تطورات إيجابية مدفوعة بالدعم العربي

ارتفاع نوعي لرسملة بورصة بيروت بعد إدراج كامل أسهم بنك عودة

TT

شهدت بورصة بيروت تطورات نوعية هذا الاسبوع على مستوى الاسعار والقيمة الترسملية تعاكس اجواء التشنج السياسي والحذر الامني بعد تعرض احد مباني وسط العاصمة لقذائف صاروخية.

فعلى مستوى الاسعار، لم يعبأ سهم شركة سوليدير (الشركة اللبنانية لاعادة اعمار وسط بيروت التجاري) بالحادث الامني مطلع الاسبوع في قلب العاصمة، وسجل ارتفاعات متتالية ليبلغ مجددا عتبة 19 دولارا للمرة الاولى منذ بداية العدوان الاسرائيلي في 12 يوليو (تموز) الماضي.

وبالتزامن، قررت لجنة البورصة قبول ادراج وتداول وتسعير كامل الاسهم العادية المصدرة من قبل بنك عودة (مجموعة عودة ـ سرادار)، اي ما يوازي 32.766 مليون سهم بقيمة اسمية تبلغ 10 الاف ليرة لبنانية (نحو 6.7 دولار). فيما بوشر التداول بأسعار مشابهة لسعر ايصالات الايداع العمومية المصدرة من البنك ذاته اي نحو 67 دولارا.

ويعكس النشاط الايجابي لاسهم سوليدير في ظروف غير مؤاتية، وجود معطيات معينة لدى المتعاملين دفعت الى تحفيز الطلب على الاسهم، مع الاشارة الى تطورات ايجابية تشهدها الشركة واعمالها بفعل تحرك الطلب على العقارات واعلان بيت ابوظبي للاستثمار استئناف العمل بمشروع بوابة بيروت بكلفة 600 مليون دولار.

وقال متعاملون ووسطاء في السوق لـ«الشرق الاوسط» ان انتعاش سهم سوليدير ترافق ايضا مع زيادات مطردة في عرض الدولار الاميركي في بيروت وتدخل البنك المركزي شاريا قريبا من الحد الادنى لهامش تدخله. وهذا ما يعكس ثقة متزايدة لدى المستثمرين وعدم ايلاء الكثير من الاهتمام للتشنجات السياسية وتصنيف بعض الاحداث الامنية كرسائل عابرة.

وتسري معلومات في الاسواق مفادها ان الحكومة اللبنانية تبلغت مواقف دعم جدية من معظم الدول العربية، وفي مقدمها الدعم السعودي للاعمار وانهاض الاقتصاد اللبناني الذي يتم التعبير عنه في جميع المناسبات وخصوصا خلال استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اخيرا لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري وبعده بايام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.

وعلم، ان الدعم ليس محصورا في مؤتمر المانحين الذي تستضيفه العاصمة الفرنسية في 15 يناير (كانون الثاني) من العام المقبل، فهو قد سبق تحديد الموعد وسيتواصل خلال الفترة المقبلة ويشمل تحفيز القطاع الخاص العربي على استئناف استثماراته في لبنان وضخ المزيد منها والمشاركة بفعالية في الانشطة والمؤتمرات المعنية بدعم الاقتصاد اللبناني ونهوضه.

اما ادراج كامل اسهم بنك عودة في البورصة فقد انتج زيادة نوعية في القيمة الترسملية للبورصة التي ارتفعت من نحو 7.2 مليار دولار الى نحو 9.5 مليار دولار (حسب اسعار الامس) وباتت بذلك تماثل نحو 50 في المائة من الناتج المحلي بدلا من نحو 35 في المائة.

ولوحظ ان موجة طلب سبقت طرح كامل الاسهم العادية لبنك عودة ودفعت بسعر ايصالات الايداع العمومية للارتفاع تباعا خلال الاسبوعين الماضيين ليقترب مجددا من عتبة 70 دولارا.

وتتردد معلومات عن تطورات نوعية تشهدها مجموعة عودة ـ سرادار المصرفية (ثاني اكبر مصرف في لبنان) يتعلق جزء منها بتوسع انشطتها في الاسواق الاقليمية بما في ذلك اطلاق المصرف المستقل التابع في منطقة كردستان (شمال العراق) تحت اسم بنك الشرق. فيما قد يتعلق الجزء الاخر بهيكلة الاسهم بالذات بعد اشهر على الصفقة النوعية التي ادت الى استحواذ «في. جي. هرمس» المالية على 20 في المائة من ملكية اسهم البنك.

وتشير المعلومات الى وجود توجه جدي لدى بنك عودة لارساء وجود مباشر في اسواق المنطقة ومنها الجزائر بعد السودان بما يعزز وجوده السابق المباشر في سورية والاردن، ومصر اضافة الى وجوده الاسبق في الاسواق الاوروبية والاميركية. وهذا التوجه يتناسب مع الخيارات الاستراتيجية لمجموعة هيرمس المالية التي تتخذ من القاهرة مقرا رئيسيا لها.