أكدت مصادر عاملة في نشاط استيراد وبيع المواشي، أن أسعار بيع الأغنام ارتفعت بنسبة 30 في المائة، بسبب إغلاق السوق السورية عن التصدير يوم الاربعاء الماضي، مما أدى الى زيادة أسعار الأغنام مساء اليوم نفسه، ليصعد متوسط سعر رأس الغنم من 550 إلى 650 ريالا (174 دولارا). هذا وتوقعت مصادر السوق استهلاك السعوديين من الأغنام خلال أيام العيد بنحو 500 ألف رأس، تبلغ قيمتها الإجمالية بعد الزيادة الطارئة إلى 325 مليون ريال (86.6 مليون دولار)، حيث يعمد السعوديون إلى تناول لحوم الأغنام والمواشي منذ اليوم الأول للعيد «عيدية» وإعداد الولائم والمأكولات طيلة أيام العيد الثلاثة.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الشلوي مدير مؤسسة الشلوي لاستيراد وبيع المواشي، أن السوق تشهد زيادة في أسعار الأغنام نتيجة قلة الاستيراد، حيث تظل مصادر التصدير محدودة إلى الآن بالاعتماد الكبير على سورية والسودان واستراليا، مفصحا أن سورية أغلقت توريدها للسعودية منذ الساعة 9 صباحا من يوم الاربعاء الماضي، أدى إلى رفع التجار لأسعار الأغنام فورا (مساء اليوم نفسه) بنسبة بلغ متوسطها 30 في المائة.
وبين الشلوي أنه في حالة عدم فتح السوق السورية لتصدير الأغنام والماشية، بعد عيد الفطر، فإن الأسعار مرشحة للصعود الفاحش عند عيد الأضحى إلى 1200 ريال (ما يعادل 320 دولارا)، الأمر الذي يتطلب من وزارة الزراعة حل هذه الازمة قبيل عيد الاضحى، مشددا على ضرورة أن تفتح وزارة الزراعة المجال لاستيراد المواشي من مصادر جديدة مثل الصومال وتركيا وإيران، أو فتح المجال من دول الخليج القريبة للتجار والإسراع في إحضار المواشي لهم، مع تطبيق الشروط الصحية للوزارة.
ودعا الشلوي الوزارة أن تتواصل مع التجار قبل أن تفرض حظر استيراد من أي دولة لإعطاء الفرصة لاسترداد أموالهم وسلعهم منها، مشيرا إلى مثال حظر الاستيراد من الصومال الذي أدى إلى خسائر جميع مستوردين نتيجة الدفع المسبق للتجار الصوماليين لجلب الأغنام من كافة الصومال، إضافة إلى استئجار بواخر لتوصيلها، مطالبا بفتح المجال امام القطاع الخاص بالاستثمار في المحاجر، إذ لم تستطيع وزارة الزراعة بإنشائها.
من جانبه، بين مستورد آخر يدير مؤسسة لتجارة المواشي مكتفيا بالإشارة إلى كنيته (أبو عبد الرحمن الصانع)، أن المنافذ المغلقة في حال فتحها ستهبط الأسعار بشكل كبير، لافتا إلى سعر المواشي الصومالية8 اذ يتم استيرادها من الامارات حاليا بقيمة 2000 ريال (534 دولارا)، والامارات تستورده من عمان، وعمان تستورده من الصومال، والسعر الحقيقي لاستيراده من الصومال يقدر بنحو 700 ريال (ما يعادل 187دولارا)، متسائلا «لماذا نأخذ من الامارات ما دامت الماشية تأتي من الصومال مباشرة، خاصة أن هناك حالات دخول للمواشي بطرق غير شرعية من بعض الدول المجاورة».
وذكر الصانع أن الاغنام الاسترالية أصبحت تأتي بشكل ضعيف جدا وبأسعار مرتفعه، حيث وصل سعر الخروف الاسترالي إلى 400 ريال (ما يقارب 107 دولارات)، وكان سعر الخروف في السابق لا يتجاوز 200 ريال (ما يعادل 54 دولارا)، لعدم وجود قاعدة ثابتة في السوق، مشيرا إلى أن سعر الخروف الاسترالي الحالي في دولة الامارات لا يتجاوز نحو 200 درهم، معتبرا أن المتضرر في الاول والأخير هو المواطن. من جهة أخرى، أوضحت لـ«الشرق الأوسط» مصادر عاملة في السوق، أن جزءا من الاستيراد من بعض الدول يتم بطريقة غير شرعية، إذ أن المفترض استيراد ما مقداره من 1.5 مليون رأس من دولة عربية خلال 5 شهور، ولكنها صدرت 2.2 مليون رأس، مما يؤكد هذه الفرضية، مشيرة إلى أنه لا حاجه لإغلاق الاستيراد من بعض الأسواق كالصومال مثلا، لأنه يصل من الدول الأخرى المسموح الاستيراد منها وبكميات ضخمة تصل إلى مئات الآلاف.