وقال القاضي لـ«الشرق الأوسط» إن الملاحظة العامة خلال الفترة الماضية هي تناوب بين القطاعات في عمليات الصعود ولو كانت بشكل نسبي مستفيدة من طبيعة الفترة الحالية التي تشهد ترقبا وحذرا بانتظار استكمال نتائج الربع الثالث من العام الجاري، بالإضافة إلى انتظار سهم إعمار المدينة الاقتصادية الذي تم تداوله أول من أمس، موضحا أن إدراج السهم وتداوله كان محل اهتمام كبير غير مبرر للتحليق أو الإضرار بالسوق وشل قرارات الاستثمارات. وتوقع القاضي أن تشهد أسهم المضاربة ركودا مؤقتا خلال هذه المرحلة لاسيما في أسهم الشركات الصغيرة بنسب تذبذب في نطاق سعري ضيق جدا وغير مغر في مقابل تحرك منتظر لبعض القطاعات والشركات القيادية التي لم تتحرك منذ وقت سابق في وقت يتوقع أن تحقق بعض الشركات نتائج مالية قوية. من ناحيته، قال لـ«الشرق الأوسط» ماجد بن عبد الله الحربي متداول في سوق الأسهم السعودية، إن هناك قلقا ينتاب المتعاملين جراء الهبوط الذي تعرضت له الأسهم مؤخرا لاسيما مع سلوك المؤشر العام الذي يعوض خسائره ببطء عبر نسب صعود محدودة جدا وهو ما يزيد من قلق المتعاملين بأن عمليات التعويض تحتاج إلى مزيد من الوقت. وأضاف الحربي أن عودة المؤشر لمستويات 10 آلاف نقطة خلال الأسبوع الماضي أثار نوعا من الاضطراب والهلع خشية تراجع حاد للمؤشر العام إلى مستوى دون 10700 نقطة، لافتا إلى أن عدم التعويض السريع للمؤشر العام بات سمة لا بد على قوى السوق من تغييرها. وأبان الحربي أن صغار المتداولين ينتظرون بلهفة نتائج ما ستذهب إليه قوى السوق بعد اتضاح الرؤية حول سهم «إعمار المدينة الاقتصادية».